خاص العهد
المقاومون يواجهون العدو على "الحافة" ويقاتلونه من المسافة صفر
برز في عمليات المقاومة الإسلامية يوم أمس الأربعاء ٢ تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٤ تحولات نوعية في مسار المواجهة مع العدوّ "الإسرائيلي" حيث أفهمت المقاومة العدوّ بالميدان والنار مجموعة من الحقائق التي وضعته أمام مأزق إستراتيجي بشأن قرار الاستمرار في التوغل البري. ويمكن إيراد الاستنتاجات التالية من مجموع البيانات الصادرة عن المقاومة الإسلامية وبعض مصادر المقاومة ومصادر العدوّ التي نشرت في وسائل الإعلام:
١ - بلغ مجموع العمليات التي نفذها مجاهدو حزب الله 27 عملية توزعت بين اشتباك/ التحام بري وتفجير عبوات ناسفة بعضها خاص، وإطلاق صليات صاروخية وقذائف مدفعية. ويؤكد هذا العدد من العمليات أن حافزية المقاومين قد ارتفعت بشكل كبير جدًّا للاستمرار في مهامهم بعد استشهاد كبار قادتهم.
٢ - توزعت هذه العمليات على مساحة ميدانية كبيرة جدًّا أظهرت قدرة المقاومين على الحركة رغم الإطباق الجوي الإسرائيلي، بما يثبت حقيقة أن المقاومة قد تجاوزت أغلب التعقيدات والمخاطر الجوية والتقنية "الإسرائيلية".
٣ - حافظت المقاومة على توسيع مدى القصف بالصليات الصاروخية في عمق شمال فلسطين المحتلة والعمل ضمن خط تقدمي وليس تراجعيًّا.
٤ - لفت في بيانات المقاومة تحديد المواقيت الزمنية لتنفيذ العمليات بالساعة والدقيقة، وأظهرت هذه المعطيات أن المجاهدين نفذوا عدة عمليات في توقيت واحد بالساعة والدقيقة، كما نفذوا عمليات يفصل بينها بضع دقائق، مما أكد للعدو أن المقاومة تتموضع بطريقة تسمح لها بتكثيف نيرانها من أكثر من مصدر ونحو أكثر من هدف ومن أماكن متعددة وفي توقيت واحد.
٥ - خاض المجاهدون اشتباكات مباشرة من مسافة صفر مع مشاة "إسرائيليين" من قوات النخبة "إيغوز" وغيرها حاولت اختراق الحدود اللبنانية، فوقعت في كمائن مسبقة أعدها المجاهدون وأوقعوا بالقوات المتوغلة من أكثر من نقطة نحو 80 قتيلًا وجريحًا بينهم ضباط صهاينة.
٦ - تبين أن المقاومة قد درست نقاط ضعف خط الاشتباك بشكل متقن ونصبت كمائن في تلك النقاط التي شخصت مسبقًا أن العدوّ سيتوغل منها في أي عملية برية.
٧ - فاجأت المقاومة العدوّ بقدرتها على الانتشار والحفاظ على جهوزيتها للاشتباك البري على الحافة الأمامية رغم محاولة العدوّ طيلة عام تحويل تلك الحافة إلى منطقة ساقطة عسكريًّا من الناحية اللبنانية لا يستطيع حزب الله استخدامها في أي تصد لتوغل "إسرائيلي". وأعلنت مصادر العدوّ رسميًّا أن بعض النقاط تم قصفها 650 مرة خلال عام ومع ذلك بقي مقاتلو حزب الله متواجدين فيها وفاجأوا قوات النخبة "الإسرائيلية".
٨ - اكتشف العدوّ جهوزية المقاومة في الوقت نفسه على كلّ خط التماس من خلال محاولته التقدم من أربعة نقاط: العديسة، مارون الراس، يارون وكفر كلا، وكان يعتقد أنه يستطيع أن يُحدث إرباكًا في قيادة الميدان لدى المقاومة من خلال تشتيت تركيزها وقدراتها، فتبين له بالميدان أن كلّ نقطة اشتباك تعمل بكفاءة عالية بمعزل عن وضعية النقطة الأخرى.
٩ - لم يستخدم المقاومون بحسب بيانات المقاومة أسلحة نوعية واقتصرت الأسلحة على الرشاشات والقذائف المضادة للآليات وبعض العبوات الخاصة وصواريخ مضادة للدروع استعملت لتدمير 3 دبابات ميركافا "إسرائيلية".
١٠ - أخرج المقاومون سلاح المروحيات من المواجهة من اليوم الأول بعد استهدافها بصاروخ أرض - جو ولم تعد تشاهد في خط الاشتباك بعد ذلك بحسب بيان المقاومة.
١١ - حسب المعلومات التي خصت بها قيادة المقاومة بعض وسائل الإعلام عن مجربات العملية تبين أن إدارة الميدان تستخدم بكفاءة عالية وهدوء أعصاب خبرتها في فهم سلوك العدوّ الميداني، وكانت تميّز بين قوات الاستطلاع التي تتقدّم لهذا الغرض وبين قوات الاقتحام، ومكنها ذلك من نصب كمائن بعد انسحاب القوات المستطلعة من دون أن تتعامل معها مجموعات المقاومين، فاطمأن العدوّ إلى خلو تلك المناطق منهم فحاول التقدم ليقع في كمائن قاتلة.
١٢ - نفس فكرة وقدرة نصب كمائن في منطقة الحافة الأمامية تؤكد أن المقاومين لا يتصرفون بانفعال بل بوعي ودقة وضبط أعصاب رغم ما قام به العدوّ من استهدافات قيادية كان يعتقد أنها تؤثر على المعنويات والتخطيط والتركيز.
١٣ - بقيت القوّة الصاروخية تعمل بكفاءة عالية مع سلاح المدفعية وسلاح الجو المسير بمعزل عما يجري على الحافة الأمامية وبلغ مجموع ما قصفت به المقاومة أمس الأربعاء مستوطنات ومواقع وثكنات العدوّ أكثر من 250 صاروخًا من أنواع مختلفة انطلقت من مواقع متعددة، واستهدفت إحدى العمليات بصليات صاروخية كبيرة مجموعة من الكريات شمال حيفا.
١٤ - خرج إلى الاستخدام مفردات "المسافة صفر" و"حدث أمني صعب" والتي عبرت عن قساوة المعركة التي واجهها العدوّ مع المقاومين بحيث لم يستطع الحفاظ على حافزيته للتوغل.
١٥ - النقطة الجوهرية في إحباط التوغل البري لم تقتصر فقط على التصدي للقوات المتوغلة، بل شملت الإحكام والإطباق على القوات المنتشرة في مواقع وثكنات ومستوطنات استعدادًا للتوغل البري، وأظهر هذا العمل الاستباقي الذي توزع على ١٦ عملية استهداف لتحشدات وتجمعات قدرة مستمرة للمقاومة على استطلاع وضعية العدوّ خلف الحدود وفي مناطق يعتقدها بعيدة عن مرمى وبصر حزب الله.
١٦ - مجموع ما تقدم يؤكد أن قيادة المقاومة حسمت بالميدان والنار كلّ الاستنتاجات التي حاول العدوّ تسويقها بعد اغتياله الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله (قدس الله سره الشريف) وكبار القادة الجهاديين وشاهد بالملموس النسق المؤسساتي المتقن والفعال والهيكيلة التنظيمية التشغيلية التي تسمح باستخدام هذه القوّة النارية بهذه الكفاءة والوتيرة، وهو يعرف أن هذه العمليات تتم وفق إدارة وضمن رؤية إستراتيجية لكيفية حسم المعركة وهزيمة العدو، وليست فقط عمليات تحريك نار ثأري ارتجالي، وبالتالي أسقط المجاهدون من يد العدوّ المزاعم التي حاول الاستثمار فيها إعلاميًّا لرفع معنويات قواته وجمهوره وقياداته السياسية والعسكرية والأمنية، وإحباط معنويات جمهور وقوات المقاومة.
المقاومة الإسلاميةالعدوان الإسرائيلي على لبنان 2024