خاص العهد
وزير الخارجية الإيراني في دمشق: طهران مع وقف إطلاق النار إذا وافقت المقاومة في لبنان وفلسطين
زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي إلى سورية جاءت في توقيت وظروف صعبة تمر بها المنطقة. ورغم أنها لم تخرج عن سياق التنسيق المتواصل بين البلدين منذ عقود إلا أنها حملت في طياتها الرغبة في الارتقاء بالتنسيق الميداني بين دول وقوى جبهة المقاومة في حال تعذر الوصول إلى حل سياسي ترضى به المقاومة في كلّ من لبنان وفلسطين.
زيارة عراقتشي إلى دمشق وطبيعة اللقاءات التي أجراها هناك والتصريحات التي أدلى بها بددت كلّ الأحاديث عن وجود حالة من الابتعاد بين دول وقوى جبهة المقاومة سيما وأن الرئيس بشار الأسد وأثناء استقباله للوزير عراقتشي وصف الرد الإيراني على الكيان بأنه قوي وهو رسالة من المحور بأكمله.
كلمة الفصل السياسية والميدانية للمقاومة
وفي رده على سؤال موقع "العهد" الإخباري حول وجود مقترحات بشأن وقف إطلاق النار في كلّ من لبنان وفلسطين رفض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي الخوض في تفاصيل هذه المقترحات واصفًا إياها بأنها مبادرات مطروحة من قبل دول إقليمية ودول من خارج المنطقة تسعى لوقف إطلاق النار في غزّة ولبنا،ن مشيرًا إلى أن "هناك أفكارًا عديدة لا يمكن عرضها الآن".
الكاتب والإعلامي الإيراني عصام الهلالي أكد أن الزبارة جاءت في توقيت مهم وحرج جدًّا في المنطقة بسبب وجود عدوان صهيوني وحشي وقتل من دون رادع. وفي حديثه الخاص بموقع "العهد" الإخباري أشار الهلالي إلى أن السيد عراقتشي حمل معه في زيارته لدمشق رسائل كثيرة وهي أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت وستبقى مع المقاومة وأن هناك استمرارًا في التنسيق مع سورية على نفس المبادئ في دعم المقاومة بمعنى أن جبهة المقاومة اليوم متكاتفة ومنسجمة أكثر من أي وقت مضى بحكم أن ذراعي المقاومة في إيران وسورية في تنسيق مستمر.
وأضاف أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعربت عن رغبتها في التوصل إلى حل سلمي في المنطقة، وهي لم تعارض مشروع الوصول إلى حل دبلوماسي ينتهي إلى وقف إطلاق النار لأن وزير الخارجية الإيراني قال بأن طهران مع وقف إطلاق النار في حال حظي هذا الطرح بموافقة المقاومة الإسلامية في لبنان والمقاومة الفلسطينية كذلك. فهو شجع على المضي في تلك الطروحات التي قد تكون سلمية ولكن شرط أن تضمن المقاومة وحقوقها.
ووفقًا للكاتب الإيراني فإن الرسالة الأخيرة والمهمّة التي أراد وزير الخارجية الإيراني إيصالها من خلال زيارته لدمشق تقول بأن محور المقاومة قوي ومتواجد على الأرض بقوة على الرغم من الخسائر والضحايا البشرية وهو في الموقف الأقوى في الميدان ونتنياهو مع كلّ هذا القتل والإجرام والتدمير محشور في الزاوية ووصل إلى طريق مسدود ووردت جملة زوال الكيان على لسانه عدة مرات.
تنسيق ميداني بلبوس دبلوماسي
من جانبه أشار المحلل السياسي السوري حسام طالب إلى أن المشاورات التي أجراها وزير الخارجية الإيراني في دمشق لم تكن فقط في سياق البحث عن حل دبلوماسي ولكنها كذلك بحثت إمكانيات التصعيد مع الكيان "الإسرائيلي" من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد طالب أن البيان الذي صدر هو تشجيع على وقف إطلاق النار لكن وقف إطلاق النار ليس شرطًا أن يكون بالعمل الدبلوماسي بل ربما يكون بفتح جبهات جديدة على الكيان "الإسرائيلي" لم تفعّل حتّى الآن.
وتساءل: إذا كانت واشنطن والأمم المتحدة والوسطاء العرب قد عجزوا عن الوصول إلى وقف إطلاق النار مع وجود كنز ثمين لدى حماس في غزّة متمثلًا في الأسرى الصهاينة فهل يستطيعون اليوم الذهاب إلى وقف إطلاق النار في الوقت الذي لم يعد أمام نتنياهو خيار إلا الذهاب بهذه الحرب نحو النهاية؟!
وشدد على أن نتنياهو يتصرف بطريقة انتحارية على قاعدة (عليّ وعلى أعدائي)، في الوقت الذي تستطيع فيه حماس أن تسيطر تنظيميًّا وإداريًّا على الأرض التي ينسحب منها "الإسرائيلي" خلال ساعة.
وختم المحلل السياسي حديثه لموقعنا بالتأكيد على أن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى دمشق جاءت في توقيت مهم للغاية أعقب الرد الإيراني على الكيان بحيث استعادت جبهة المقاومة زمام المبادرة مجددًا وصارت في الموقع الذي يسمح لها بفرض الشروط أو رفضها بقوة واقتدار إذا لم تتناسب مع رؤاها السياسية.
سورياايرانالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024عباس عراقتشي