خاص العهد
اليمن يستعد لمواجهة أيّ تصعيد أميركي قادم
أثارت الجدلَ التحركات الأميركية الأخيرة، والتي سعت واشنطن من خلالها إلى ممارسة ضغوط شديدة على اليمن من أجل تغيير موقفها الداعم للمقاومة الفلسطينية.
هذه الضغوط شملت التهديدات باستخدام ملفات سياسية واقتصادية للتأثير على صنعاء، بما في ذلك محاولة نقل البنوك الأهلية والخاصة لتقليص دعمها المالي، ومع ذلك، فشلت كلّ هذه المحاولات في تغيير الموقف اليمني الثابت، مما يظهر تصميم القيادة اليمنية على موقفها المبدئي والأخلاقي تجاه دعم المقاومة الفلسطينية، وعدم قبول ربط هذا الموقف بملفات أخرى.
وفي هذا السياق، أكد رئيس لجنة المتحدثين العسكريين في اليمن العقيد مجيب شمسان أن موقف اليمن من دعم المقاومة الفلسطينية غير قابل للتفاوض أو المساومة، وأنه لا يمكن استخدام الضغوط الأميركية أو الغربية كوسيلة لتغيير هذا الموقف، ففي الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تحاول استخدام أدوات ضغط مختلفة، بما في ذلك توسيع تدخلاتها في البحر الأحمر، أظهر اليمن مرونة واستمرارًا في عملياته العسكرية.
وفي حديث لموقع العهد الإخباري، قال شمسان: "إن التحركات العسكرية الأميركية والأوروبية لم تكن قادرة على حماية السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين. فقد فشلت الحشود العسكرية التي نظمتها واشنطن إلى جانب حلفائها الأوروبيين في مواجهة الهجمات اليمنية المتكرّرة على السفن، وهو ما يبرز عدم فعالية الإستراتيجيات الغربية في ردع العمليات العسكرية اليمنية".
وأضاف: "في إطار التصعيد العسكري، نفذت القوات المسلحة اليمنية سلسلة من العمليات الهجومية الدقيقة التي استهدفت سفنًا في البحر الأحمر، بما في ذلك السفينة اليونانية "سانيون". تمت هذه العمليات باستخدام القوّة الصاروخية لتعطيل حركة السفينة، وتدمير حمولتها بطريقة تكتيكية تراعي سلامة البيئة، مما يعكس قدرة القوات اليمنية على تنفيذ إستراتيجيات معقّدة والحفاظ على التوازن البيئي".
وأوضع شمسان أنه رغم التصعيد الأميركي البريطاني في الحديدة، الذي جاء كرد فعل على العمليات اليمنية، فإن القيادة اليمنية أكدت أنها لن تتراجع تحت أي تهديدات أو ضغوطات، فقد تعرضت اليمن لأكثر من 274 ألف غارة خلال السنوات الثماني الماضية، ولكن هذا العدوان لم يؤثر على صمود الشعب اليمني بل عزز قدراته الدفاعية، وقد أدى هذا العدوان إلى تطوير إستراتيجيات جديدة لفرض قرارات إستراتيجية مثل إغلاق مضيق باب المندب أمام الملاحة الصهيونية والأميركية.
كما أن اليمن، بحسب شمسان، يستعد لمواجهة أي تصعيد قادم، وأي تحركات أميركية أو بريطانية لزيادة الضغط لن تؤدي إلا إلى تعزيز عزم اليمن على الاستمرار في دعم المقاومة الفلسطينية. ووفقًا للمصادر العسكرية اليمنية، فإن الردود المقبلة قد تكون على مستويات أعلى مما يتوقع العدو، مما يعكس الاستعداد الكامل للقوات المسلحة اليمنية لمواجهة أي تهديدات جديدة بفعالية.
وختم رئيس لجنة المتحدثين العسكريين اليمنيين حديثه لـ"العهد" قائلًا: "إن جميع محاولات الضغط والتدخل لن تؤثر على موقفهم الثابت، وهم مستمرون في تنفيذ إستراتيجياتهم العسكرية والدفاعية حتّى يتم وقف العدوان وفك الحصار على غزّة وستظل اليمن مصممة على تعزيز قدراتها وتوسيع نطاق عملياتها العسكرية بما يتماشى مع مصالح الشعب اليمني والدعم المستمر للمقاومة الفلسطينية.