معركة أولي البأس

خاص العهد

شبه إجماع عالمي على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.. وواشنطن تُفشل القرار
11/05/2024

شبه إجماع عالمي على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.. وواشنطن تُفشل القرار

بالأمس وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالأغلبية الساحقة على قرار بأحقيّة دولة فلسطين للعضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وأوصت مجلس الأمن بإعادة النظر بهذه المسألة إيجابيًا، حيث وافق 143 عضوًا من إجمالي 193 في الأمم المتحدة على القرار، مقابل رفض 9 أعضاء على رأسهم الولايات المتحدة الأميركية وامتناع 25 عن التصويت، وقالت الجمعية العامة في قرارها إن الفلسطينيين مؤهلون لينالوا العضوية الكاملة في المنظمة.
ليس غريبًا على من يدعم كيان العدوّ في كلّ جرائمه ويشاركه قتل المدنيين العزّل والأطفال الفلسطينيين، أن يقدّم له أيضًا الدعم المالي والسياسي والإعلامي بشكل مستمر، وأن يعارض وقف الحرب في غزّة.
ومن البديهي أن تعارض الولايات المتحدة الأميركية فكرة قيام دولة فلسطينية وهي ولايات نشأت على أشلاء ودماء مدنيين عزّل.
كما أن الأميركيين لديهم تاريخهم الإجرامي الأسود تجاه مختلف الشعوب، ليس فقط في العالم الإسلامي، بل وفي البلدان الأخرى، ومعروفٌ ما فعلوه حتّى في أميركا نفسها، وهم الذين أبادوا عشرات الملايين من السكان الأصليين فيها، ممن كان يطلق عليهم الهنود الحمر، وما فعلوه في فيتنام، وكذلك في اليابان، وليس بعيدًا من ذلك ما جرى في أفغانستان والعراق وسوريا وبلدان كثيرة غيرها من العالم.

وعلى المقلب الصهيوني، انتقد وزير خارجية العدو، يسرائيل كاتس القرار، ووصفه بـ"السخيف" وبمثابة "جائزة لحركة حماس"، مضيفًا أنّ "القرار "السخيف" الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة يبرز "التحيّز الهيكلي" للأمم المتحدة"، وفق تعبيره.

وكان مندوب كيان الاحتلال في الأمم المتحدة جلعاد أردان قال في وقت سابق "إنّ اجتماع الجمعية العامة للتصويت على قرار يمنح السلطة الفلسطينية حقوق دولة عضو "انتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة"، على حدّ زعمه، وقام بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة من على منبرها مستخدمًا آلة تمزيق الورق.

للوقوف على دلالات هذا القرار ورفضه من قِبل كيان العدوّ ومن خلفه أميركا، تحدّثنا أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية، الدكتورة ليلى نقولا، التي أوضحت لموقع العهد الإخباري أنّه "بعد تصويت الجمعية العامة طلبت توصية إيجابية من مجلس الأمن حول قبول دولة فلسطين كعضو في الأمم المتحدة، إلّا أنّ التوصية لم تصدر بسبب الفيتو الأميركي الذي جاء بمثابة حشد للعدوّ الصهيوني لكنه أظهر أنّ الولايات المتحدة معنويًا معزولة عن العالم، حيث عجزت أن تمنع الدول عن التصويت على أحقية فلسطين بأن تكون دولة مستقلة وعضوًا في الأمم المتحدة".

الدكتورة نقولا أشارت إلى أنّ هناك 16 دولة أوروبية من "حلفاء" الولايات المتحدة الأميركية وافقت على هذا القرار فضلًا عن اعتراف العديد من الدول (نحو 143 دولة) تعترف بالدولة الفلسطينية إلّا أنّ استخدام الفيتو الأميركي يعرقل هذا الأمر".

رفض صهيوني للقرار

وعن تمزيق مندوب كيان الاحتلال في الأمم المتحدة، جلعاد أردان، ميثاق الأمم المتحدة من على منبرها، لفتت نقولا إلى أنّ "الإسرائيليين" يؤمنون بـ"دولة إسرائيل الكبرى" وأنّ كل الأراضي الفلسطينية لهم وأكثرهم يؤمنون بقيام "دولة" لهم من النيل إلى الفرات، لهذا تعتبر ردّة فعلهم بحسب اعتقادهم طبيعية.

وبحسب الدكتورة نقولا "ما زال "الإسرائيليون" يعتقدون بفكرة رئيس الوزراء السابق إسحاق شامير بأنّه يمكن للشعوب أن تحكم ذاتها تحت وصاية صهيونية وضمن السيادة "الإسرائيلية" على هذه الأراضي، لذلك يرفض "الإسرائيلي" "حلّ الدولتين"، فنتنياهو اليوم يفاخر بأنّه منع قيام دولة فلسطينية ويستمرّ بقضم أراضي الضفة الغربية، ويصرّ على إعادة احتلال غزّة والسيطرة عليها كما أنّ اليمين المتطرف والليكود يؤمنان اليوم بضرورة اجتياح لبنان لتحقيق "دولتهم المعهودة"".

وترى أستاذة العلاقات الدوليّة أنّ العدو يُستنزف وأنّ معركة رفح ليست بالأمر السهل، كما أنها ستطول كما يحدث الآن في غزّة لأنها معركة متشعّبة ولأنّ المقاومة الفلسطينية قادرة على المواجهة والصمود، وهناك قلق عارم من اليوم التالي لدى كيان العدوّ، كما إنّ دخول "الإسرائيلي" إلى لبنان مستبعد خشية من الخسائر الكبرى التي سيتكبدها العدوّ، وهو على دراية تامة بخطورة هذا الدخول وما سيترتب عليه من هزائم فادحة.

مجلس الامن

إقرأ المزيد في: خاص العهد