طوفان الأقصى
هكذا شلّ رد حزب الله كيان العدو؟!
صباح المقاومة حدثنا أمس عن رد بتوقيتها وبضرباتها المؤلمة على اغتيال القائد الجهادي الكبير محسن شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت... رد ألقى بوابلٍ من الصدمات المدوّية على قيادات كيان العدو بكل مستوياتها، ووجه صفعة شلّت كل أشكال الحركة والنشاط في الكيان، وأوقفت نبض الاقتصاد فيه.
ساعة واحدة تلت توقيت تنفيذ المقاومة لعملياتها "يوم الأربعين"، وبدأت الأخبار تنهال تباعًا عبر وسائل إعلام العدو، مظهرة حجم الوقع النفسي الذي تركه رد حزب الله.. أولى بشائره كانت من مطار "بن غوريون" في "تل أبيب" الذي انهار موقعه الإلكتروني بسبب العبء الزائد، في وقت ألغت فيه العشرات من شركات الطيران العالمية رحلاتها إليه، أهمها شركة "korndon Airlines"، شركة “wizz”، الخطوط الجوية الفرنسية، شركة" Ryanair" الإيرلندية وغيرها.
المطار الذي يحتل المرتبة السادسة عالميًا من بين أهم عشرة مطارات، ألغى منذ ساعات الفجر الأولى- بفعل ضربات المقاومة- أكثر من 50 رحلة كانت متوجهة إلى دول مختلفة من العالم، وسارع مديره للتواصل مع الشركات الدولية التي ألغت رحلاتها إلى الكيان المحتل، فضلًا عن تحويل العديد من الرحلات القادمة إليه لمطارات أخرى منها مطار "رامون"، ورغم الإعلان عن استئناف العمل في المطار خلال ساعات ما بعد الظهر، فإن عشرات الرحلات تم تأجيلها أو إلغاؤها بشكل كامل وفق ما أفادت وسائل إعلام العدو.
أما المفارقة فكانت مواصلة مطار بيروت الدولي عمله بشكل طبيعي، وهو ما أكدته المديرية العامة للطيران المدني في لبنان، حينما نفت صحة ما تم تداوله حول إلغاء جميع الرحلات من المطار وإليه، مشيرة إلى تأجيل بعض الرحلات وإلى أن المطار بقي يعمل بوتيرة اعتيادية.
الأنباء الاقتصادية السيئة وردت أيضًا من بورصة "تل أبيب" التي تعاني حالة من التخبط غير المسبوق منذ عشرة أشهر، حيث افتتحت التداولات في بورصة "تل أبيب" صباح رد حزب الله على ارتفاع الأسعار على خلفية التصعيد الأمني، وارتفع مؤشرا TA-125 و TA-35 بنحو 0.8%، أما مؤشر البنوك فقد أضاف 0.75% ومؤشر العقارات تعزز نحو 1.25%.
وفي إطار الحديث عن التداعيات الاقتصادية لرد المقاومة على الكيان الصهيوني، رأى الخبير المالي والاقتصادي الدكتور أمين صالح أن الضربة التي نفذتها المقاومة لها تأثيرات سلبية على الاقتصاد الصهيوني، وهي ستزيد من المؤشرات السلبية لهذا الاقتصاد الذي يعاني منذ بداية معركة "طوفان الأقصى" من تراجع وركود وانخفاض معدل النمو الذي أصبح الآن سلبياً، ومن تراجع في قيمة "الشيكل" ومن خسائر أخرى بلغت قيمتها حتى الآن 73 مليار دولار.
وفقًا للدكتور صالح، فإن هذه الخسائر الاقتصادية ستؤدي الى تراجع النمو الاقتصادي بما يقارب الـ 5% حاليًا وهذا سيؤثر في ميزانية الكيان الصهيوني وعلى واردات الموازنة وبالتالي على قيمة العجز، مما يعني المزيد من الاستدانة أي زيادة معدل الدين العام ليصل الى ما بين الـ75 والـ 80%.
الدكتور صالح أكّد لموقع "العهد" أن هذه الضربة أثبتت لكل المستثمرين الداخليين في "إسرائيل" وللمستثمرين الأجانب، بأن المقاومة قادرة فعلًا على ضرب العمق الصهيوني، ما يعني القدرة على ضرب كل المنشآت الحيوية في الكيان المحتل، فأن تقصف المقاومة اليوم ضواحي "تل أبيب" وتحديدًا قاعدة عسكرية للصواريخ "الإسرائيلية" وقاعدة للاستخبارات فهذا معناه أنها تستطيع ضرب كل المنشآت الحيوية في الكيان من مياه وكهرباء وغاز ونفط ومصانع إلكترونية ومصانع الكيماويات، وهي وإن كانت لم تُستهدَف لغاية الآن، إلا أن الكلمة تبقى للميدان –وفق قول سماحة السيد نصر الله- وذلك مرتبط بالطبع بالمجريات والتطورات العسكرية.
الخبير الاقتصادي أشار أيضًا إلى أن هذا الأمر يفسّر إقفال الكثير من الشركات المحلية في "إسرائيل" والتي تخطى عددها الـ40 ألف شركة وقد يصل لـ60 ألف شركة، والجدير بالذكر أن العديد من الشركات الأجنبية الكبرى، أقفلت أبوابها منذ الأسبوع الأول أو الثاني لمعركة "طوفان الأقصى" والآن زادت هذه الإقفالات.
صالح أضاف، أن معادلة الردع والقدرة التي ثبتتها المقاومة دفعت العديد من شركات الطيران العالمية إلى تخفيض عدد رحلاتها الى مطار "بن غوريون"، مما يعني التراجع الكبير بعدد السياح الأجانب الوافدين لـ"إسرائيل" وخاصة إلى منطقة الشمال التي تعتبر منطقة سياحية كبيرة، كما أن عدد الهاربين داخل الكيان الصهيوني- بفعل ضربات المقاومة- وصل لحدود الـ250 ألفاً والكلفة العالية لإيوائهم تقدر بـ26 مليار دولار، يضاف لذلك أن المنشآت الاقتصادية الحيوية في شمال فلسطين المحتلة والتي تقدر قيمتها بنحو الـ 140 مليار دولار هي شبه مشلولة وشبه متوقفة.
الاستنزاف الذي فرضته حالة الترقب والانتظار لرد حزب الله على اقتصاد الكيان توّج أمس بشلل اقتصادي وتعطيل مرافق حيوية داخل الكيان بفعل رد المقاومة، هذا الشلل سيتعزز بكل تأكيد مع حالة الانتظار المؤلم الذي أشار إليه سماحته في حديثه عن ردود جبهات المقاومة وإيران، والتي تبقي "إسرائيل" في حالة تأهب قصوى سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا، وبالتالي فإن كل هذا سيؤثر في عملية التشغيل الاقتصادي ويؤدي إلى التراجع والانكماش المستمر في الاقتصاد "الإسرائيلي" الذي يسوء شيئا فشيئًا، وفق ما ختم الدكتور صالح.