الرئيس عون استقبل وفد نقابات المهن الصحية: من شأن السياحة الطبية المساهمة في الإنعاش الاقتصادي

12/03/2025 | 17:00
اعتبر رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، أنّ "السياحة الطبية هي من أهم الميادين التي من شأنها المساهمة في الإنعاش الاقتصادي للبنان"، معتبرًا أن "قطاعنا الطبي والاستشفائي متقدم ومتين، والأكيد انه من ضمن الإصلاحات المطلوبة".
وقال: "إذا كنا مصممين على وضع لبنان على خارطة الدول الحديثة والمتجددة من ناحيتي السياسة والعدالة، فيجب علينا إيلاء القطاع الصحي والاستشفائي نفس مستوى العناية والتجديد".
كلام الرئيس عون جاء في خلال استقباله بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من جمعية نقابات المهن الصحية في لبنان برئاسة البروفسور يوسف بخاش، الذي تحدث في مستهل اللقاء باسم الوفد، فقال: "اتينا اليوم اليكم، لتهنئتكم ونهنىء انفسنا وكلّ عامل في القطاع الصحي بانتخابكم رئيسًا للجمهورية، نحن نمثل أحدى عشر نقابة وجمعية من مختلف القطاعات الصحية ونؤكد لكم من دون استثناء اننا على استعداد لتسخير كلّ قدراتنا لخدمة الوطن".
ولفت إلى أنّه "منذ الانهيار المالي الكبير وانفجار مرفأ بيروت، فجائحة كورونا وصولًا إلى العدوان "الإسرائيلي" الأخير، عملنا جميعا منفردين أو كنقابات، في حالة طوارئ للحفاظ على مجتمعنا الصحي كما على البنية التحتية للقطاع الاستشفائي والطبي، مقدمين كافة الخدمات".
وأوضح أنّ "كل نقابة من بيننا تعمل بطريقة عمودية ضمن نظامها الداخلي الخاص، لكننا معًا، نعمل بطريقة افقية على مستوى القطاع الصحي ككل وعلى مساحة الوطن. ونحن نعمل على مشاريع ثلاثة: أولها إطلاق تنظيم السياحة الطبية في لبنان الذي كان رائدًا فيه، وثانيًا هو مشروع أكاديمي وعلمي يتضمن ابحاثا تتمحور حول كيفية النهوض بالقطاع الصحي على مدى ربع قرن، وسنعمل على وضع الوثيقة التي ستصدر عنه بتصرفكم وبتصرف رئاسة الوزراء والوزارات المعنية، والمشروع الثالث والأخير هو تنظيم مؤتمر طبي مشترك للدول الفرانكوفونية في لبنان لنظهر للعالم صورة لبنان الطبية والعلمية الحقيقية".
وختم بالقول: "نكرّر لفختامكم اننا مستعدون لتسخير كافة طاقاتنا لتكون ضمن المشروع الإصلاحي الذي أطلقتموه في خطاب القسم".
الرئيس عون
ورد الرئيس عون، مرحبا بالوفد، وشاكرًا لأعضائه تهنئتهم له، مشدّدًا على "أهمية التضامن بين مختلف النقابات والجمعيات التي تعنى بالقطاع الطبي"، واعتبر انّ "السياحة الطبية هي من أهم الميادين التي من شأنها المساهمة في الإنعاش الاقتصادي للبنان، لا سيما وان القطاع الطبي والاستشفائي يتميّز بعراقة ومكانة عالية من الجودة يشهد لها العالم. وقد حافظ على مكانته على الرغم من الظروف الصعبة التي اجتازها لبنان".
وقال: "انا اعرف كم تعنى الطبابة للإنسان، هي العنصر الإساسي والحيوي له. ولقد عشت هذا الأمر عن كثب في الجيش. وأقول إن حرصي على تأمين الطبابة كان له دور هام في الحفاظ على متانة الجيش وصلابته. فالإنسان يمكنه ان يتساهل في شؤون المأكل والملبس، لكنّه لا يمكنه التهاون ولا التغاضي عن الطبابة لنفسه ولأقرب أقربائه"، وأشار إلى أننا "نعمل للحفاظ على قطاعكم لكي تحافظوا بدوركم علينا".
وأضاف: "قطاعنا الطبي والاستشفائي متقدم ومتين، قد ينقصه بعض التنظيم والشفافية مع المريض. والأكيد ان القطاع الصحي هو من ضمن الإصلاحات المطلوبة ونحن إلى جانبكم"، ولفت إلى أن "الصعوبات التي مررنا بها كلها كانت بالغة القسوة على الجميع، لكنكم صمدتم وبقي قطاعكم واقفا على رجليه، وهذا دليل انكم قادرون على النهوض من جديد وبالصلابة عينها. وإذا كنا مصممين على وضع لبنان على خارطة الدول الحديثة والمتجددة من نواحي السياسة والعدالة، فعلينا أيضًا إيلاء القطاع الصحي والاستشفائي نفس مستوى العناية والتجديد، والمهم ان نضع نصب أعيننا المصلحة العامة. فنحن لا تنقصنا الطاقات البشرية والعلمية التي تضاهي أعلى النسب العالمية. وابناؤنا في الخارج يحلقون في أعلى المراتب العالمية، فلا ينقصهم أي شيء لكي يبدعوا في قطاعكم داخل لبنان".
بعد ذلك دار حوار بين الحاضرين ورئيس الجمهورية تناول اوجها عدة لناحية ترسيخ لبنان كطبيب للشرق، وتأسيس مشروع حول التسعيرة الطبية وتوطيد المعايير الأخلاقية لإعادة إطلاق نهضة الاقتصاد اللبناني، إضافة إلى ضرورة دعم الجهات الضامنة الرسمية لمواصلة القيام بمهامها، ووجوب إيجاد المزيد من الشفافية والثقة لترسيخ السياحة الطبية، وإقرار مشروع قانون محاربة الأرباح غير المشروعة الذي تقدمت به نقابة المستلزمات الطبية، ومكافحة الأطباء غير الشرعيين وغير المسجلين في النقابات المختصة، وتأمين حماية أكبر لنقابة المختبرات الطبية من الدخلاء على المهنة وبعض المنظمات غير الحكومية الذين يسيئون إلى المهنة ويساهمون في إعطاء المواطنين نتائج غير موثوقة، وأخيرًا وضع المراسيم التنظيمية لبعض القوانين الخاصة بالمهنة التي تم إقرارها ولم تنفذ حتّى الآن بسبب غياب المراسيم التنظيمية.
وقد ضم الوفد، نقباء أطباء لبنان في طرابلس، الصيادلة، أطباء الاسنان في بيروت، أطباء الاسنان في طرابلس، المعالجين الفيزيائيين، الممرضات والممرضين، أصحاب المختبرات الطبية، أصحاب مختبرات الاسنان، المهن البصرية، النفسانيين، اختصاصيي التغذية، القابلات القانونيات، أصحاب المستشفيات ومستوردي التجهيزات الطبية.