خاص العهد
فلاحو سوريا يقاومون: القمح للدولة رغم مضايقات "قسد" والاحتلال الأميركي
ما إن يبدأ حصاد محصول القمح في المنطقة الشرقية من سورية حتّى تسارع قوات سورية الديمقراطية المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي لمحاولات وضع اليد عليه عبر ترغيب الفلاحين لبيعهم إياه بأسعار تفضيلية، أو من خلال التضييق عليهم في المناطق التي تسيطر عليها لمنع قيامهم بتوريد هذا المحصول الإستراتيجي إلى الحكومة السورية التي سعت بدورها للتناغم مع وطنية هؤلاء الفلاحين الباذخة، فبادرت إلى إعطائهم أسعارًا جيدة لم يساوموا يومًا عليها، بل كان شعورهم الوطني هو الدافع لسلوكهم هذا.
فلاحون متطرّفون في وطنيتهم
أكد مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب في دير الزور المهندس أديب الركاب أن موسم تسويق الحبوب قد بدأ وأن الحكومة السورية اتّخذت كل الإجراءات اللازمة لتسويق محصول القمح إلى مراكز الدولة السورية بكلّ سهولة ويسر.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أشار الركاب إلى أن "المؤسسة السورية للحبوب في دير الزور جهّزت ثلاثة مراكز تسويق، هي مركز الفرات ومركز الميادين ومركز البوكمال، وهي موزعة على كامل مناطق زراعة القمح في دير الزور، وقد بدأت عمليات الاستلام اعتبارًا من تاريخ 26 أيار/ مايو بوتيرة عالية وإقبال كبير من الفلاحين لتسويق حبوبهم إلى المراكز الحكومية، وبلغت الكميات المسوّقة حتّى تاريخ الحادي عشر من حزيران/يونيو للعام الحالي ٢٢ ألف و٤٢٧ ألف طن.
ولفت مدير فرع المؤسسة السورية للحبوب في حديثه لموقعنا إلى أن المناطق المزروعة بالقمح في محافظة دير الزور تقسم إلى قسمين، قسم منها يقع تحت سيطرة الدولة ويقوم فلاحو هذه المناطق بتسويق أقماحهم إلى مراكز الدولة الحكومية التابعة للمؤسسة السورية للحبوب بكلّ سهولة ويسر، حيث الإقبال كبير والوتيرة جيدة، والقسم الآخر منها فيقع شرق الفرات تحت سيطرة قوات سورية الديمقراطية الانفصالية، حيث يعاني فلاحو هذه المناطق معاناة كبيرة في نقل قمحهم من تلك المناطق لتسليمها إلى المراكز الحكومية، فالجماعات الانفصالية وبتوجيه من قوات الاحتلال الأميركي تمنع الفلاحين الوطنيين من نقل القمح إلى المراكز الحكومية، وهناك محاولات يومية من فلاحي هذه المناطق من أجل تهريب القمح من المناطق الواقعة تحت سيطرة "قسد" إلى مناطق الدولة وهم يعانون معاناة كبيرة في ذلك.
وختم مدير فرع مؤسسة الحبوب في دير الزور بالإشارة إلى أن هذا الأمر ينسحب على كل الفلاحين في عموم المناطق الشرقية التي تقع خارج سيطرة الدولة السورية والتي تسيطر عليها "قوات سورية الديمقراطية" الانفصالية ومشغلوها من قوات الاحتلال الأميركي حيث يعاني الفلاحون كثيرًا من التضييق عليهم.
الفلاحون: قمحنا لدولتنا الوطنية
في هذا السياق، أشار الفلاح خالد الخلف من الريف الشرقي لمحافظة دير الزور في حديثه لموقع "العهد" الإخباري إلى أنه قام بتوريد قمحه إلى مركز الفرات الحكومي بدير الزور، حيث توجد هناك تسهيلات كثيرة من الدولة السورية، والأسعار مجزية رغم أن الموسم ليس بمستوى العام الماضي، مشددًا على أن الحكومة السورية هي المرجعية في التعامل مع الفلاحين لأنهم يثقون بها وبالبذور الممتازة التي تقدمها "وهي حكومتنا الوطنية في كلّ الأحوال".
من جهته، أكد الفلاح محمود العلي من الميادين في ريف دير الزور الشرقي في حديثه لـ"العهد" أن الفلاحين السوريين في مناطق سيطرة "قسد" يخبرونه بالمضايقات التي يتعرضون لها أثناء مساعيهم لتهريب قمحهم إلى المراكز التي استحدثتها الحكومة السورية في المحافظة، لافتًا إلى الهواجس التي تعتري الفلاحين السوريين هناك نتيجة سرقة قوات الاحتلال الأميركي أجود أنواع حبوب القمح السوري، فضلًا عن توزيع حبوب قمح معدّلة وراثيًا على الفلاحين وتقديمها باعتبارها من أجود أنواع الحبوب في الوقت الذي تعمل فيه على تدمير التربة وتحييد كلّ الخيرات الموجودة فيها.