خاص العهد
الفصائل الفلسطينية في سورية تقيم حفل تأبين لسماحة السيد نصر الله في مخيم اليرموك في دمشق
أقامت الفصائل الفلسطينية في سورية مجلس تأبين كبيرًا لسماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه وبقية شهداء محور المقاومة في مخيم اليرموك بدمشق بحضور شخصيات سياسية وعسكرية ودبلوماسية وحزبية وحشد كبير من المواطنين الفلسطينيين والسوريين.
الكلمات شددت على المكانة التي يحظى بها سماحة الشهيد السيد حسن نصر الله في قلوب الفلسطينيين الذين لم ينسوا له موقفه الشجاع والتاريخي في أصعب ظرف تمر به القضية الفلسطينية ودفعه حياته مع كوكبة منيرة من قيادة المقاومة على طريق القدس ولأجل تحرير فلسطين.
سيد شهداء طريق القدس
مجلس العزاء الكبير الذي أقيم عقب صلاة المغرب تصدرته صورة كبيرة لسماحة السيد الشهيد حسن نصر الله والابتسامة لا تفارق وجهه، وكأنه من عليائه ينبئ جموع من حضروا مجلس التبريكات والعزاء باستشهاده بأنه راض تمام الرضا عما يقدمه المقاومون في الميدان ومن خلفهم قيادة المقاومة.
كانت هذه محاكاة رمزية تصورها المحلل السياسي جعفر خضور في حديثه لموقع "العهد" الإخباري وهو يشد على يد قادة الفصائل الفلسطينية الذين دعوا لحضور حفل التأبين.
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عبد العزيز المنياوي أكد في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن استشهاد سماحة السيد نصر الله حدث عظيم وخطب جلل لكن طريق الحرية لا يصار إليه إلا حين يكون القادة هم القدوة وسماحة السيد الشهيد كان خير قدوة. وأضاف أن المشروع الصهيوني يهدف إلى إخضاع الجزيرة العربية برمتها وضمها إلى هيمنته السياسية والاقتصادية بحيث يصبح ناظمًا لهذه المنطقة حيث بدأ بفلسطين وانتقل إلى لبنان ومنها سيحاول التمدد في كلّ اتّجاه لتطبيق مشروعه ذي الأبعاد التاريخية والعقدية والسياسية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن العرب لم ينتبهوا إلى كونهم مستهدفين وأن الكيان نشأ لأجل أن يلغي الدور الذي يفترض أن يكون منوطًا بهم.
الحضور الفلسطيني الشعبي في مخيم العزاء أشار إلى أن حالة من الخوف والترقب قد اعترته بعد أن نال العدوّ الصهيوني من سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله باستهدافه في الضاحية الجنوبية، لكن الأمور عادت إلى نصابها حين استعادت كثافة الصواريخ المنطلقة من لبنان إلى قواعد العدوّ في فلسطين المحتلة زخمها الأول بل ارتفعت وتيرتها عما سبق.
أبو خالد، معمر فلسطيني، لفت في حديثه لموقعنا إلى أنه وبعد إعلان استشهاد سماحة الأمين رفض أن يصدق بداية لكن إيمانًا كبيرًا ملأ قلبه حين استعاد صوتيات لسماحة السيد نصر الله يتحدث فيها عن يقينية النصر.
على وعد الصلاة في القدس
من جانبه أشار المحلل السياسي والعسكري محمود عبد السلام في حديثه لموقعنا إلى أن التضحيات العظيمة طبعت سلوك قادة المقاومة الإسلامية في لبنان تاريخيًا، لافتًا إلى أن حزب الله وخلافًا لأغلب الأحزاب العربية لم يخلق فجوة تنظيمية أو عاطفية بين قيادته وجمهوره بل كانت القيادة تستبق مقاتليها إلى الشهادة والأمثلة كثيرة.
وشدد عبد السلام على أن غراس سماحة السيد التي زرعها في بيئة المقاومة ستثمر صلاة في القدس طال الزمن أم قصر.
أكرم عبيد عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني أكد في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن سماحة السيد نصر الله نذر نفسه منذ اللحظة الأولى لكي يكون فداء للقدس فصار رجلًا استثنائيًّا قدم لأمته كلّ شيء.
وختم عبيد حديثه لموقعنا بالإشارة إلى أن الصواريخ القادمة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن مختلف فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق واليمن أضاءت سماء فلسطين المحتلة وهي تمهد اليوم لاستعادة الأرض وتحرير الأسرى كخطوة أولى قبل انهيار هذا الكيان بشكل نهائي.