خاص العهد
200 يوم على طوفان الأقصى.. كيان العدو غارق بالفشل والهزائم
مئتا يوم على انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر ولم يستطع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" حتى الآن تحقيق أي من أهدافه المعلنة، الأمر الذي يظهر قدرة المقاومة على مجابهة العدو، ويعكس فشل القيادة الصهيونية في إدارة هذه الحرب. مئتا يومٍ وما زالت الصواريخ تستهدف مستوطنات الغلاف من شمال غزة الذي زعم الاحتلال أنَّه سيطر عليه، إضافةً إلى أنَّ كلَّ عملياته العسكرية داخل القطاع تعود عليه بالخيبة، ويعود أصحاب الأرض ليبسطوا سيطرتهم عليها، ما يشير إلى وجود مشكلة إستراتيجية وعملياتية كبيرة داخل جيش العدو الذي أغرقته رمال غزة.
ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي أكَّد في حديث لموقع العهد الإخباري أنَّ "العدو الصهيوني اعتمد في الماضي على الحرب الخاطفة، لكنه لم يتمكن من تحمل خسائر كبيرة، ولا يمكنه تحمل الضغط الاقتصادي الذي يفرضه الصراع على المجتمع "الإسرائيلي"".
وأضاف أنَّ هذا الأمر يعكس عدم قدرة "الجيش الإسرائيلي" على تحقيق أهدافه في الحرب وعدم كفاءته في التخطيط والتنفيذ، مما يشير إلى ضرورة إعادة النظر في جدوى العملية العسكرية لـ"إسرائيل".
وشدد عبد الهادي على أنَّ المقاومة الفلسطينية نجحت في إدارة معركتها الدفاعية بنجاح، ونجحت في تحقيق أهدافها وتوظيف إمكانياتها بشكل فعَّال، مما يؤكد على قدراتها العسكرية القوية والبدنية، مشيرًا إلى أنَّه بينما قامت المقاومة بتحقيق إنجازات عديدة، فإن جيش العدو لم يتمكن حتى الآن من تحقيق أهدافه الرئيسية.
واعتبر أنَّ هناك تغييرًا واضحًا في الوعي العالمي بعد الحرب على غزة، وأنَّ هناك انتقادات حادة للسياسة "الإسرائيلية"، وهو ما يشير إلى ضرورة إعادة النظر في الإستراتيجية "الإسرائيلية"، وضرورة التوجه نحو حل النزاع عبر المفاوضات بطرق سلمية لضمان الاستقرار في المنطقة.
وأشار عبد الهادي في حديثه لـ"العهد" إلى أنَّ العدو الصهيوني دفع ثمنًا باهظًا على كافة الأصعدة، خاصة بعد الرد الإيراني في عملية الوعد الصادق في 14 نيسان/أبريل الجاري سواء عسكريًا، لوجستيًا، أو اقتصاديًا. مبينًا أنَّ الخسائر "الإسرائيلية" تراكمت، مما زاد من الضغوط على المالية العامة والاقتصاد.
وسّعت الحكومة "الإسرائيلية"، بحسب عبد الهادي، إطار الموازنة العامة لتبلغ قيمتها 584.1 مليار "شيكل" تقريبًا، عبر إضافة 100 مليار "شيكل" لتغطية تكاليف الحرب. وتابع: "ارتفعت ميزانية الدفاع بنسبة 24%، وبلغت 117 مليار "شيكل" في عام 2023. وبالمقارنة، بلغت نفقات خزينة الدولة في الربع الأول من العام الحالي 147 مليار "شيكل"، مما زاد العجز المتراكم".
أما عن الخسائر المادية، فقال ممثل حماس في لبنان: "بلغ عدد القتلى الصهاينة 1493، بينهم 605 من الجنود و814 من المستوطنين، إضافة إلى 257 محتجزًا لدى المقاومة. واستقبلت شعبة التأهيل في وزارة الحرب 7209 جرحى، معظمهم من جنود الاحتياط، مما أدى إلى زيادة الضغط على النظام الصحي والخدمات الاجتماعية.
أما على صعيد الجبهة الداخلية، فقال محدّثنا: "جرى إجلاء مئات الآلاف من المستوطنيين من المناطق المتأثرة، ما كبد الحكومة تكاليف كبيرة، تتجاوز المليارات. وتعاني المستوطنات المجاورة لغزة من خسائر تقدر بمليارات الشواكل بسبب الأضرار في الممتلكات والبنى التحتية".
وفي الختام، لفت عبد الهادي إلى أنَّ "تكلفة الحرب على "إسرائيل" تتزايد بمرور الأيام، مما يضعف الوضع الاقتصادي والمالي للبلاد، ويزيد من الضغوط على الحكومة لإيجاد حلول لهذه التحديات المتزايدة، خاصة في ظل التساؤلات المتصاعدة داخل الشارع "الإسرائيلي" حول فشل الاحتلال في تحقيق أهدافه بعد 200 يوم من الحرب و تزايد الغضب بين عائلات الأسرى الصهاينة بسبب عدم قدرة الحكومة على إعادة أبنائهم".