لبنان
عزّ الدين: المقاومة ستنتصر وستمنع العدو من تحقيق أهدافه في الميدان
أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين أنّ ما يحدث اليوم في غزة هو نتيجة لفعل الإدارة الأميركية التي نصّبت نفسها سيدًا للعالم، وأنه يحق لها فعل ما تشاء، وبالتالي، تريد أن تفرض على العالم منظومة فاسدة تعتمد منطق القوة الذي تسيطر وتسرق به الثروات، وتهيمن على الأنظمة والشعوب ومقدراتها.
كلام عزّ الدين، جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله للشهيد على طريق القدس "مصطفى علي درويش" في حسينية بلدة المجادل الجنوبية، بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين جشي وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء وحشد من الأهالي.
وأشار عزّ الدين إلى أنّ أميركا هي صاحبة القرار وراعية الكيان الإسرائيلي، وهي التي تعمل طبقًا لمصالحها ولتحقيق أهدافها. فهي تمارس دور القاضي والمحقق والمدعي، وتصدّر الأحكام، وتتهم الآخرين بالإرهاب ومعاداة السامية، حتى وصلت الوقاحة بهم إلى مساءلة الجامعات في أميركا، ومارس ضدها الكونغرس الأميركي إرهابًا سياسيًا وفكريًا لإرغامهم على تبنّي فكرة معاداة السامية والانحياز إلى العدو الصهيوني، وكتم كل صوت ونشاط وحركة يقوم بها الطلاب رفضًا لما يجري من مجازر في غزة.
ورأى عزّ الدين أننا نعيش اليوم حالًا من الفوضى المدمّرة وشريعة الغاب التي تحكم العالم، من تدمير ممنهج وارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية تطال الآمنين المسلحين بالإيمان والصبر والصمود، والذين يواجهون آلة القتل الصهيونية التي لا تفرّق بين طفل وامرأة وشيخ كبير. وهناك فرق كبير بين القتل والقتال، حيث يكون القتل من طرف واحد ويمتلك السلاح والقدرة والإمكانات في مواجهة أُناس لا حول ولا قوة لهم آمنين في بيوتهم مع عائلاتهم، فيهدمون البيوت على رؤوسهم، بينما القتال يكون في ميدان المواجهة.
وأكّد عزّ الدين أنّ المقاومة الفلسطينية تُحكم قبضتها على الميدان، وهي تقاتل هذا العدو، فتقتل ضباطه وجنوده وجهًا لوجه على مسافة صفر بشجاعة قلّ نظيرها، وبإيمان يملأ القلوب الوالهة للقاء ربها. وعليه، فإنّه مهما فعل العدو من مجازر، يبقى الميدان هو الذي يحدد من سيبقى، ومن الذي سينتصر، ومن الذي سيُهزم. وميزان القوى على الأرض هو الذي يحسم المعركة والنتائج، والذي باتت فيه المقاومة أكثر قوة وقدرة وصمودًا وقربًا من الانتصار بإذن الله، وهزيمة هذا العدو، لأنهم أصحاب حق وقضية. ومهما طالت الحرب، فإنّ المقاومة ستضع العدو بين خيارات صعبة ومؤلمة، أهونها سيكون الإذعان لمطلب وقف إطلاق النار، وبذلك يتحقّق الانتصار للمقاومة إن شاء الله.
ولفت عزّ الدين إلى أن المقاومة في لبنان، وبعد انتهاء الهدنة واستئناف العدو لعملياته العسكرية على غزة، بادرت مباشرة ومن دون أي تردد بالقيام بعملياتها العسكرية والأمنية على طول امتداد الجبهة من الناقورة إلى شبعا تدميرًا للمواقع والدبابات والآليات وقتلًا للعسكريين ضباطًا وجنودًا، وهي تخوض حربًا فعلية محدودة، تواجه فيها بحزم وشجاعة واقتدار، ما أوجع العدو وأرهقه، وجعله قلقًا ومضطربًا، وبالتالي، فإنّ هذه النصرة لفلسطين ولشعبها ولغزة العزّة ولشهدائها ستستمر في سياق نصرة وانتصار المحور.
وتوجّه عزّ الدين لوزير حرب العدو الذي تحدّث عن إخراج المقاومة وحزب الله إلى ما بعد نهر الليطاني، وللذين يسوّقون لمشاريع تخدم العدو الصهيوني ويحرصون على أمنه واستقراره بالقول: "اقرأوا جيدًا ما حصل في عدوان كيانكم الغاصب على لبنان سنة 2006، حين كانت الأهداف الصهيونية والأميركية تبشّر بولادة شرق أوسط جديد، وسحق حزب الله وتهجير أهل الجنوب عن القرى المتاخمة لفلسطين، كيف باءت كلها بالفشل، ولم تتمكنوا من تحقيق أهدافكم على الإطلاق، وانتصرت المقاومة، وبقي أهل الجنوب على الثغر المتاخم لفلسطين، يرابطون في مواجهة هذا العدو نصرة لفلسطين ولأهل غزة. وما يجري اليوم في غزة، العدو سيواجه المصير نفسه الذي واجهه في لبنان سنة 2006، وستنتصر المقاومة بإذن الله، وستهزم هذا العدو، وستمنعه من تحقيق أهدافه في الميدان".