نقاط على الحروف
مكتب للناتو في الأردن لحماية "إسرائيل"
في خطوة دراماتيكية؛ أعلن حلف شمال الأطلسي عن فتح مكتب اتّصال له في العاصمة الأردنية عمّان. وقال قادة الدول الأعضاء، في الحلف، إن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز حضور "الناتو" في الشرق الأوسط وأفريقيا بحجة دعم السلام والاستقرار في المنطقة، وأن: "الجوار الجنوبي لحلف شمال الأطلسي يوفر فرصًا للتعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك"؛ وإنه من: "خلال تعزيز شراكة الحلف مع دول في الشرق الأوسط، ومن ضمنها الأردن، سيكون بإمكان الناتو الإسهام في تحقيق قدر أكبر من الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتعزيز السلام والازدهار في المنطقة".
مراقبون مؤيدون لهذه الخطوة يرون فيها أهمية جيوسياسية للأردن. فقد رأى الخبير السياسي والقانوني الأردني حمادة أبو نجمة، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، أن فتح مكتب الناتو: "سيتيح قنوات تواصل رسمية منتظمة بين الأردن والحلف لتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، مثل الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب والتطورات الدولية، وسيسهّل التعاون في مجالات التدريب العسكري وتبادل المعلومات وإدارة الأزمات والتخطيط لحالات الطوارئ، ويسهم في تنفيذ برامج الشراكة القائمة بين الأردن والناتو، مثل عقد المؤتمرات والدورات وبرامج التدريب في مجالات متعددة".
أما النائب السابق، في البرلمان الأردني نضال الطعاني فقد رأى أن: "هذه الخطوة تأتي وسط تطوّرات إقليمية ودولية جديدة ومحاولات التموضع وإعادة ترتيب المنطقة ككل، ورسم خارطة جديدة للتحالفات في العالم. وإن اختيار الأردن ليكون مقر مكتب الناتو هو بسبب أهميته الجيوسياسية، كونه عامل استقرار في المنطقة، على الصعيدين الدولي والإقليمي، ودوره في حماية الإرهاب والتطرّف، وخبرته في مواجهة التهديدات العابرة للدول والحدود وتوسطه العديد من البلدان في المنطقة، لا سيما دول الخليج والعراق و"إسرائيل" وسورية".
من الناحية الجيوسياسية، تموضع الناتو في هذا الوقت بالذات في الأردن له أبعاد كثيرة؛ فبعد فشل "إسرائيل" في حماية نفسها من محور المقاومة المدعوم من إيران، وبعد فشل الصهاينة في ردع الهجوم الإيراني عليهم عقب غارتهم على القنصلية الإيرانية في دمشق وتدخل القوات الأميركية والفرنسية والبريطانية لصد هذا الهجوم، بات لزامًا على الولايات المتحدة وحلفائها في "الناتو" أن يعززوا وجودهم في الأردن لحماية "إسرائيل" من الشرق. كذلك، وبحكم أن الأردن يشكّل جزءًا من جنوب غرب الهلال الخصيب، فإن تموضع "الناتو" فيه، في الوقت الذي تنسحب فيه تركيا من شمال سورية وتمهد الدولة السورية لاستعادة سيادتها على شمال شرق البلاد، يجعل من الضروري بالنسبة إلى الناتو تأكيد حضوره على الحدود الجنوبية لسورية لمنعها من توجيه طاقاتها ضدّ الكيان الصهيوني. عدا عن ذلك؛ تموضع "الناتو" في الأردن سيجعله يطل على المنطقة الغربية من العراق تحسبًا لتمكّن الدولة العراقية من التفلت من القيود الأميركية.
اذًا، ومن وجهة نظر أميركية وغربية، تموضع الناتو في الأردن يحمي الأنظمة الحليفة لها في منطقة الخليج، وسيسهم تعزيز حضور الناتو في الأردن في ضمان الحضور الأميركي في الشرق الأوسط والانطلاق منه لإدارة أعمال عسكرية وأمنية في أفريقيا وجنوب آسيا، في إطار استراتيجية التطويق التي تعتمدها الدول الغربية في مواجهة روسيا والصين وحلفائهما الأوراسيين.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024