آراء وتحليلات
المقاومة ردت وأثبتت أن زمام المبادرة بيدها
نحو أربعة أسابيع مرت على اغتيال القائد الجهادي الكبير في حزب الله السيد فؤاد شكر، وإذا بالرد يأتي فجر الأحد الموافق لـ 25 آب 2024، بعد حملات تشكيك من قبل أعداء المقاومة وخصومها.
في قراءة سريعة للرد فإنه يمكننا أن نستنتج أن معظم توقعاتنا السابقة قد كانت صائبة. باستثناء التوقع بأن الرد الإيراني على اغتيال رئيس المجلس السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قد يسبق رد الحزب (وهو ما لم يحصل إذ إن الحزب سبق إيران بالرد)، فإن رد الحزب على اغتيال السيد فؤاد شكر جاء منفصلاً عن الرد الإيراني، وهو ما يثبت توقعاتنا بأن إيران ستفصل ردها عن ردود فصائل المقاومة حتى تثبت قدرتها على الرد وحدَها على العدوان "الإسرائيلي"، وحتى لا تعطي فرصة لخصوم فصائل المقاومة ومنها حزب الله لترويج مزاعم تدعي بأنهم مجرد أدوات بيد طهران.
ثانياً، فإنه كما توقعنا، فلقد استهدف الرد موقعاً في "تل أبيب"، وذلك تطبيقًا لتعهد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بأن استهداف العدو الصهيوني لبيروت أو الضاحية سيُرد عليه باستهداف "تل أبيب". فلقد شنت المقاومة هجومًا واسعًا بالصواريخ على 11 قاعدة عسكرية في الجولان المحتل والجليل مستخدمة 340 صاروخًا ما أدى إلى استنزاف القبة الحديدية "الإسرائيلية"، لتنطلق أعداد غير محددة من المسيرات وتضرب قاعدة "غليلوت" التابعة للاستخبارات العسكرية لجيش الاحتلال، والتي كانت مسؤولة عن التخطيط لاغتيال السيد فؤاد شكر. والجدير ذكره أن القاعدة تبعد 1.5 كيلومتراً ونصف من "تل أبيب" ما يجعلها تلبي ما تعهد به السيد نصر الله من جهة كما أنها تضم الوحدة 8200 المسؤولة عن الحرب الإلكترونية والمسؤولة أيضاً عن تنسيق مسار المسيرات التي انطلقت لاستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت. كذلك فلقد كانت قاعدة "عين شيما" ضمن دائرة الاستهداف، وهي تبعد 75 كلم عن لبنان و 40 كلم عن "تل أبيب".
ولقد أعلن السيد نصر الله أن ما حصل يلبي شروط المقاومة بالرد على العدوان "الإسرائيلي" رابطًا إياه بالنتائج المترتبة على رد المقاومة، دافعاً بالتالي العدو الصهيوني إلى الإعلان عن خسائره وإلا فسيكون هنالك استكمال للرد من قبل الحزب، وهذا يحقق غرضًا إضافيًا بدفع العدو إلى الاعتراف بخسائره أو إبقاء نفسه في دائرة الاستهداف ما يستتبع آثاراً سلبية تترتب على اقتصاده ومستوطنيه بانتظار استكمال الرد.
وكان الملاحظ في هذا الإطار رد العدو المرتبك الذي أفاد ببيانات متضاربة بأنه نفذ ضربة استباقية أسقطت أعداداً من الصواريخ أكبر بكثير من الأعداد التي أطلقتها المقاومة، ما يفيد أيضاً بأن العدو لن يرد على رد المقاومة كما هول هو وعدد كبير من الموفدين الغربيين إلى لبنان ومعهم عدد من خصوم المقاومة في لبنان الذي ثابروا خلال الأسابيع الماضية على التهويل بأن "إسرائيل" ستشن حربًا مدمرة ضد لبنان في حال رد الحزب على اغتيال السيد فؤاد شكر.
وبالمحصلة، فإن رد الحزب الناجح يثبت أن المقاومة في لبنان هي التي تمسك بزمام المبادرة في المواجهة مع العدو وهي التي تحدد سقوف المواجهة معه. وإن نجاح الضربة المنسقة بين سلاحي الصواريخ والمسيرات ورد الفعل "الإسرائيلي" العاجز قد يشكل نموذجاً يمكن أن تستفيد منه إيران في إعداد ردها على اغتيال السيد هنية مع توقع عجز "إسرائيلي" عن الرد وفشل في دفع الأمور الى مواجهة إقليمية واسعة في المنطقة.
حزب اللهالجيش الاسرائيليفؤاد شكر
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
23/11/2024
لماذا تعرقل واشنطن و"تل أبيب" تسليح العراق؟
21/11/2024