نقاط على الحروف
ما التحديات التي تنتظر لبنان بعد انتخاب رئيس الجمهورية؟
لا شك أن انتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، وبشبه إجماع بعد أن صوتت له كتلتا المقاومة والرئيس نبيه بري في الدورة الثانية، سيشكل، إذا اعتبرنا خطاب القسم وما تضمنه من بنود ومن عناوين أساسية وحساسة خطة محورية لعهده، نقطة مفصلية في مسار الحياة السياسية اللبنانية، وربما في تاريخ لبنان، لتبقى العبرة في تنفيذ ما تضمنه الخطاب، وفي طريقة ممارسة فخامة الرئيس لدوره ولموقعه، استناداً للسلطة وللصلاحية التي منحها له الدستور، والأهم، في طريقة مقاربته للتحديات الأساسية التي تواجه لبنان واللبنانيين.
هذه التحديات التي تنتظر لبنان والرئيس جوزاف عون، تطرق فخامته إلى أغلبها في خطاب القسم، وإذ توزعت بين إدارة السلطة ونقلها إلى مسارها الصحيح والمفترض، وبين إعادة إحياء دور القضاء وتنظيمه بما يرعى تطبيق الدستور والقوانين، وبين ضبط موارد الدولة وحفظ حقوق المواطنين وتنفيذهم لواجباتهم، إلى تنظيم وإدارة علاقات لبنان الخارجية بما يحفظ موقعه وسيادته ومصالحه، إلى إعادة الإعمار وبناء ما دمره العدو الإسرائيلي، يبقى التحدي الأكبر هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بأسرع وقت، وتأمين الآلية المفترضة والمناسبة لحماية لبنان من أطماع هذا العدو، حاضرًا ومستقبلًا.
في إطار إنهاء الاحتلال وحماية البلاد من أطماع "إسرائيل" وعدوانيتها، يمكن القول، وبموضوعية، إن هناك انقساماً بين اللبنانيين في ما خص هذا التحدي، تجلى في مقارباتهم المختلفة لهذه الأخطار الوجودية للوطن، وهذه المقاربات المختلفة يمكن الإشارة إليها ضمن العنوانيين الرئيسيين التاليين:
أولاً: هناك فئة تعتبر أن الانكفاء عن مواجهة "إسرائيل" بذريعة الحياد، يجنب البلاد شرورها واعتداءاتها، وبالتالي، فإن المطلوب من الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية والعسكرية، بحسب هذه الفئة، فقط،أن تتجهز بالحد الأدنى الكافي لضبط الأمن والمعابر ومراقبة النقاط الحدودية، دون السعي للحصول على أسلحة وقدرات نوعية، توازن ما يملكه العدو، ودون أن يكون في لبنان مقاومة مسلحة، تفرض في مكان ما، مستوى معيناً من الردع في مواجهة العدو، لأن هذا التوازن، بنظر هذه الفئة، حتمًا لا يمكن أن يتحقق، في ظل ما تملكه إسرائيل من إمكانيات وقدرات ضخمة، أظهرتها جلياً في حربها الأخيرة على لبنان وعلى المقاومة، وفي ظل ما تحصل عليه أيضاً من دعم غربي واسع ومفتوح.
ثانياً: هناك فئة أخرى تعتبر أن "إسرائيل"، وفي ظل ما تميز به تاريخها من عدوانية ضد دول وشعوب المنطقة، وخاصة ضد الشعب الفلسطيني وضد الدول الحدودية مع فلسطين المحتلة، لا يمكن أن تلجم نفسها عن الاعتداءات على هذه الدول والشعوب، وطبيعة نشأتها وعقيدتها العنصرية ومشاريعها التوسعية، تجعل منها مشروع عدوان دائم ضد جيرانها من الدول، حتى ولو التزمت هذه الدول بعدم الصدام معها وبعدم السعي للتسلح لمواجهتها، وعليه، ترى هذه الفئة أن اكتفاء لبنان وجيشه وقواه العسكرية والأمنية بالتسلح بالحد الأدنى المطلوب، سيكون أشبه بمشروع استسلام بمواجهة العدو "الإسرائيلي"، وسيؤمن للأخير، الفرصة الدائمة والسهلة، لتنفيذ أي اعتداء يراه ضروريًا ومفترضًا لتأمين مصلحته وأمنه القومي، كما يراه ويحدده هو، وليس كما يراه القانون الدولي ومؤسساته.
وعليه، وانطلاقًا من هذا النقاش أو الخلاف بين الفئتين، ترتسم الخطوط العامة للتحدي الأبرز والأخطر والأكثر حساسية بين مكونات المجتمع اللبناني، ليبقى السؤال الأهم المطروح:
أي مقاربة تفرض نفسها بالنهاية في ما خص علاقة المواجهة ضد العدو "الإسرائيلي"، مقاربة الفئة التي تسعى وتطالب بإستراتيجية الانكفاء عن مواجهة "إسرائيل" لإبعاد شرها عن لبنان؟ أم مقاربة الفئة التي ترى وجود ضرورة وحاجة للسير بإستراتيجية تسلح مناسب لفرض مستوى معين من الردع والحماية ضد العدو "الإسرائيلي"؟.
رئاسة الجمهورية اللبنانيةالمقاومةالجيش الاسرائيلي
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
10/02/2025
من نقاش "السيادة" إلى سيادة الإهانة..
08/02/2025
السيادة تبكي في الزاوية
05/02/2025
عمَّ حدثت الأرض العائدين اليها؟
05/02/2025
التهجير في زمن التهريج
التغطية الإخبارية
فلسطين المحتلة| أبو عبيدة: سيتم تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت القادم حتى إشعار آخر
فلسطين المحتلة| أبو عبيدة: راقبت المقاومة انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق في حين نفذت كل ما عليها من التزامات
فلسطين المحتلة| بعد قليل تغريدة مهمة للناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة
فلسطين المحتلة| انفجاران يهزان مخيم نور شمس في طولكرم مع استمرار عدوان الاحتلال
فلسطين المحتلة| قوات الاحتلال تقتحم بلدة عزون شرق قلقيلية
مقالات مرتبطة

الرئيس عون: أشارك أهل الجنوب فرحة الانتصار.. وسيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة

النائب عز الدين: الثنائي الوطني سيكمل طريق التفاهم والوفاق الوطني

من يسعى للانقلاب على الطائف و"تفخيخ" انطلاقة العهد؟!

ماذا ينتظر لبنان في ظل التجاذبات العربية والإقليمية والدولية في سورية؟

نواف سلام رئيسًا مكلّفًا لتشكيل الحكومة

عمَّ حدثت الأرض العائدين اليها؟

رحلة العبور الى التحرير الثالث.. نصر في ضوء الشمس

التهجير في زمن التهريج

قرار التهجير لا يخضع لأوامر ترامب ولا موافقة مصر والأردن

هل تنجح المقاومة السورية في قلب المعادلات الصهيو-أميركية؟

تناقض الموقف.. الجيش "الإسرائيلي": يمكن لسكان الشمال العودة.. ورئيس المطلة: لا مكان للعودة

جيش الاحتلال يبدأ مناورة عسكرية واسعة في مناطق الضفة وغور الأردن والجولان

جيش العدو ينسحب من محور "نتساريم" في قطاع غزة

"إخفاقات خطيرة".. معاقبة ضباط كبار بعد انفجار صاروخ بجنود صهاينة متدربين
