الخليج والعالم
أميركا تزوّد "قسد" بمنظومة الدفاع الجوي "أفنجر"... ماذا يعني هذا؟
دمشق - علي حسن
في تصعيد هو الأول من نوعه في محاور شمال شرق سورية؛ بدأت القوات الأميركية بعملية تدريب ميليشيا "قسد" على أنظمة دفاع جوي من طراز "أفنجر - Avenger"، لتزويدها بها. هذا وفقًا لما أكدته مصادر محلية، وهو تطوّر يشير إلى الرغبة الأميركية في التصعيد، ويطرح تساؤلات حقيقية عن التداعيات المحتملة لعلاقة واشنطن مع تركيا حليفتها الأطلسية في المنطقة.
واشنطن تجنح نحو التصعيد
عن القرار الأميركي وأسبابه، رأى المحلل السياسي السوري خالد عامر أن: "واشنطن بالرغم من مزاعمها، في المرحلة الماضية، عن رغبتها في تطويق الصراعات في المنطقة والضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تؤدي إلى إنهاء الصراع في غزّة والتوترات في عموم المنطقة، إلا أن نهجها على أرض الواقع يوحي بغير ذلك من خلال الحشود والتعزيزات التي استقدمتها إلى البحرين المتوسط والعربي، وقراراتها المتتالية بشأن تزويد كيان الاحتلال بالأسلحة الفتاكه وإعلانها عن وقوفها إلى جانب "إسرائيل" في أي صراع كبير قد يندلع في المنطقة". ورأى عامر أن: "تزويد قسد بأسلحة دفاع جوي يعدّ تجاوزًا للخطوط الحمر التي تجنبت واشنطن تجاوزها لمدة طويلة من الزمن، وهو تصعيد يندمج مع إستراتيجيتها الراهنة في الشرق الأوسط".
عن أسباب التصعيد الأميركي هذا، أوضح المحلل السياسي أن: "الزمرة الأكثر تطرفًا في الكيان الصهيوني استغلت الفراغ الرئاسي الأميركي بعد إعلان بايدن عدم ترشحه وتسابق المرشحين الآخرين لمنصب الرئاسة إلى إرضاء كيان الاحتلال والانخراط في التصعيد الذي يقوده نتنياهو. وهذا التصعيد يستلزم تسليح القوى التابعة لواشنطن وعلى رأسها قسد من أجل المشاركة في أي معركة قد تندلع في المنطقة، خاصة في شرق الفرات الذي من المتوقع أن يكون أحد أهم جبهات الصراع المحتدمة في الحرب القادمة"، مبيّنًا: "أنه من الممكن أيضًا أن يكون تدريب ميليشيا قسد على هذا السلاح مجرد ورقة ضغط تريد من خلالها واشنطن ردع اعدائها أو ابتزازهم حتّى يتراجعوا عن مواقفهم".
أهمية سلاح "أفجنر"
من جانب آخر؛ أوضح الخبير العسكري العميد علي خضور أن: "الولايات المتحدة أدخلت منظومة "أفنجر" إلى شمال شرقي سورية في شباط/فبراير 2021، إلا أن هذا السلاح بقي في عهدة الأميركيين، ولم يزود به مقاتلو قسد". وبحسب الخبير العسكري: "لوحظ، في الآونة الأخيرة، دخول شحنات متتالية من هذا السلاح كان آخرها في شهر حزيران/يونيو الفائت".
نظام الدفاع الجوي "أفجنر"
طوّرت شركة "بوينغ" نظام "أفجنر"، في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي. وهو نظام دفاع جوي فعّال ومتنقل وقصير المدى، ومصمّم خصوصًا لمواجهة التهديدات الجوية على ارتفاعات منخفضة، مثل طائرات الهليكوبتر والطائرات من دون طيار والطائرات ذات الأجنحة الثابتة التي تطير على ارتفاع منخفض، وقد دخل الخدمة في العام 1987.
أضاف الخبير العسكري أن: "النظام مثبّت على مركبة هامفي ما يسمح له بالتنقل بشكل فعال عبر مختلف التضاريس. وكلّ وحدة منه مجهزة بمنصتين لإطلاق الصواريخ، وكلّ منهما قادرة على حمل ما يصل إلى أربعة صواريخ FIM - 92 ستينغر، وهي صواريخ موجهة بالأشعة تحت الحمراء معروفة بموثوقيتها وفعاليتها. وبالإضافة إلى هذه الصواريخ، هناك النظام المسلح بمدفع رشاش عيار 0.50 M3P، ما يوفر دفاعًا ثانويًا ضدّ التهديدات الجوية والبرية على حد سواء".
كما ألفت العميد خضور إلى أنه: "في السنوات الأخيرة، أصبحت الطائرات من دون طيار جزءًا لا يتجزأ من ترسانة العديد من الدول والجهات غير الحكومية؛ مثل فصائل المقاومة العراقية التي تستهدف باستمرار قواعد الاحتلال الأميركي في سورية والعراق، ومنظومة افجنر مختصة بهذا النوع من الهجمات". لكنّ العميد أوضح أن: "هذا لا يعني أبدًا قدرتها على التصدي الكامل لها؛ خاصه وأن فصائل المقاومة تطوّر باستمرار قدراتها على تحسين المسيرات والصواريخ التي تستهدف بها القواعد الأميركية".
التحرك الأميركي يدفع علاقات واشنطن مع أنقرة نحو التدهور
من ناحيته، رأى المحلل السياسي إسماعيل مطر أن: "الخطوة الأميركية في حال نُفذت ستؤدي إلى زيادة التوّتر بين واشنطن وأنقرة التي ترى في ميليشيا قسد خطرًا كبيرًا على أمنها القومي". وستدفع هذه الخطوة- بحسب المحلل السياسي- أنقرة إلى الاندفاع أكثر نحو دمشق من أجل زيادة التنسيق بينهما لإنهاء هذا الكيان الإنفصالي الذي يهدّد الأمن التركي وتستحوذ أميركا باسمه على معظم المقدرات الإستراتيجية لسورية. ورأى مطر أن هذه :"الخطوة، في حال أقرتها واشنطن، ستفقدها حليفًا أساسيًا في حلف شمال الأطلسي، وقد تزيد حدة الخلاف معها، خاصة إذا ما استخدمت هذه المنظومة في إسقاط طائرات تركية، سيما وأن هذه الطائرات تُغير بشكل متكرّر على مواقع قسد".
خلُص مطر إلى أن: "هذه الخطوة لن توفر الحماية للقسد ولا للقواعد الأميركية في المنطقة، بل ستدفع دولها للتكاتف من أجل طرد القوى الطارئة والغريبة عنها التي تحتلّ الأرض وتزعزع الأمن والاستقرار في المنطقة".
سورياالولايات المتحدة الأميركيةقسد