خاص العهد
الجماعة الإسلامية لـ"العهد": ثمن الدماء وحدتنا في مواجهة العدو
يواصل العدو الصهيوني انتهاكاته واغتيالاته في الأراضي اللبنانية في محاولة بائسة لمواجهة جبهة إسناد قطاع غزة والدفاع عن لبنان التي تؤلم الاحتلال كثيرًا.
الاغتيال الأخير الذي نفّذه العدو، الجمعة 26 نيسان/أبريل 2024، كان بحق مجاهدَي الجماعة الإسلامية في لبنان، وجناحها العسكري قوات الفجر، مصعب سعيد خلف وبلال محمد خلف، اللذيْن ارتقيا شهيديْن في البقاع الغربي، في تضحية أخرى نصرة لفلسطين وغزة ودفاعًا عن أرض لبنان.
في هذا السياق، علّق رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان علي أبو ياسين، عبر موقع "العهد" الإخباري، على اغتيال الشهيديْن مصعب وبلال خلف، مشدّدًا على أنّ هذا "الاغتيال يأتي ضمن التضحيات والفاتورة التي يقدّمها الشعب اللبناني دفاعًا عن أرضه وحدوده وإسنادًا لأهلنا وإخواننا في فلسطين المحتلة وقطاع غزة تحديدًا، وهو ليس الاغتيال الأول، ومن الواضح أنه لن يكون الاغتيال الأخير".
وقال: "لبنان يُقدم خُلّص وخيرة شبابه منذ 8 تشرين الأول في سبيل هذه القضية وهذا الطريق والمسار. لذلك المعركة مع العدو لها أثمان ومن قرّر أن يدخُل للمعركة ضد العدو كان يُدرك أنّ الأثمان باهظة وهي أثمان دماء طاهرة وزكيّة ودماء خيرة شبابنا، لكنّ عزاءنا الوحيد أننا نسأل الله أن يتقبّلهم شهداء وأن يكونوا رفقاء النبي محمد (ص) في الجنة، وأيضًا عزاؤنا أنّ هذا المسار هو مسار خلاص البشرية وفلسطين والمقدسات من العدو المتغطرس المجرم المحتل القاتل الساديّ. فمهما أتينا بمصطلحات وكلمات فهي لا تحيط بمساوئ العدو وجرائمه وعلى رأسه المجرم بنيامين نتانياهو".
وأشار أبو ياسين إلى أنّه "من الواضح تمامًا أنّ العدو "الإسرائيلي" يستبيح فضاء لبنان بطائراته ومسيَّراته واغتيالاته ويستبيح الأراضي اللبنانية"، وقال: "عتبي كبير على القيادات اللبنانية التي لم يخرج منها حتى استنكار واحد، حول كيف يكون للشاباك والموساد أو الأجهزة الأمنية المرتطبة به أو بعض العملاء المرتبطين بالعدو، أن يستبيحوا لبنان ويخطفوا وينتهكوا ويرسلوا المعلومات. لبنان بحاجة لتحصين، وواضح أنّ المعركة مع العدو ليست فقط معركة عسكريّة بل معركة أمنية بامتياز. هناك احتياطات كثيرة وكل العاملين في حقل المقاومة ويقاومون العدو الإسرائيلي لديهم احتياطات عالية جدًا والكثير من الحذر، لكن العدو يمتلك تقنيات وقدرات، وهذا واقع واضح، لكن في هذه المعركة مع العدو، فأحيانًا كثيرة لا يحقّق أهدافه وأحيانًا يحققها، وهذه فاتورة المعركة".
نتائج جبهة الإسناد عظيمة ومُبهرة
وعن نتائج وآثار المشاركة في معركة الإسناد، أكّد رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية لـ"العهد" أنّ "ما قام به لبنان وقوى المقاومة فيه حتمًا نتائجه عظيمة ومُبهرة"، مشيرًا الى عملية استنزاف العدو في جبهته الشمالية وتخفيف الضغط عن قطاع غزة وأيضًا عن الضفة الغربية، وتابع "لبنان ذهب الى أرقى درجات الإسناد، فلم يكتفِ بالكلمة والتظاهرات والمال، ودعم بالشهداء والأرواح... الدور اللبناني رائدٌ ومثلٌ يُحتذى به، ونحن نتابع ونلتقي ونسمع القيادات الفلسطينية وقيادات القسام كيف تُشيد بما يقوم به اللبنانيون".
التسنيق في مواجهة العدو واجب وضروري ومجدٍ
وحول تنسيق الجماعة الإسلامية مع فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان وحزب الله، أكد أبو ياسين "التنسيق في جبهة موحّدة ضد العدو الإسرائيلي الذي يستخدم كل ما يمتلك من قدرات وأسلحة في هذه المعركة، فمن أبجديات المواجهة لا بد أن يكون هناك تنسيق واتفاق على العمليات حتى لا يُحقق العدو أهدافه وهو يتقن اللعب على عدم التنسيق وعلى التناقضات التي تُدفّع العاملين في الحقل المقاوم والحقل الجهادي ثمنًا كبيرًا".
وأضاف: "أرى التنسيق واجبًا اليوم وهو يتمّ، كما أراه فعالًا ومُجديًا وضروريًا، لأن العدو يُنسّق مع قوى تدعمه بالسلاح والمال والمعلومات وبكل التقنيات العالية، فأبسط شيء أن يكون هناك تنسيق في مواجهة هذا العدو ويجب أن يزداد وترتفع وتيرته".
الشارع السني في قلب المواجهة مع العدو
وردًا على سؤال حول الأجواء في الشارع السني حيال المُشاركة في الجبهة، أجاب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في حديثه لـ"العهد": "نحن عانينا لسنواتٍ طويلة من مواجهة تمدّد الفتنة السنيّة الشيعيّة على مستوى المنطقة ولبنان تحديدًا، ونحن كجماعة إسلامية دفعنا ثمنًا باهظًا في السياسة لأن قرارنا منذ اللحظة الأولى كان أنّه يجب لهذه الفتنة أن توأد في أرضها وأن لا تتمدّد وكان هذا القرار خيارًا استراتيجيًا ونعتبر خيار الوحدة هو الخيار المجدي لأن العدو يستفيد من الفتن والتناقضات".
وعليه، أكّد أبو ياسين أنّه "حين أخذنا القرار بالمشاركة في جبهة الجنوب، فواحد من أهداف المشاركة كان وأد هذه الفتنة. اليوم حين يختلط الدم العكّاري بالدم الجنوبي وبالدم البقاعي وبدم جبل لبنان، فأنت تعطي بالدليل القاطع والبرهان القاطع أنّ دماء اللبنانيين هي دماء واحدة ومصيرهم ومستقبلهم واحد، وبالتالي الرهان على فتنة سنيّة شيعيّة ولبنانيّة لبنانيّة خسر وأصبح في خبر كان ولن يبصر النور بعد الآن، ولو كانت هناك محاولات فستبوء بالفشل"، مشددًا على أنّ "ثمن الدماء الزكية والطاهرة وحدة اللبنانيين في مواجهة هذا العدو".
وتابع "تاريخ ووجدان الشارع السني أنه في قلب المواجهة مع العدو الإسرائيلي. قد يكون هناك محاولات حصلت لحرف هذا الشارع عن مساره وهذه المحاولات لا تخدم إلّا العدو الصهيوني، لكن اليوم يمكن القول إنّ هذا الشارع في معظمه وغالبيته ووجدانه ومشايخه ومثقفيه وأصحاب الوعي الذين يعرفون مآلات الأمور مكانه في مواجهة العدو، وبقاء هذا العدو ليس في مصلحة المنطقة".
ولفت رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية إلى أنّ "كل الأثمان التي دُفعت في المنطقة هي بسبب وجود هذا الكيان، ومن المستغرب جدًا أن يخرج صوت في المنطقة، وليس فقط في لبنان، يقول بإمكانية إقامة معاهدات أو تطبيع أو سلام مع العدو "الإسرائيلي"، فاليوم واضح أن هدفه (العدو) القضاء على القضية الفلسطينية وتقويضها وقالها وزراء العدو إنّ لا مكان للشعب الفلسطيني على أرض فلسطين، وبالتالي أطماعهم ليست فقط في فلسطين بل تتجاوز الحدود الفلسطينية إلى الفرات وإلى النيل، ولبنان جزء من الأطماع"، وختم أنّ "الوعي يجب أن يكون وطنيًا وعابرًا للطوائف بشأن مخاطر هذا العدو".