لبنان| السيد فضل الله جدد الدعوة إلى إزالة العراقيل من أمام الاستحقاق الرئاسي
07/06/2024 | 15:25
ألقى السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، في حضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين، وقال: "البداية من غزة التي يستمر العدو بارتكاب مجازره فيها، والتي لن يكون آخرها ما ارتكبه في مخيم النصيرات وفي مبنى تابع للأمم المتحدة، وبالتدمير لكل مظاهر الحياة فيها والذي يستكمله في الضفة الغربية من دون أن يبدي أي رغبة بالتجاوب مع الجهود التي تبذل حتى من الدول الداعمة له والتي تريد له أن يخرج من مأزقه الذي وقع فيه، وحرصًا منها عليه بعدما لم يستطع أن يحقق أي إنجاز كان يهدف إليه من معركته هذه سوى التدمير للمباني والبنى التحتية، ومن دون أن يبالي بكل الأصوات التي ارتفعت ولا تزال ترتفع في العالم لتدعوه إلى إيقاف تماديه بالقتل الوحشي".
وأضاف: "إذا كان من تجاوب أبداه هذا الكيان، والذي عبر عنه الرئيس الأميركي، لإجراء مفاوضات مع المقاومة الفلسطينية، فقد أصبح واضحًا أنه يريد من ذلك استعادة أسراه الذين بات أهاليهم يقضون مضاجعه عبر تظاهراتهم اليومية، وبعدما فشل في استردادهم طوال حربه التي تجاوزت الثمانية أشهر، ما يجعل هذه المفاوضات تبقى في إطار المراوحة، حيث لا يمكن للمفاوض الفلسطيني أن يقبل بإراحة هذا الكيان باستعادة أسراه من دون أن يكون للشعب الفلسطيني الحق بالشعور بالأمان في أرضه وعدم استمرار المعاناة التي تتفاقم في كل يوم".
وتابع: "ومن المؤسف أن نجد من يطلب من الجانب الفلسطيني أن يقدم التنازل ويعمل على الضغط عليه من دون أن يدعو إلى ذلك الكيان الصهيوني وأن يمارس الضغط الجدي عليه".
وأردف: "في هذا الوقت، يستمر الشعب الفلسطيني بالخيار الذي أخذه على عاتقه بالثبات على مواقفه وعدم السماح لهذا العدو بتحقيق أهدافه في السيطرة على قطاع غزة تمهيدًا لتهجيره منها وذلك بالصبر على الجراح وتحمل الآلام وبمقاومته، ما جعل هذا الكيان يقف عاجزًا عن تحقيق أي من أهدافه وأدى إلى ارتفاع الأصوات من داخل كيانه بضرورة الخروج من رمال غزة المتحركة والتي وصلت إلى داخل مجلس حربه".
وقال "إننا أمام كل ذلك، نحيي هذا الثبات والصمود والبطولة التي نشهدها في الميدان، وبالحكمة التي يبديها المفاوض الفلسطيني التي لا تفرط في الثوابت، وكلنا ثقة أن هذه الإرادة والاستعداد للتضحية والحكمة ستمكن هذا الشعب من تحقيق آماله بالحرية وترغم العدو على التراجع عن شروطه، ويكفي دليلًا على ذلك استمرار التفاعل مع قضيته وتوسع دائرة التأييد له والمطالبة بحقوقه المشروعة وانكشاف الصورة المشوهة لهذا الكيان التي كان حريصًا على طمسها، بعدما حقق نجاحًا في أن يصور نفسه بصورة المعتدى عليه لا المعتدي".
وأشار السيد فضل الله إلى "مسيرة الأعلام في القدس والتي تحصل كل عام من قبل هذا الكيان، احتفاء باستكمال احتلاله للقدس والذي حصل عام 1967، والذي واكبه هذا الكيان كما في السنوات السابقة بإعلان قادته اعتبار القدس عاصمة أبدية لهذا الكيان وعدم استعدادهم لأي تنازل عنها في أي مفاوضات قد تجري".
وقال: "مع الأسف، جرى ذلك من دون أن يؤدي إلى أي موقف عربي وإسلامي رسمي أو شعبي شاجب لما يجري، فما نراه يشجع هذا الكيان على الاستمرار في سياسة تهويد القدس وتدنيس المسجد الأقصى واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية".
واستطرد: "ونصل إلى لبنان الذي تستمر فيه المقاومة بالدور الذي أخذته على عاتقها بمساندة الشعب الفلسطيني وعدم تركه وحيدًا في معركته مع هذا الكيان الصهيوني، ولأجل ذلك تبذل التضحيات الجسام، وفي الوقت نفسه، تواجه اعتداءات هذا العدو التي تطاول القرى الآمنة في المصالح التجارية والصناعية وتروع المواطنين، وهي باتت تقدم الإنجازات التي تجعل العدو يفكر مليًا قبل أن يقدم على أي اعتداء وستجعل العدو يعي مجددًا أن لبنان ليس لقمة سائغة له".
وقال: "في هذا الوقت يستمر قادة العدو بتهديداته للبنان والتي أصبح من الواضح أنها تأتي من باب التهويل وبث الروح المعنوية لدى مستوطنيه وتحقيق مكاسب يريدها من وراء ذلك، بعدما أثبت هذا العدو عجزه في الميدان وتكشفت قدرات المقاومة، لكن هذا لا يدعونا إلى أن ننام على حرير هذا الكيان الذي قد يقدم على أية مغامرة مستفيدًا من الدعم الذي يحظى به، ما يدعو اللبنانيين إلى توحيد صفوفهم في مواجهة هذا العدو الذي لا يهدد طائفة أو مذهبًا أو منطقة بل هو يهدد كل اللبنانيين".
ورأى أنه "قد يختلف اللبنانيون على العديد من القضايا، لكنهم لا ينبغي أن يختلفوا على سيادة هذا البلد".
وتابع :"من هنا، فإننا نعيد الدعوة إلى إزالة كل العراقيل التي ما زالت تقف أمام الاستحقاق الرئاسي والتي بات واضحًا أنها لا تزال إلا بالحوار الذي هو السبيل الوحيد لبحث الخلافات وتكريس المشتركات ما يسهم بالتخفيف من الهواجس الموجودة بين اللبنانيين، والاقتراب من التوافق على حل للاستحقاق الرئاسي، الذي تفرض المصلحة الوطنية عدم التأخير في إنجازه".