معركة أولي البأس

خاص العهد

ما هي الرسائل التي حملها وزير الخارجية الأردنية إلى دمشق؟
21/10/2024

ما هي الرسائل التي حملها وزير الخارجية الأردنية إلى دمشق؟


استقبل الرئيس بشار الأسد وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وملف عودة اللاجئين السوريين والتطورات الراهنة والخطيرة في المنطقة كما أشار البيان الرئاسي السوري. 
وأكدت كلّ من دمشق وعمان قيام الوزير الصفدي بنقل رسالة شفوية من الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية حول مجموعة من الملفات الثنائية والإقليمية إضافة لملف الأزمة السورية.

وأشار الرئيس الأسد خلال اللقاء إلى أن تأمين متطلبات العودة الآمنة للاجئين السوريين هي أولوية للدولة السورية، مشددًا على أن سورية قطعت شوطًا مهمًا في الإجراءات المساعدة على العودة لا سيما لناحية البيئة القانونية والتشريعية المطلوبة، فيما أكد الوزير الصفدي أن الأردن يبذل كلّ الجهود في ملف عودة اللاجئين السوريين، مشددًا على دعم بلاده للاستقرار والتعافي في سورية لما فيه مصلحة للمنطقة. فهل من رسائل غير معلنة حملتها زيارة الصفدي إلى دمشق؟ 

نحو عودة الدور السوري 
يرى المحلل السياسي الدكتور أسامة دنورة أن تغييب الدور السوري سوف يؤدي إلى المزيد من الصدام والتوتّر في المنطقة وفقدان حلقة الوصل بين دولها المعنية بالصراع العربي الإسرائيلي. 

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أشار دنورة إلى أن الدور السوري مفتاحيّ في هذا الأمر وتجاهله سيعقد الأمور وأن استخدام لهجة التهديد ضدّ سورية يشكّل مقاربة خاطئة من قبل واشنطن و"تل أبيب" حتّى لو حاول "الإسرائيلي" ومعه الأميركي أن يركبا موجة "النجاحات التكتيكية" بعد اغتيال قادة المقاومة في لبنان وفلسطين، لافتًا إلى أن قيام الكيان بفتح جبهة جديدة في الوقت الذي يتخبط فيه على الجبهتين اللبنانية والفلسطينية هو خيار غير موفق وغير مضمون العواقب. 

وأضاف أن زيارة وزير الخارجية الأردنية إلى دمشق ربما تحمل معها رسالة أميركية سيما وأن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي إلى العاصمة الأردنية عمان كانت قريبة جدًّا وهو الأمر الذي سيبني على الشيء مقتضاه ولربما أعقبها تشكّل موقف أردني جديد بعد أن وضعت عمان الرسائل التي وصلتها من عراقتشي على بساط البحث وتشاورت بشأنها مع بعض الأطراف الإقليمية والدولية وخرجت بضرورة إرسالها إلى دمشق على وجه السرعة. 

ولفت دنورة إلى أن هذه الخطوة قد تكون رسالة جوابية إلى دول المحور برمته أو رسالة خاصة إلى سورية تحمل شيئًا من الترهيب والترغيب حيث إن أميركا قد تجنح إلى التهدئة في المنطقة لأنها لا تستطيع تحمل التبعات الضخمة لاستمرار النزاع سيما وأن وجود قواعدها في سورية هو سلاح ذو حدين كما أن المشاكل الأمنية على الحدود الجنوبية بين سورية والأردن هي سلاح ذو حدين بالنسبة لعمان، الأمر الذي يقطع الطريق على إمكانية وجود خطاب استعلائي أميركي يحمله الصفدي إلى دمشق. بل على العكس قد يكون حمل معه رغبة في إعادة دمج سورية في مشروع خارطة طريق لأجل فض الاشتباك في المنطقة. 

وختم دنورة حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن الدولة السورية ليست في وارد التراجع عن خياراتها المبدئية سيما وأن مطلب فض الاشتباك سيتحول يومًا بعد آخر إلى مطلب أميركي "إسرائيلي".
 
عمان قلقة من موجة لجوء جديدة إلى أراضيها 

 من جانبها رأت المحللة السياسية سيلفا رزوق أن زيارة وزير الخارجية الأردنية إلى دمشق لم تكن مفاجئة لأنها تأتي في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة واستكمالًا للمشاورات التي تجري على صعيد المنطقة والإقليم وما يتبعها من تداعيات تخص كلًّا من سورية والأردن. 

وفي حديث خاص بموقعنا شددت رزوق على أن البيان الصادر عن الجانب الأردني أشار إلى أن الزيارة جاءت للمساهمة في حل الأزمة السورية وتبعاتها، لافتة إلى أن الكلام الأردني حول حل الأزمة السورية في هذه الظروف الصعبة والمتسارعة التي تشهدها المنطقة مسألة هامة ويجب التركيز عليها، وأضافت أن البيانات الصادرة عن دمشق وعمان تتقاطع في مسألة بحث العلاقات الثنائية ومسألة اللاجئين، والبيان الرئاسي السوري نقل عن الرئيس الأسد استعداد سورية لاستقبال اللاجئين وأنها قطعت شوطًا في هذا الموضوع وهيأت البيئة التشريعية والقانونية لذلك وهو ما ورد كذلك في البيان الصادر عن الخارجية الأردنية.
 
وفسرت المحللة السياسية اهتمام عمان بمساعدة دمشق على قيادة هذا الملف في هذه الظروف بالخشية من موجات لجوء جديدة إلى الأراضي الأردنية وخاصة من جانب السوريين القادمين من لبنان والذين قد يختارون الأردن بلدا بديلًا للجوء وهذا ما دفع عمان وعبر زيارة الصفدي للتنسيق مع الحكومة السورية في هذا الإطار لمساعدتها في هذا الملف. 

وختمت رزوق حديثها لموقعنا بالإشارة إلى أهمية النقاشات التي تجري بين سورية والأردن في ما يخص عملية ضبط الحدود بين البلدين وخصوصًا في ظل الأوضاع الحالية الصعبة التي تمر بها المنطقة والتي كانت وبلا شك مادة رئيسية على طاولة بحث الوزير الأردني مع مضيفيه السوريين. 

سورياالاردن

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة