خاص العهد
إرشادات للوقاية من خطر الحرائق في الأيام المقبلة
تقرع الجهات المعنيّة ناقوس الخطر كلّما حل فصل الصيف محذرةً من الحرائق التي باتت تقضي بشكل مستمر منذ سنوات على ما تبقّى من المساحات الخضراء في لبنان. وفي ظل الأزمات التي ضربت كافة مفاصل الدولة اللبنانية، كان لهذه الأزمات تأثيراتها المتفاقمة بسبب ضعف الإمكانات التي تمتلكها أجهزة الإطفاء المنتشرة على طول الجغرافيا اللبنانية، ما يستدعي تحرّكًا رسميًّا، لدعم هذه الأجهزة وتمويلها وإمدادها بالعدّة والعتاد الكافي لمواجهة الأشكال المختلفة من الحرائق التي تندلع هنا وهناك، وخاصةً في جنوب لبنان من جرّاءِ الاعتداءات المقصودة التي يشنها العدوّ الصهيوني، الذي يستهدف الأراضي والأحراج اللبنانية بشتى أنواع القذائف والصواريخ الحارقة والفسفورية، في استهدافٍ مقصود وعن سابق تصميمٍ، بغية القضاء على هذه الثروة الخضراء التي يتمتع بها الجَنُوب.
وقد أعلنت وزارة البيئة في لبنان، الخميس 11/7/2024 عن توقعات بارتفاعٍ ملحوظ في خطر الحرائق خلال الأيام المقبلة، داعيةً لتوخي الحذر الشديد وتجنب استخدام أي مصدر للنار بالقرب من الغطاء النباتي، لافتةً إلى أنّ على البلديات ولجان المحميات وفرق رصد الحرائق في المناطق والهيئات الأهلية والمحلية، مراقبة أي خطر للحرائق والرصد المبكر، لضمان تدخل فرق الدفاع المدني وفرق المستجيب الأول في الوقت المناسب، لما في هذا الأمر من مساهمة أساسية للحفاظ على السلامة العامة ومنع انتشار الحرائق في الغطاء الحرجي.
أسباب الحريق
وفي هذا السياق، يقول مدير قسم الإطفاء في الدفاع المدني - الهيئة الصحية الإسلامية صادق حمية في حديثٍ لموقع "العهد" الإخباري إن أسباب الحرائق "لا تعود فقط إلى درجات الحرارة العالية ونسبة الرطوبة المرتفعة، بل هناك أسباب اصطناعية من فعل الإنسان التي هي الأكثر انتشارًا، عن قصدٍ أو عن غير قصد، وذلك من خلال التفحيم، والصيد، والنزهات، وحفلات الشواء، والحرق العمدي، إضافة إلى ما يحصل اليوم في الجَنُوب من استهدافات ينفذها العدوّ الصهيوني، عبر استخدامه المواد المشتعلة والفسفورية التي تسببت باحتراق مساحات شاسعة من الأراضي والغطاء النباتي".
الإجراءات الوقائية لمنع اندلاع الحرائق
وأشار حمية إلى أنّ "فصل الصيف الحالي هو فصلٌ قاسٍ جدًا، وهناك نشرة دورية تصدر عن مركز البحوث العلمية، يجري فيها تحديد المناطق الخطرة وذروة مستويات الحرارة المتوقعة فيها، وتوزع هذه النشرة على كافة أجهزة الدفاع المدني الموجودة في لبنان".
وحول الإجراءات الوقائية، لفت حمية إلى أنّ "على القاطنين في المناطق الحرشية وخاصةً الجبلية، وأولئك الذين يخرجون إلى الأحراش للاصطياف والتنزه وإقامة رِحلات الشواء، القيام بـإجراءات السلامة التي يستفيد منها القاطنون والمتنزهون أنفسهم بالدرجة الأولى وتقلل من مخاطر الحرائق في الدرجة الثانية".
فالقاطنون في المناطق الحرجية وخاصةً الجبلية عليهم:
- تعشيب وتقليم الأشجار.
- إزالة كلّ العشب المحيط بجوانب الطرقات.
- عدم رمي النفايات في الأماكن الحرجية.
- عدم إشعال النيران في الأعشاب اليابسة الموجودة بمحيط المنازل، خاصةً في وقت الظهيرة والأوقات التي تكون فيها مستويات الحرارة مرتفعة.
- عند إشعال هذه الأعشاب والحشائش يجب أنّ يكون هناك خُرْطُوم مياه جاهز في حال تطوّر الحريق.
أما المصطافون والذين يخرجون في رِحلات نزهة فعليهم:
- إشعال النار في المكان المخصص لها (ليس بالقرب من الأشجار والأعشاب اليابسة).
- التأكّد من خلو مكان إشعال النار من الأعشاب.
- بعد الانتهاء من الشواء التأكّد من إطفاء الجمر بالمياه والتأكّد من انطفائه بشكل تام.
- عدم رمي أعقاب السجائر على جوانب الطرقات.
الدور الذي يجب أن تلعبه البلديات
- المساعدة بتشحيل الأشجار.
- تنظيف جوانب الطرقات من الأعشاب اليابسة.
- توزيع نشرات توعية للمجتمع والقيام بحملاتٍ إرشادية.
وعن الخطوات التي يجب إجراؤها حال اندلاع الحريق للسيطرة عليه قال حمية: "يجب على كلّ فرد يوجد في محيطه أحراج وأعشاب، ويسكن في مناطق جبلية، أن يكون لديه خطة جاهزة للسلامة العامة، والتي يجب أنّ يتوفر فيها أوّلًا طرق الهروب ومكافحة الحرائق الصغيرة، أي عليه أن يجهز صنبور مياه وخرطومًا لمثل هذه الحالات ويكون موقعهما خارج المنزل، وثانيًا أنّ يبلغ أجهزة الدفاع المدني أو القوى الأمنية بشكلٍ فوري، وثالثًا، إذا وجد أنّه ليس باستطاعته السيطرة على الحريق، عليه أنّ ينسحب فورًا من المكان، إلى منطقةٍ آمنة كي لا يعرّض نفسه أو عائلته للخطر، أما رابعًا، فيجب تجهيز حقيبة في المنزل يوضع فيها "ما يقل وزنه ويرتفع ثمنه" والأوراق والمستندات الثبوتية والمهمّة".
ولفت حمية إلى أنّ "العاملين في مجال الدفاع المدني والإطفاء يبذلون كلّ ما في وسعهم لمواجهة الحرائق والتصدي لها"، مشيرًا إلى أنّه "في بعض الأحيان في المناطق المرتفعة وخاصةً إذا كانت المنطقة جبلية ووعرة، تكون هذه الفرق عاجزة عن القيام بواجبها بشكل كامل، لذلك تكون بحاجة إلى إسنادٍ من قبل الجو عبر الطائرات والمروحيات، وهنا يأتي دور الجيش اللبناني الذي يتصدّى لهذه المهمّة".
وتابع حمية: "لكن هذا الأمر غير كافٍ لأن الدولة اللبنانية تفتقر إلى جهاز خاص لمكافحة الحرائق في الأحراج"، مضيفًا "هذا العام كانت نسبة الحرائق هي الأعلى نسبةً وبشكل مضاعف عن السنوات الماضية، وذلك بسبب الاعتداءات "الإسرائيلية" الكثيفة على جنوب لبنان، واستهداف العدو للأراضي بالمواد المشتعلة والفسفورية بهدف القضاء عليها".
وختم حمية: "شباب الدفاع المدني اللبناني، وكشافة الرسالة الإسلامية، والهيئة الصحية، وغيرها من الجمعيات، يقومون بعملٍ جبار على مدار ساعات النهار والليل، لإطفاء ما تخلفه هذه الاستهدافات من حرائق".
لبنانالهيئة الصحية الإسلاميةالدفاع المدنيالكيان الصهيونيالحرائق