خاص العهد
الضفّة الغربية.. فوهة بركان في وجه الاحتلال
في تصعيد عسكري غير مسبوق، استهدفت القوات "الإسرائيلية" فجر اليوم الأربعاء عددًا من المدن الرئيسية في شمال الضفّة الغربية، مما أدى إلى تصاعد التوترات، حيث تركزت العملية على مدن جنين وطوباس وغيرهما، تضمنت أيضًا قصفًا مكثفًا على مدينة نابلس، مما يشير إلى نية واضحة من قبل الاحتلال لزيادة الضغط العسكري على الفلسطينيين. هذه الهجمات، التي تأتي بعد أشهر من التصعيد والاعتقالات الواسعة، تعكس إستراتيجية شاملة تسعى إلى إحكام السيطرة وفرض المزيد من القيود على الضفّة تخوفًا من فتح جبهة إسناد لقطاع غزّة.
القيادي في حركة حماس محمود المرداوي أكد أن العدوان العسكري بدأ منذ فجر اليوم في استهداف عدة مدن شمال الضفّة الغربية، وبالتحديد في كلّ من جنين وطوباس وبلدات وقرى أخرى في المنطقة، مع التركيز على مدينة نابلس التي تشهد تصعيدًا ملحوظًا. ويلاحظ أن العدوان قد يستمر لعدة أيام، إن لم يكن أكثر، حيث يحشد الاحتلال القوات الخاصة والكوادر العسكرية بكثافة.
وفي حديث لموقع العهد الإخباري قال المرداوي: "منذ بداية العملية، أسفرت الهجمات عن استشهاد عشرة فلسطينيين نتيجة القصف المكثف، مما يعكس معادلة جديدة في العمليات العسكرية التي يتبناها وزير الحرب "الإسرائيلي" حيث تُشارك في الهجوم عشرات الطائرات المسيّرة والمروحيات التي تؤمن غطاءً جويًا للقوات البرية".
وأضاف: "على الرغم من أن هناك خسائر في صفوف العدو، إلا أن الأخير يواصل إغلاق كافة المنافذ ويشدد الحصار عبر العشرات من الحواجز التي تمنع حركة الفلسطينيين، سواء كانوا مقاومين أو مدنيين، بما في ذلك الطلاب والمراجعون في المستشفيات".
وأشار إلى أن هذه العملية العسكرية تأتي في إطار سياسة تصعيدية تشمل إجراءات مكثفة على مدار الأشهر الماضية، تخللتها اعتقالات واسعة وصلت إلى عشرة آلاف معتقل، وأكثر من 700 شهيد في الضفّة الغربية وحدها. كما شملت المداهمات والهدم والتضييق الاقتصادي، مما يعكس سياسة متكاملة من التضييق والقمع.
ورأى القيادي في حماس أن العملية العسكرية الحالية، التي تركز على شمال الضفّة، هي بمثابة محاولة استرضاء الجمهور المؤيد للحكومة "الإسرائيلية"، وخصوصًا من بين المستوطنين. ويبدو أن هذه الخطوات جاءت بعد تصريحات سياسية مثيرة من شخصيات بارزة، مثل من يسمّى وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، التي دعت لاستكمال تهويد المسجد الأقصى وإقامة كنيس والتضييق على الفلسطينيين.
على الصعيد الميداني، بحسب المرداوي، تتعامل المقاومة الفلسطينية في الضفّة الغربية مع التصعيد بأساليب تتسم بالقدرة على التحمل والإصرار، رغم قلة العدد والعتاد مقارنة بالقوات "الإسرائيلية". المقاومة تواصل تنفيذ عملياتها وتوجيه الضغوط على الاحتلال، الذي يسعى لاستكمال أهدافه في غزّة من خلال إشغال الجبهة الشمالية.
وإلى جانب المقاومة، ذكر المرداوي أن هناك أزمة سياسية أخرى تتعلق بالدور الذي تلعبه السلطة الفلسطينية حيث تزداد الانتقادات حول دور السلطة، التي تبدو وكأنها تتواطأ مع الاحتلال في بعض الأحيان، مما يترك آثارًا سلبية على القضية الفلسطينية ويزيد من معاناة الشعب.
وشدد القيادي محمود المرداوي في ختام حديثه لـ"العهد" على أن هذه المرحلة صعبة لكنّها قد تكون قصيرة، وستكون سببًا في اندلاع جبهة في الضفّة لا تقل شأنًا عن جبهة قطاع غزّة.
فلسطين المحتلةالضفة الغربيةجيش الاحتلال الاسرائيليطوفان الأقصى