#قبلان: كلنا مسؤولون وعلى الجميع الدخول في ورشة قيام الدولة
05/04/2019 | 14:35
أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في "مسجد الإمام الحسين" في برج البراجنة، إلى أنه "في ظل هذا الضجيج والضوضاء حول الفساد وأهله، يبقى اللبنانيون غير مقتنعين بما يجري، فالإشارات ومحاولات اللفلفة وتدوير زوايا التعمية على المفسدين توحي بأن باب التسويات مفتوح، وإمكانية إقفال الملفات قائمة، بحجة أن الإصرار على المحاسبة قد يأخذ البلد إلى صراعات طائفية ومذهبية نحن بغنى عنها. حيال هذا الواقع المؤسف، نحذر من لعبة تطييف الفساد ووضعه في خانة الاستهدافات المذهبية والطائفية، لأن في ذلك إسقاطا لما تبقى من الدولة ومؤسساتها، ودخولا في متاهات لا أحد يعلم مداها، والتفافا على كل عناوين الإصلاح ومحاولة بناء الدولة".
وأكد "أن الدولة لا تبنى بالتسويات المشبوهة ولا بتبادل الصفقات وتوزيع الحصص، بل بتطبيق القانون، وتجاوز كل الاعتبارات والحسابات الدينية والانتماءات السياسية، التي ينبغي أن تكون بعناوينها ومضامينها مسخرة لخدمة الناس وليس لخدمة الأشخاص والفئات، ما يعني أننا كلنا مسؤولون ومدعوون إلى خلع ثوب التكاذب والنفاق السياسي، والدخول في ورشة قيام الدولة الفعلية التي تحاسب وتحاكم".
وقال: "نعم بدولة السؤال الصعب "من أين لك هذا؟" ننقذ بلدنا، ونفعل اقتصادنا، ونتجاوز أزماتنا المالية، ونحل مشاكلنا ومشكلاتنا، وبقضاء مستقل وغير مرتهن نمنع الصفقات، وبهيئات رقابية نظيفة وموثوقة نوقف الهدر وكل المزاريب المالية، أما أن نستمر في سياسة التحدي والمناكدة من أجل أهداف ظرفية وغايات شخصية وفئوية ومناطقية فالمآل هو الإفلاس وسقوط البلد على رؤوس الجميع".
ونصح المفتي قبلان الجميع بالقول: "إننا أمام مفترقات صعبة وخطيرة، فالكرة في ملعب كل القيادات والأطراف، وعليهم أن يكونوا رجال دولة بكل معنى الكلمة، يلتزمون بالدستور، ويطبقون القانون على أنفسهم قبل غيرهم، متنازلين عن ثرواتهم ومكتسباتهم غير المشروعة، واضعين كل إمكانياتهم بتصرف دولة المؤسسات والكفاءات والأكف النظيفة، لا دولة المحسوبيات، فالمخاطر حقيقية، والإبقاء على سياسة المزارع والعابثين والسارقين للأموال والأحلام يعني على لبنان واللبنانيين العفى والسلام".