معركة أولي البأس

خاص العهد

بعنوان "وثيقة المقاومة العالمية"... قراءة في رسالة الإمام الخامنئي للطلاب الأميركيين
06/06/2024

بعنوان "وثيقة المقاومة العالمية"... قراءة في رسالة الإمام الخامنئي للطلاب الأميركيين

نظّمت مجموعات طلابية ومنتديات ثقافية لقاءً في المركز الثقافي لبلدية الغبيري - بيروت الخميس 6 حزيران/يونيو 2024، بعنوان "وثيقة المقاومة العالمية"، حيث سُلّط الضوء على مضامين ودلالات رسالة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي إلى الشباب الجامعيّ في الولايات المتحدة الأميركية.

واستُهلّ اللقاء باستعراض لرسالة الإمام الخامنئي، ثم تحدّث الشيخ حسين زين الدين والباحث في العلاقات الدولية الدكتور محمد حسن سويدان، وتناولا مضامين الرسالة من الزوايا النفسية والثقافية والإنسانية والفطرية والسياسيّة، بحضور المستشار الثقافي لسفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت السيد كميل باقر الذي شارك بمداخلة في ختام اللقاء، ورئيس بلدية الغبيري معن الخليل، وحشد من الإعلاميين والناشطين الثقافيين والطلاب الجامعيين.

الشيخ زين الدين لفت إلى أن الإمام الخامنئي "يرى أن النور الذي يهدي إلى الحق يملك مقدارًا من الإشعاع سيزداد تدريجيًّا كلّما اقتربت شمس الغرب من الأفول".

وأشار الشيخ زين الدين إلى أن رسالة الإمام الخامنئي سبقها رسالة "كانت استيعابية لنقمة موجّهة، خلال أحداث "شارلي إيبدو" تعمّد فيها أن يلقي مسؤولية ما يرتكبه التكفيريون على عهدة من صنعهم، وهذا من أعظم أنواع الدفاع والتبيين".

ورأى الشيخ زين الدين أن الرسالة الجديدة تعتبر خطوة متقدمة، لافتًا إلى أن الحديث عن الصهيونية فيها جاء كـ "مفردة مقتبسة من استعمالات المنتفضين، وسماحة القائد استمع إلى الهتافات وعرف بيئة المخاطَب ووجه خطابًا ينسجم تمامًا مع أدبياتهم".

وأشار الشيخ زين الدين إلى أن الإمام الخامنئي عبّر في رسالته عن اشتراك المنطلقات التي خرج من أجلها الطلاب المتظاهرون في أميركا والمنطلقات التي نشأت لأجلها جبهة المقاومة، مشيرًا إلى أنّه "بُعدٌ فطريّ، وكأن بالسيد القائد يقول، إنّ الذي استفزّكم حتى خرجتم هو الذي استفز من قبلكم في نقطة بعيدة عنكم أشخاصًا يشبهونكم، وتشتركون معهم في الرؤى والمسار".

وأضاف الشيخ زين الدين في حديثه عن معاني رسالة الإمام الخامنئي الموجهة إلى الطلاب الأميركيين أنها عبّرت لهم عن ضرورة وجود توجّه نحو الفاعل الحقيقي لهذه المأساة "فتحوّل سماحة القائد إلى مرشد فكريّ للمنطلقات العاطفيّة".

واعتبر الشيخ زين الدين أن من مسؤولية البيئة العربية المقاومة أن "تلعب دور الوسيط المؤمّل في حمل مضمون هذه الرسالة إلى العالم".

بدوره، رأى الدكتور سويدان أن "أهمّ ما في رسالة الإمام الخامنئي هو توقيتها، لأنّ الجمهور الغربي خاصة الشباب الجامعي هم الآن في أكثر مرحلة جاهزية لتلقّي المعلومات"، لافتًا إلى أنّ هذه الجاهزية هي نتيجة مرحلتين مرّ بهما الشباب الأميركي المتعلّم، وأدّت إلى زرع الشكوك في المعتقدات السياسية الخارجية لبلادهم".

وأشار الدكتور سويدان إلى أن المرحلة الأولى هي الحرب في أوكرانيا والتي "بيّنت للطلاب الأميركيين أن هناك بعض الفروقات بين ما يبثّه الإعلام الأميركي وبين الواقع"، ثم جاءت المرحلة الثانية وهي العدوان على غزة "والحقيقة الواضحة والكذب الفاضح والنفاق الإعلامي الذي لم يكن بحاجة إلى الكثير من التبيين".

ونبه الدكتور سويدان إلى أنّها "المرة الأولى التي أصبحنا ننافس فيها على السرديّة، وقدمّنا سرديّتنا التي كانت طاغية على السرديّة الأخرى"، وذلك بعد اكتشاف الطلاب الأميركيين الخلل في السرديّة التي يعتقدون بها.

وحول أثر رسالة الإمام الخامنئي بين النخب السياسية الغربية، لفت الدكتور سويدان إلى أن جميع المحاولات الرسمية الغربية لاحتواء انتشار الرسالة بين الشباب الأميركي "باءت بالفشل لأنّ توقيت اختيار الإمام الخامنئي للرسالة لم يترك مجالًا لأحد بأن يضرب مصداقيتها".

ورأى الدكتور سويدان أن استخدام الإمام الخامنئي "لمصطلح المقاومة كان بهدف محاربة تشويه الغرب لسمعة هذه الكلمة التي كانت تشير في الغرب إلى الإرهاب"، لكن الإمام الخامنئي أفهم الطلاب الأميركيين من خلال رسالته "أنّ هذه المقاومة التي عمل إعلامكم وسياسيّوكم على تشويهها هي نفس الفعل الذي تقومون به اليوم، وهو ما نقوم به منذ سنوات".

من جانبه، لفت السيد كميل باقر خلال مداخلة في ختام اللقاء إلى أهمية اجتماع عدة مجموعات شبابية وثقافية، على موقف واحد وداعم للقضية الفلسطينية، وعلى خطة للتبيين داخل المجتمعات الغربية انطلاقًا من رسالة الإمام السيد علي الخامنئي.

واختتُم اللقاء بتوقيع المشاركين على رسالة من الشباب العربي المقاوم إلى الشباب الغربي المقاوم، والتي عبّرت عن دعم الشباب العربي وتأييده وتثمينه لحراك الطلاب في الجامعات الغربية.

وعلى هامش اللقاء الثقافي، أجرى موقع العهد مقابلةً مع السيد كميل باقر الذي اعتبر أن "إصدار الإمام الخامنئي لهذه الرسالة كقائد لجبهة المقاومة يحمّلنا مسؤولية كبيرة كجنود وأفراد في هذه الجبهة، وفي محور المقاومة الإسلامية والعالمية".

وشدد السيد باقر في حديثه لموقع العهد على ضرورة "الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية وجهوزية المخاطَب الغربي للإصغاء إلى مثل هذه الرسائل، للتواصل الحقيقي والمؤثر مع الشباب في الغرب لإيجاد شبكة عالمية للمقاومة".

ولفت السيد باقر إلى الحاجة "للتشبيك ولتوسعة جبهة المقاومة، وهذا ما قصده القائد من خلال هذه الرسالة، وأراد أن يوسّع دائرة المقاومة الإنسانية والعالمية والفطرية، وأضاف إلى هذه الجبهة مجموعة كبيرة من الشباب الغربي".

واعتبر السيد باقر أن الإمام الخامنئي "صرّح وأكّد أن هؤلاء الشباب أصبحوا ضمن هذه الجبهة، لذلك فإن مسؤوليتنا كبيرة جدًا للتواصل الحقيقي مع هؤلاء الشباب من هذا المنظار، ونوسّع هذه الجبهة أكثر وأكثر".

بعنوان "وثيقة المقاومة العالمية"... قراءة في رسالة الإمام الخامنئي للطلاب الأميركيين

بعنوان "وثيقة المقاومة العالمية"... قراءة في رسالة الإمام الخامنئي للطلاب الأميركيين

بعنوان "وثيقة المقاومة العالمية"... قراءة في رسالة الإمام الخامنئي للطلاب الأميركيين

بعنوان "وثيقة المقاومة العالمية"... قراءة في رسالة الإمام الخامنئي للطلاب الأميركيين

إقرأ المزيد في: خاص العهد