آراء وتحليلات
إضاءات حول رد حزب الله على اغتيال القائد "أبو طالب" وسائر الاغتيالات والاعتداءات
في الثاني عشر من حزيران/يونيو 2024، ارتكب العدوّ "الإسرائيلي" في إطار الجبهة الشمالية المفتوحة ضدّه، حماقة جديدة اضطرته إلى اختبار نوع جديد من عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان.
رد حزب الله على اغتيال القائد طالب سامي عبد الله "أبو طالب"، بلغ عمقًا لم يسبق أن وصلت إليه صواريخ ومسيّرات حزب الله، وشمل الهجوم النوعي المركب، الأضخم من الثامن من تشرين الأوّل/أكتوبر 2023 أهدافًا نوعية لم يتم استهدافها منذ بدء الحرب.
ومن خلال هذه العمليّات، أحبط حزب الله مرّة أخرى، رهانات العدوّ على فرضية أن تساهم الاغتيالات التي ينفذها، في تطويع إرادة المقاومة أو تفكيك ارتباطها الوثيق بجبهة غزّة. فقد جسَّد الرد إرادة حزب الله بالارتقاء في ردوده على تصاعد اعتداءات العدو. وأدرك العدوّ بشكل ملموس أن الحزب مستعد إلى أن يذهب إلى أبعد مدى في ردوده، في حال تطلب الأمر ذلك.
مفاعيل رسائل هذا الارتقاء في مستوى العمليات وعمقها ونوعيتها، وصل إلى واشنطن، حيث أعرب مسؤولون في الإدارة الأميركية عن قلق بالغ من أن هذا التصاعد يرفع من احتمالات التدحرج إلى مواجهة عسكرية أشد.
وبالتالي، يمكن القول إن حزب الله أسّس عمليًا بهذا الرد لسقف جديد في الردود، وأوضح لقادة العدوّ أن الردود اللاحقة على تجاوز بعض السقوف في الاعتداءات سيكون انطلاقًا من هذا السقف وصعودًا.
في الإطار نفسه، يُحسَب لحزب الله قدرته من خلال هذا الرد على الجمع بين الرد الهادف والملائم الذي يحقق أهدافه، وبين عدم الدفع نحو الحرب. وألقى الكرة بذلك إلى إحضان مؤسسة القرار السياسي والأمني.
مرة أخرى، يدرك قادة العدوّ ومؤسساته، أن الوضع الاستراتيجي الذي يطمحون إلى فرضه والدفع نحوه هو أبعد من أن يتحقق من أي مرحلة سابقة. ورد المقاومة على اغتيال الشهيد القائد "أبو طالب" تميّز بكونه امتدادًا للعمليات التي ينفذها حزب الله، ويصفها خبراء العدوّ بأنها حرب استنزاف، إسنادًا للمقاومة في غزّة ودعمًا لأهلها، ودفاعًا عن لبنان والمقاومة.
إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات
12/11/2024
حسابات حقول العدوان وبيادر الميدان
11/11/2024