تونس: مشاركة إيرانية مميزة في الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمسرح

في عرض مؤثر أبهر الحضور، قدمت فرقة مسرح كربلاء الإيرانية مسرحية "أم البنين" خلال الأمسية الختامية للدورة الرابعة للمهرجان الدولي للمسرح في قبلي جنوب البلاد التونسية، تحت إشراف المخرج الشهير أحمد المطيري، وتناولت المسرحية ببراعة استشهاد الإمام الحسين(ع).

"أم البنين" هو عمل يتجاوز الزمان والمكان ليغمر المشاهدين ويأخذهم إلى عوالم أخرى والى أعماق التفاني والتضحية. تستكشف المسرحية القصائد الجنائزية المكتوبة تكريمًا للإمام الحسين بن علي سبط النبيّ محمد (ص)، وتسلط الضوء على ملحمة كربلاء.

وقد حوّل أحمد المطيري الألم والحداد إلى تعبير فني قوي، وأعاد الممثلون، بأداء مشحون بالعاطفة، الحياة إلى الأبيات الشعرية.

ويؤكد المستشار الثقافي الإيراني هادي أجيلي في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن هذه المشاركة الإيرانية تأتي في إطار تعميق العلاقات الثقافية والحضارية بين تونس والجمهورية الإسلامية. وقال إن الثقافة هي جسر رحب للتقارب بين شتّى الحضارات والدول. وأكد أن العلاقات بين إيران وتونس قديمة وليست وليدة العهد وتساهم الثقافة في مزيد من تبيان الجذور المشتركة تاريخيًّا وثقافيًّا ودينيًّا وحضاريًّا.

وتميّز المهرجان الذي أقيم بعروض مسرحية مؤثرة من أنحاء العالم. وقد أدى هذا المهرجان الفريد إلى تنشيط المنطقة المتضررة من التصحر من خلال تقديم مشهد مسرحي جديد وتشجيع الحركة الثقافية.

وتكمن أصالة هذا المهرجان في نقل العروض المسرحية من الأماكن المغلقة إلى الصحراء الشاسعة، باستخدام الرمال والكثبان كمنصة طبيعية للعروض.
وكانت فلسطين ضيف الشرف، حيث سُلط الضوء على تاريخها وصمودها من خلال العروض المسرحية المؤثرة. مسرحية "الحدث" (بعيني نكبة 1948) للفنان الفلسطيني البارز غنام غنام، أسرت الجمهور، واستحضرت عمق الخسارة وقوة الإيمان.

واجتمع فنانون من جميع أنحاء العالم لتقديم العروض والمشاركة في ورش العمل وتبادل المعرفة، مما ساهم في إثراء التجربة الثقافية لجميع المشاركين.

عززت هذه الدورة الرابعة الالتزام بالتنوع الثقافي والحفاظ على البيئة. فالمسرح، في قلب الصحراء، يوحّد المشاهدين في تجربة مشتركة من التأمل والعاطفة، ويذكرنا بأن الفن يتجاوز الحدود ويوحد الناس.

فنون

إقرأ المزيد في: منوعات ومجتمع