طوفان الأقصى
كابوس 7 أكتوبر يلاحق الكيان: سلسلة إخفاقات يرصدها الجيش
لم يكد الكيان المؤقت يستفيقُ من صدمة السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حتّى أدخلته مسيّرة "يافا" اليمنية فجر الجمعة الماضي في حالة ذهول جديدة حسمت فكرة الفشل الاستخباراتي والأمني للكيان وضعف الجيش وأجهزته في رصد وكشف المسيرات عند دخولها وقبل مغادرتها سماء فلسطين المحتلة.
ويحسم المحللون والخبراء العسكريون في الكيان أنّ عملية اليمن النوعية أدخلت الكيان في مرحلة جديدة تأكّد معها التهديد الحقيقي لجبهات الإسناد ومدى الإمكانات التي تتمتع بها قوى المقاومة لا سيما على الساحتين اللبنانية واليمنية.
وإذا كانت مسيّرة "يافا" قد أعادت كابوس السابع من أكتوبر إلى ذاكرة الكيان، فإنّ التحقيقات التي يصمّم جيش العدوّ على إجرائها حول تلك الحادثة والفشل الاستخباراتي في توقّع عملية طوفان الأقصى التي قامت بها حركة حماس، ستفتح الباب أمام سلسلة طويلة من الإخفاقات، بحسب ما كشفه تحقيق أولي للجيش في الأسابيع الماضية، والذي قام بنشر جزء من نتائجه يوم الجمعة في 12 تموز/يوليو من العام الحالي.
وبحسب ما أوردته صحيفة لوموند الفرنسية، فإنّ هذا التحقيق الأولي الذي عارضه رئيس وزراء العدوّ بنيامين نتنياهو بشدّة معتبرًا أنه يجب تأجيله إلى ما بعد انتهاء الحرب، كشف عن سلسلة إخفاقات "تتراوح بين عدم استعداد القوات المتمركزة حول غزّة والرد المتأخر والفوضوي على هجوم حماس". كما يُظهر التقرير اعتراف جيش الاحتلال بفشله في الدفاع عن مستوطنة "بئيري"، حيث قتل أكثر من مئة من الجنود والمستوطنين، في عملية طوفان الأقصى.
وتذهب الصحيفة الفرنسية في عرضها للتقرير إلى التأكيد على الأثر الكبير للنتائج المترتبة على التحقيق الأولي، ومطالبة المستوطنين بتحقيقات متتالية لمحاسبة المتورطين في هذا الفشل العسكري والاستخباراتي الكبير، في الوقت الذي توصّل فيه المحققون إلى أنه "كان على السكان الدفاع عن أنفسهم بمفردهم تقريبًا لمدة سبع ساعات وأن الجنود تواجدوا لساعات عند مدخل المستوطنة لكن لم يدخلوا لمساعدة السكان بسبب فشلهم في تقييم الأحداث". كما أشار المحققون إلى أن القوات أعطت الأولوية لإجلاء جرحاها، بينما قُتل مدنيون بالرصاص في منازلهم.
وأحاطت بهذا التحقيق مجموعة من الانتقادات التي وُجّهت إلى جيش الاحتلال حول مدى الاستقلالية التي يتمتّع بها في التحقيق وقدرته على إصدار نتائج موضوعية، فيما أكّدت صحيفة لوموند الفرنسية أنّ إشاعة مثل هذه الأجواء تخرج بشكل أساسي عن رئيس حكومة الاحتلال وفريقه الذين يخشون من تبعات التحقيق ونتائجه على مستقبلهم ومستقبل الحكومة. ويتحدث هؤلاء في تصريحاتهم عن شكّهم في "استقلال قضاة المحكمة السابقين الذين يشاركون في هذه التحقيقات".