طوفان الأقصى
"في إطار الرد".. حزب الله يفاجئ العدو: حساباتكم خاطئة!
يبدو أن صانع القرار الأمني، والذي اتّخذ خطوة اغتيال القائد في المقاومة الإسلامية طالب عبد الله "أبي طالب"، كان يدرك أن ثمة ردًّا سيبادر إليه حزب الله. ربما قدّر بأن الحزب سيقدم على ضرب هدف وازن، تبتلعه "إسرائيل" وتسجل نصرًا بـ "التخلص" من شخصية لطالما قارعتها على مدى عقود من الزمن، لكن ما لم يكن ربما في الحساب هو "الرد المفتوح" الذي أتبعه حزب الله.
لم تقدم المقاومة على رد محدّد، بل اتبعت منذ لحظة الاغتيال وحتّى اليوم ردًّا مفتوحًا، وهو ما تشير إليه بياناتها التي تبدأ بعبارة "في إطار الرد".
تحت هذه العبارة، تواصل المقاومة تسديد الضربات، ولم تكتف بهدف توازن واحد بل يمكن إحصاء ما يزيد عن عشرة أهداف نوعية، طالتها الصواريخ والمسيّرات الانقضاضية حتّى الساعة، ويعد أبرزها العملية الواسعة التي نفذت ظهر الخميس 13 - 6 - 2024، والتي طالت مواقع مهمّة بينها مقر استخبارات مسؤولة عن الاغتيالات في لبنان، وما سبقها بيوم من استهدافات متعددة بينها مصنع "بلاسان" للصناعات العسكرية.
رد المقاومة كان ترجمة لما أطلقه رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين، الذي أكد أن "العدو سيرى بأسًا وكمًا ونوعًا"، وتوعده بالبكاء.
اتّبع حزب الله أسلوبًا مغايرًا للرد، وهو الرد المفتوح، أي توجيه ضربات موجعة ومؤلمة، دون تحديد فترة زمنية لها، وهو ما لم يكن في حسبان صانع القرار في "تل أبيب" والذي اتّخذ قرار اغتيال الشهيد "أبي طالب".
طريقة رد حزب الله تشير إلى أمور عدة:
- تصعيد الجبهة بما يتلاءم مع حجم الجريمة التي ارتكبها الإسرائيليون.
- إفهام العدوّ بأن الرد وحجمه تحددهما المقاومة، وهي من تتحكم بهما، وتنفذه مهما كان الثمن والتبعات.
- اتباع أسلوب الرد الرادع الذي يساهم في ردع العدوّ عن تنفيذ الاغتيالات مهما كان حجمها، خصوصًا أن المقاومة بدأت مسارًا من هذا النوع منذ عملية عرب العرامشة.
وفي نوعية الرد ومن ضمن رسائله عالية المستوى، أنه نُفِّذ من منطقة عمل الشهيد "أبي طالب"، والتي "أذلت العدو"، وفق كثير من المؤشرات، أي القطاع الشرقي، وبذلك تؤكد المقاومة على صفر تأثير لعملية الاغتيال، وأن عملها لن يتأثر بل سوف يزداد حجمًا وتأثيرًا ونوعية، وهو ما يترجم في الميدان حاليًا.
يبقى القول، إنه يجب مراقبة سلوك العدوّ خلال الأيام المقبلة لقياس حجم الارتداع، وإن كان يبيّت مآرب أخرى من وراء هذه الجريمة.