لبنان
تجمع الأطباء المسلمين افتتح مؤتمره العلمي الأول في بعلبك
نظّم تجمع الأطباء المسلمين في لبنان مؤتمره العلمي الأول في البقاع، برعاية النائب الدكتور علي المقداد، وحضور نقيب أطباء لبنان البروفسور يوسف بخاش، مسؤول منطقة البقاع في حزب الله الدكتور حسين النمر ممثلًا بقاسم فرج، مدير مستشفى دار الأمل الجامعي، علي علام، مسؤول الرعاية في البقاع بلال قطايا، وفاعليات طبية وهيئات استشفائية واجتماعية.
النائب المقداد رأى أنّ "هذا المؤتمر العلمي، يشكّل بارقة أمل في مواجهة حزب المصارف بالاتفاق مع حاكم لبنان، حاكم المصرف المركزي الذي تتعلق مالية الدولة بقراراته وتعاميمه، ويا للأسف بعض المسؤولين يعتبرون كلام حاكم المصرف المركزي منزّلًا، ويطيعون أوامره ولا يناقشون قراراته، فحزب المصارف والحاكم يا للأسف يتحكّمون بالبلد ومؤسساته".
كما لفت إلى أنّ "هذا اليوم العلمي يشكّل بارقة أمل لهذا البلد، ونحن لا نسمح لليأس بأن يتسلل إلى تفكيرنا، فالأمل بالله والفرج كبير. عندما احتلّ العدو "الإسرائيلي" معظم الأراضي اللبنانية كان يسود اليأس عند الكثيرين، ويقولون العين لن تقاوم المخرز، ولكن الأمل بالله عند المقاومين والمجاهدين أدى إلى التحرير والنصر عام 2000 وخرج العدو الصهيوني من لبنان مدحورًا مهزومًا دون قيد أو شرط، ودون أي اتفاقية أو معاهدة".
المقداد تابع "الأمل لدينا باستكمال تحرير ما تبقى من أرضنا. وكان ممنوعًا على لبنان استخراج نفطه وغازه، وكلّ الضغوط الغربية تهدف إلى إجبار لبنان على توقيع اتفاق مع العدو، ولكن هذا لم يحصل، فقد توصل لبنان إلى ترسيم الحدود البحرية والاعتراف بحقوقه في استخراج ثرواته التي ستبدأ تباشيرها السنة القادمة، والأمل الثالث كان بدحر لبنان الجماعات الإرهابية على يد أهل هذه المنطقة والجيش والمقاومة، واليوم كلنا أمل بفك الحصار الأميركي الاقتصادي والصحي عن بلدنا".
وأردف المقداد "سمعنا الصرخة بالأمس من المستشفيات التي تقفل أبوابها، لأنّ أموالها محجوزة ولا تمويل يُصرف حتى لمرضى غسل الكلى، ناهيك عن حقوقها المتراكمة.. أما الأطباء فقد هاجر منهم ما بين 20 و 25 % وهذا رقم كبير، ولكن هناك أمل لدينا نحن الأطباء بالاشتراك مع كل الهيئات التي تعنى بالصحة".
وختم المقداد قائلًا "شاهدنا مؤخرًا تحسّن أوضاع المستشفيات في المناطق الريفية بشكل ملحوظ، وهناك أيضًا نسبة كبيرة من الأطباء اللامعين في عالم الطب في المناطق الريفية، يجب أن نحافظ عليهم وعلى أهلنا وناسنا.."، وأشار إلى أنّه إذا تركنا مناطقنا نكون قد استسلمنا لما يريده الأميركي وأعداء هذا الوطن، لذا نحن سنبقى نتشبث بأرضنا، نعاني ونصمد مع أهلنا، ليبقى هذا البلد وأهله مرفوعي الرأس، وسيبقى أطباء لبنان في بلداتهم ومستشفياتهم، لأن إرادة المقاومة موجودة في داخل كل فرد في هذا المجتمع لحمايته وحماية أهله وترابه وأرضه ومياهه وهوائه".
وتحدّث النقيب بخاش، معتبرًا أنّ "هذا المؤتمر ينعقد في ظلّ تحديات جمّة ليس أوّلها تداعيات الأزمة الاقتصادية التي لحقت بقطاع الطب عمومًا، ولا آخرها موجة الهجرة التي طاولت القطاع، مرورًا بارتفاع أسعار الأدوية وعدم قدرة المريض على شرائها كما يجب، ما يصعب المسؤوليات الملقاة على عاتق الطب الوقائي الذي بات حاجة ماسة، وهو قائم مبدئيًّا على التوعية".
وأكد أنّ "بعلبك أحوج ما تكون إلى الطب الوقائي، في ظل الحاجة إلى استباق الوقوع في المرض، وخصوصًا أن فاتورة الاستشفاء باتت قاسية. وهنا لن ننسى دور الطب الوقائي في الحد من موجة كورونا، كما أنّ موجة الكوليرا تكافحها أولًا وأخيرًا الوقاية".
وأضاف "أشد على أيدي كل من ساهم وساعد في إعداد هذا اللقاء، فأنتم بداية المسيرة الطبية لكل مريض، ترسمون له خريطة الشفاء والتخفيف من الآلام وتحيلونه إلى أصحاب الاختصاص إذا لزم الأمر، وتواكبونه طيلة مسيرة الشفاء مهما كانت شاقة أو صعبة، تتعاطون معه بإنسانية وتعاطف وتفهم، لا سيما في هذا الظرف بالذات".
وتابع "نحن معنيون من باب المسؤولية أيضًا بأوضاع المريض وخصوصيته والشعور بوضعه ووجعه، التزامًا بآدابنا الطبية، وانطلاقًا من القسم الذي أقسمناه جميعًا، ولنكن على ثقة بأننا نحقق المعجزات بتضامننا، فرسالتنا نحن الأطباء تتميز عن سائر المهن الحرة بارتباطنا الإنساني الفريد مع مرضانا".
وأشار إلى عمل النقابة "مع المصارف لاستقبال الشيكات من الجهات الضامنة، ومع حاكم مصرف لبنان لرفع سقف السحوبات وتحرير أموال الأطباء، ومع وزارة الصحة ومع كل الجهات الضامنة لفصل أتعاب الأطباء عن مستحقات المستشفيات، ونقوم بكل ما يلزم للوقوف إلى جانب الطبيب ولإيصال حقوقه ليبقى صامدًا ويؤدي رسالته الإنسانية".
وكان رئيس التجمع في البقاع الدكتور عاصم شداد قد افتتح اللقاء، وقال: "يأتي هذا المؤتمر في ظل ظروف حساسة يمر بها بلدنا الحبيب لبنان، وخاصة على صعيد هجرة الأطباء إلى بلاد الغربة، ما يستدعي وقفة جدية من المؤتمنين على هذا الملف الحساس والمهم".
من جهتها، رئيسة التجمع الدكتورة سهير برجاوي، اعتبرت أن "جمعية الأطباء المسلمين انطلقت في كل مراحلها، ونمت مع تمدد العمل الرسالي، وكبرت المسؤوليات والتضحيات حتى أصبح عديدها ما يقارب ألف طبيب. ولقد قدمت الجمعية في مسيرتها نماذج مميزة من أطبائها الخلص، الذين تركوا بصمات مميزة. ولقد آثرنا إقامة مؤتمرنا العلمي في هذه الأرض المباركة والغنية بطاقاتها العلمية، لإعطائها بعضًا من حقها، ووفاءً للجسم الطبي فيها الذي أعطى الجمعية ورفدها بأخلص العاملين المهنيين والنقابيين الباذلين جهدهم على مساحة الوطن كله، لأننا نعتبر أن مهنة الطب هي في البداية عمل إنساني عابر للمذاهب والطوائف وللمناطق، وتشمل البشرية جمعاء".
إقرأ المزيد في: لبنان
22/11/2024