معركة أولي البأس

خاص العهد

حرية الصحافة في يومها العالمي.. احتفاليّة بالصوت والصورة على خط النار
03/05/2024

حرية الصحافة في يومها العالمي.. احتفاليّة بالصوت والصورة على خط النار

في يومها العالمي.. حرية الصحافة مقيّدة أكثر من أيّ وقت مضى.. لعل الحدث الأبرز الذي شغل الصحافة العالمية هذا العام كان الإبادة الجماعية في غزّة، حيث عملت "السلطة الرابعة" وسط ميدان الحرب، وكانت العين الصحافية التي تشع شعاع الخبر، فتحولت كل زاوية في غزة إلى ساحة عمل لهم لنقل إجرام العدو إلى العالم، وباتت بعد مضي سبعة أشهر قضيتهم عالميّة، فحققوا ما لم تحققه حكومات، بعدما أثروا في الرأي العام العالمي، وغدا شعاع ما نقلوه مشعلًا حمله كل حر في أصقاع العالم غربًا وشرقًا.

هؤلاء، جاهدوا على غرار المجاهدين. تعرضوا لكل أنواع التعذيب من العدو الصهيوني الغاشم. عمدوا إلى تدشين مواقع لنقل مجازر هذا العدو في كل ناحية من غزة. أصرّوا على المرابطة بالرغم من استهداف القوات الصهيونية لغالبية المؤسسات الإعلامية، وقصف مقارها، أو سيارات البث التابعة لها، فكانوا الصَّوت الهادر لنبض الشعب الفلسطيني المدافع عن حقوقه وثوابته الوطنية، فكلّ فردٍ منهم بات جبلًا من الصَّبر والتضحية والتفاني في نقل الصوت والصورة الحقيقية، وفي فضح جرائم العدو الصهيوني وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضدّ المدنيين العزَّل.

واليوم، بعد مرور أكثر من ستة أشهر على الحرب في غزة، يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" حربه العدوانية ضدّ الصحفيين والإعلاميين ووسائل الإعلام، بالاستهداف المباشر والمتعمَّد، عبر القتل والاعتقال والملاحقة والتضييق؛ حيث ارتقى 146 شهيدًا من الإعلاميين والصحفيين في فلسطين، ولا يزال المئات في سجون العدو ومراكز الاعتقال، يتعرّضون لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب.

في ظل هذا المشهد، وفي اليوم العالمي لحرية الصحافة، كان لا بد من قراءة عامة لمختلف التطورات المرتبطة بهذا الموضوع، لذلك استصرح موقع العهد نقيب محرّري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي الذي بدأ حديثه بمقاربة دور الصحافة في الغرب تجاه ما حدث في غزة، معتبرًا أنّ الإعلام الغربي حاول تزييف الوقائع وتحوير الحقائق من خلال إعطاء صورة مغايرة حاول فيها إظهار العدوّ الصهيوني بصورة المظلوم والضحية والمقاومة الفلسطينية بصورة الظالم، فعمد إلى التلاعب بالصور وخطف الأنظار عن القضية الأساس وهي حقّ الشعب الفلسطيني بحياة كريمة ونبيلة على أرضه المغتصبة فلسطين، ما أثبت بالدليل القاطع حجم تغلغل اللوبي الصهيوني في المؤسسات الإعلامية العالمية والصحافة الغربية والأوروبية، وأضاف "إلاّ أن بعض الصحافيين والإعلاميين من غربيين وفلسطينيين وعرب التزموا الحقيقة والموضوعية والقضايا المُحقّة، وحاولوا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي بالصورة والصوت أن يبرّزوا الحقائق ويظهروا حجم الكارثة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في غزّة من جرائم ومجازر وإبادة جماعية لم يسلم منها لا بشر ولا حجر".

حرية الصحافة في يومها العالمي.. احتفاليّة بالصوت والصورة على خط النار

وعن دور الصحافة العربية، أشار النقيب القصيفي إلى أنّ دور بعض وسائل الإعلام العربية كان دون المتوخى، وكان ينتظر منها أداء أفضل من الذي قدّمته، في المقابل هناك وسائل إعلامية أدّت رسالتها وقامت بما يجب أن تقوم به لنقل الواقع بموضوعية ملتزمة المعايير الصحافية، وقد ارتقى عدد من الصحافيين شهداء في فلسطين ولبنان"، وأضاف "لا مجال للإنكار بأن العدوّ "الإسرائيلي" ارتكب جرائم موصوفة بحق الصحافيين والطواقم الإعلامية في قطاع غزّة لمنعهم من نقل وقائع الإبادة التي يقوم بها ضدّ الشعب الفلسطيني في هذا القطاع، كما توسّعت مجازر هذا العدوّ لتطال الجنوب ببشره وحجره، وقد دفع الصحافيون والإعلاميون في لبنان ثمنًا غاليًا بارتقاء ثلاثة إعلاميين شهداء، وإصابة آخرين بإصابات بليغة، وكلّ ذلك وسط صمت عالمي مريب ومعيب". 

وتابع "إن بعض الوسائل الإعلامية الدولية والعربية امتنعت عن نقل كامل المشهد وتعمّدت عدم توصيف الشهداء بالشهداء أو الضحايا، واكتفت بكلمة "القتلى"، والمؤسف أن نجد أن بعض الإعلام العربي كان قاصرًا عن الإحاطة بكلّ هذه الحرب المدمرة الشاملة غير الإنسانية، كذلك فإن بعض وكالات الأنباء الدولية ووسائل إعلامية أخرى اتخذت إجراءات عقابية في حق صحافيين وإعلاميين فيها نشروا تغريدات أو تعليقات لهم تدين المجازر المرتكبة في حق الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين في غزّة، أو استخدامهم كلمة ضحية او ضحايا بدلًا من كلمة "قتيل" أو "قتلى". ولكن ذلك لم يمنع من حصول تحقيقات لدى عدد من الوكالات المشار إليها أفضت إلى إدانة "إسرائيل" وتجريمها".  

ولدى سؤاله عن دور الإعلام اللبناني، قال النقيب القصيفي إنّ "هناك قدرًا كبيرًا من الحرية في لبنان تخطّت في بعض الأحيان الحدود المسموح بها. ولكن وبصرف النظر عن القراءات المتباينة والآراء حول حرب غزّة وكيفية التعامل معها لبنانيًا، فإن الأداء الاعلامي، وإن كان متفاوتًا بين وسيلة وأخرى بحسب الانتماء السياسي، كان مقبولًا وجيدًا على وجه الإجمال، وشغلت جرائم الإبادة "الإسرائيلية" في غزّة حيزًا واسعًا من اهتمامات الإعلام اللبناني". 

ودعا النقيب القصيفي وسائل الإعلام والصحافيين إلى تغليب المصلحة الوطنية ومراقبة الأوضاع عن كثب، وأن يكونوا موضوعيين، آملًا أن يثبتوا في مواجهة التحديات التي يمرّ بها لبنان لا سيما في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة لأنّ العدوّ لا يستهدف فئة أو منطقة معيّنة بل يستهدف كلّ اللبنانيين وسيادة الوطن.

الصحافةاليوم العالمي لحرية الصحافة

إقرأ المزيد في: خاص العهد

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة