خاص العهد
مفاوضات الدوحة.. ماذا في خلفيات المقترح الأميركي الجديد؟
انتهت محادثات الدوحة اليوم بشأن المساعي للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزّة بمقترح أميركي جديد بدعم من قطر ومصر "يُقلّص الفجوات"، حيث أكدت الدول الثلاث، في بيان مشترك، أنّ الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، إذ سيجتمع كبار المسؤولين مرّةً أخرى في العاصمة المصرية القاهرة الأسبوع المقبل.
وسط هذه المساعي و"الأجواء الإيجابية" بحسب تعبير البيان القطري المصري الأميركي، ردّ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، كعادته، بعدم الموافقة على هذا المسار، زاعمًا في بيان صدر عن مكتبه أن ما أسماه "مبادئ إسرائيل" الأساسية في المفاوضات معروفة للوسطاء والولايات المتحدة"، وآملًا أن "تؤدي الضغوط إلى قبول حماس مبادئ مقترح 27 أيار/مايو ليصبح من الممكن تنفيذ تفاصيل الاتفاق"، وفق تعبيره.
أسلوب المراوغة والتلاعب الذي يمارسه نتنياهو، في محاولة لاستغلال الوضع الراهن، يجعل الأمور أكثر تعقيدًا في التوصل إلى حلول حقيقية، فهو يضع شروطًا جديدة وينسف ما تم الاتفاق عليه سابقًا، وهدفه الاستمرار بالحرب.
في هذا السياق، أكد المحلل السياسي الفلسطيني عصري فيّاض أن المفاوضات الجارية عبر وسطاء في العاصمة القطرية الدوحة تحمل في طياتها الكثير من التعقيدات والصعوبات، وذلك بسبب عدم رغبة حكومة نتنياهو في تحقيق أي اتفاق يُفضي إلى وقف إطلاق النار بعد فشله في تحقيق أي من الأهداف التي وضعها مع بدء العدوان على غزّة، وهو ما يجعل المفاوضات الحالية مجرد وسيلة لإطالة أمد الحرب وتحقيق مكاسب سياسية داخلية على حساب المدنيين الفلسطينيين.
وفي حديث لموقع العهد الإخباري، قال فيّاض: "إن نتنياهو يستغل المفاوضات الحالية لكسب الوقت والإمعان في حرب الإبادة التي تُمارس ضدّ قطاع غزّة من أجل تحقيق أهداف العدوّ الصهيوني"، وأضاف "الاحتلال جاء بشروط جديدة تتعلق بمحور فيلادلفيا بعد أن كنا اتفقنا سابقًا بالانسحاب "الإسرائيلي" الكامل منه، وهذا ما يدل على أن نتنياهو نسف الاتفاق من أساسه".
وأشار إلى أن زيارة وزيري الخارجية الفرنسي والبريطاني إلى المنطقة تعكس رسالة دعم واضحة من الدول الأوروبية لـ"إسرائيل" في مواجهة التهديدات التي تُصدرها إيران وحزب الله وحركة أنصار الله، إلا أن "إسرائيل" تسعى للحصول على دعم أكبر من الدول الغربية، خاصة في حال تصاعدت الأوضاع العسكرية في المنطقة.
وتطرق فيّاض إلى التصاعد المستمر في قوة المقاومة الفلسطينية، وكيف أن هذا التصاعد يُساهم في استنزاف قوات الاحتلال على الأرض، مما يجعل استمرار وجودها في غزّة أمرًا لا يُحتمل على المدى الطويل، موضحًا أن تزايد الخسائر في صفوف جيش الاحتلال "الإسرائيلي" قد يدفع نتنياهو إلى إعادة النظر في موقفه، وخاصة في ظل تزايد الضغط الشعبي والسياسي داخل كيان العدو.
كما توقع أن استمرار فشل المفاوضات قد يؤدي إلى تصعيد عسكري أكبر في المنطقة، حيث ستضطر المقاومة إلى الرد على العدوان "الإسرائيلي" بشكل أعنف، مما قد يدفع الأطراف الدولية إلى التدخل بشكل أكثر جدية لإيجاد حل يُنهي الحرب المستمرة في غزّة.
واختتم المحلل السياسي الفلسطيني حديثه لموقعنا بالقول إن "البيان الثلاثي الصادر عن الولايات المتحدة وقطر ومصر، لم يُقدم أي جديد في ما يتعلق بوقف العدوان على غزّة أو تحقيق تقدم في المفاوضات"، واصفًا إياه بأنه "مجرد تمنيات ومحاولات خداع للمقاومة الفلسطينية التي لن تقبل بأي اتفاق لا يُلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني".
فلسطين المحتلةالولايات المتحدة الأميركيةالكيان الصهيونيمصرحركة المقاومة الإسلامية ـ حماسغزةقطرطوفان الأقصى