نقاط على الحروف
حزب الله.. عمليات نوعية ومفاجآت والصورة تتكلم
طوال أعوام المواجهة، رافقت المفاجآت أعمال المقاومة في جنوب لبنان. أعدّ حزب الله نفسه جيّدًا لأي حرب قد تقع. قبل السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كانت المفاجآت عنصرًا أساسيًا في خطابات كثيرة للأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، والكشف عن بعضها كان جزءًا من المواجهة نفسها لتعزيز قوة الردع وحماية لبنان.
في الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر، فتحت المقاومة الإسلامية في لبنان جبهة الجنوب إسنادًا للمقاومة الفلسطينية، بعد إعلان الحرب. وقرابة ثمانية أشهر، تدير المقاومة عملها بما يخدم مسارين، إسناد غزّة وحماية لبنان.
وقد أفرجت المقاومة عن بعض المفاجآت المتعلّقة بنوعية بعض الأسلحة التي تمتلكها، من صواريخ الماس ومسيّرات انقضاضية وأمور أخرى، وكذلك القدرة على الجمع المعلوماتي المتنوع لديها. وفي يوم الأربعاء 15 أيار/مايو، نفذت المقاومة عملية نوعية غرب طبريا، بواسطة مسيّرتين انقضاضيتين استهدفتا منطادًا متطورًا مرتبطًا بتحديد الأهداف الجوية، هي عملية قاسية بالنسبة إلى "تل أبيب"، والتي ردّ جيشها بغارات على شرق لبنان، فردّت عليها المقاومة لاحقًا.
لكن المفاجأة النوعية تمثلت بما بثته المقاومة من مشاهد لعملية الرصد، وتقصدت القول إنها سبقت العملية، وهو ما يبيّن قدرة طائرات الاستطلاع على مواصلة عملها في ظلّ التأهب الإسرائيلي واشتعال الجبهة. وهنا يذكر أنه في 18 شباط/فبراير 2022 أطلقت المقاومة طائرة استطلاع اسمها "حسان" باتّجاه الأراضي المحتلة؛ حيث أجرت عملية مسح في ظلّ مناورات إلكترونية لجيش الاحتلال، والذي لم يتمكّن من إسقاطها.
تقصّدت المقاومة بثّ مشهد يعطي صورة عن القدرة التي تمتلكها وتربك جيش الاحتلال، إذ عليه العمل على قاعدة أنه مكشوف وما يقوم به هو تحت أعين حزب الله، وهو أمر يفسّر القدرة على تنفيذ المقاومة عمليات نوعية؛ ومنها عملية طبريا.
في اليوم التالي، تنفذ المقاومة هجومًا بمسيّرة هجومية، أطلقت صاروخين باتّجاه آلية يتجمّعُ جنود حولها قبل أن تضرب الهدف المحدّد لها، فأقر العدو بالهجوم لكنّه أنكر إطلاق المسيّرة صاروخين.
مساءً، أخرج الإعلام الحربي من جعبته ما يعدّ قنبلة، حيث أظهر مقطعًا مصورًا بواسطة كاميرا ثبتت على ظهر المسيّرة الهجومية وبيّن لحظة إطلاق الصاروخين نحو الهدف، ثمّ إكمال المسيّرة طريقها نحو هدفها المحدّد. وهو المشهد الذي ينسف مجدّدًا أي مصداقية مزعومة للعدو، ويبيّن قدرة نوعية تمتلكها المقاومة تتعدى مسألة تصويب مسيّرة نحو هدف.
عامل الصورة بحد ذاته، يعدّ سلاحًا نوعيًا، فحزب الله لم ينصب الكاميرات التوثيقية عند الحدود فقط، بل بات ينصبها على ظهر المسيًرات، وهو ما يفسر ربما ما قاله السيد نصر الله يومًا عن أنه في أي حرب مقبلة قد يشاهد العالم بثًا مباشرًا لتدمير الفرق الإسرائيلية.
إن إحدى المفاجآت تكمن هنا، في الكاميرا، رفيقة عمليات حزب الله منذ زمن بعيد، وهي ما تسهم اليوم برفع معنويات جمهور المقاومة، فيما تزرع الإحباط عند الطرف الآخر.
إذًا، خلال اليومين الماضيين كنا أمام أمرين جديدن، استطلاع موثق وحديث لهدف غرب طبريا والنجاح في ضربه، ومسيّرة تحمل صاروخين وترافقها كاميرا تبث مباشرة إلى مكان ما. وفي الأمرين مفاجأة، وتبقى جعبة المقاومة مليئة، وكلّ في حينه وزمانه.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024