معركة أولي البأس

خاص العهد

مُسيَّرات العدو سقطت.. التفوق الجوي إلى يد المقاومة
22/04/2024

مُسيَّرات العدو سقطت.. التفوق الجوي إلى يد المقاومة

أثار إسقاط المقاومة الإسلامية للطائرات المُسيّرة الصهيونية، والتي كان آخرها مُسيّرتا "هرمز 900" و"هرمز 450" التجسسيتان أثناء تحليقهما في الأجواء اللبنانية، مخاوف العدو وقلقه حول حقيقة تفوُّقه العسكري الجوي لا سيِّما أنَّه يعتمد في ذلك على هذا النوع المتطور بشكل أساسي في اعتداءاته سواء في جنوب لبنان أو في قطاع غزة.

العميد جابر: حزب الله يحتفظ بكثير من الأسلحة ويوفرها لـ"المعركة الكبرى"
تعليقات إعلام العدو الصهيوني على إسقاط هذا النوع من المُسيرات كشفت أكثر أهميته بالنسبة للعدو، حيث يقول المحلل العسكري لموقع "والا" العبري أمير بوخبوط: "إذا فقدنا التفوق الجوي في الأجواء اللبنانية فإن ذلك سيضرّ بشكل كبير بقدرات الجيش (الصهيوني) على جمع المعلومات الاستخبارية.. نحن أمام مشكلة كبيرة، وهذا مؤشر على أنَّ حزب الله قادر على الإيذاء والقتل".

يعلّق العميد المتقاعد في الجيش اللبناني هشام جابر على الحدث في سياق حديث لموقع العهد الإخباري بالقول: "إن إسقاط حزب الله المسيرات الصهيونية الأكثر تطورًا مسألة بالغة الأهمية عسكريًا خاصة عندما نتحدث عن المسيرة "هرمز- 900" أو هرمز - 450" كون هذا النوع من المُسيّرات كما بات معروفًا يستخدم في الاستكشاف والاستخبارات والمراقبة وجمع المعلومات والاتصالات وإدارة المعركة وقصف أهداف ثابتة ومتحركة وكذلك اغتيال أشخاص".

ويرى العميد جابر أنَّ لجوء العدو الصهيوني في كل مرة يسقط له طائرة من هذا النوع إلى شن غارات جوية على حطامها، مؤشر إلى أهمية هذا النوع من الطائرات بالنسبة إليه، مشيرًا إلى أنَّ العدو يلجأ إلى تدمير بقايا الطائرة وأجهزتها في محاولة لمنع حزب الله من التعرف أكثر على هذه المُسيرات وقدراتها وأسرارها، ما يشير بالتالي إلى الأهمية الإستراتيجية لهذه المُسيرات بالنسبة للعدو الصهيوني الذي لم يتمكن من معرفة قدرات حزب الله وما يملكه من أنواع الأسلحة رغم العمليات الاستفزازية التي يلجأ إليها بين الحين والآخر.

كما يقول العميد جابر إن حزب الله لم يكشف من سلاحه إلا المقدار اليسير أو ما يحتاجه في المعركة، أو وفقًا لما يناسب المعركة، وهو بحسب تقديره لن يكشف عن قدراته العسكرية كاملة إلا في ساعة الضرورة والوقت المناسب.

ويرى العميد جابر أنَّ حزب الله يتدرج في استخدام أنواع الصواريخ بدءًا من الغراد والكورنيت والموجه ومن ثم "بركان" و"فلق" وأخيرًا صاروخ "ألماس" الذي استخدمه لأول مرة قبل أيام في استهداف مركز التجسس القيادي الصهيوني في عرب العرامشة، لافتًا إلى أنَّ حزب الله يمتلك بحسب معلومات العدو أكثر من 150 ألف صاروخ مختلفة الأنواع منها 10 آلاف صاروخ دقيق.

يطلق العميد جابر على العصر الحالي تسمية "عصر المُسيَّرات"، لافتًا إلى تطور هذا السلاح خلال السنوات الخمس الأخيرة والتركيز عليه باختلاف أنواعه المتعددة، الاستطلاعي والهجومي ومهامه المتنوعة وأحجامه المختلفة.

ويلفت العميد جابر إلى أنَّ العديد من الدول بات يعتمد بشكل أساسي على المُسيَّرات بلا طيار سواء منها الخاص بالاستكشاف أو بجمع المعلومات أو الهجومي، مشيرًا إلى أنَّ روسيا الدولة الثانية في العالم عسكريًا اضطرت لشراء المُسيَّرات من إيران قبل أن تعمد إلى تصنيعها.

ويقول العميد جابر إنَّ مسيرات "هرمز 900" و هرمز 450" تُعد جزءًا أساسيًا في التفوق العسكري للعدو الصهيوني وهو يعتمد بشكل خاص على سلاح الجو في تفوقه هذا، وبالتالي فإن إسقاط حزب الله لعدد من المُسيَّرات الصهيونية الحديثة والمتطورة مثل "هرمز – 900" و"هرمز – 450"، يعني فقدان العدو لتفوُّقه العسكري الجوي في مقابل حزب الله.

بحسب تقديرات العميد جابر، فإن حزب الله يحتفظ بكثير من الأسلحة ويوفرها لـ"المعركة الكبرى"، ومن هذا المنطلق يعتقد أنَّ حزب الله ليس مضطرًا عسكريًا لكشف أوارق قوته وليس مضطرًا كلَّما طلعت طائرة للعدو أن يتعامل معها بالصواريخ.

ويضيف: "رغم أن سلاح المُسيّرات قديم فإنَّه برز بشكل فعَّال خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتطوَّر على اختلافه الاستطلاعي والهجومي وإلى أنواعه المُتعددة وأحجامه المختلفة، وبات الكثير من الدول يلجأ إليه".

ويتابع: "إن تحييد حزب الله لسلاح الجوي "الإسرائيلي" يسحب التفوق من يد العدو وينقله إلى يد المقاومة".

العميد إبراهيم: العدو بات يحسب حسابًا لقدرة المقاومة

بدوره، يؤكد العميد الركن الطيار المتقاعد خليل إبراهيم أهمية الإنجاز الذي حققته المقاومة الإسلامية بإسقاط هذا النوع من المسيرات المتطورة نظرًا لما تمثله للعدو الصهيوني في سياق سلاحه الجوي الذي يحاول أن يحافظ على تفوقه في أي معركة أو حرب.

ويوضح العميد إبراهيم في حديث لموقع العهد الإخباري أن المُسيرة "هرمز – 900" هي من أهم المسيرات الحربية، فهي مجهزة بمختلف أجهزة التجسس والاستكشاف والمراقبة والإدارة والتحكم، والاستهداف.

ويعتبر أن أهمية الطيران المُسير تكمن في تميُّزه عن الطيران الحربي بقدرته على تحديد أهداف دقيقة بكلفة زهيدة وعدم وجود طيار بداخله، حيث يشغله شخصان داخل كابين على الأرض كأنهما داخل الطائرة، علمًا أنَّ هذه المُسيَّرة مسلَّحة ومجهزة أيضًا بصواريخ دقيقة جدًا وكاميرات حرارية وغير حرارية وتنفيذ مهام نهارية وليلية.

يشير العميد إبراهيم إلى أنَّ العدو يعتمد على هذا النوع من المسيرات بشكل أساسي في عمليات الاغتيال أو ضرب أهداف غير محصنة مثل؛ منزل أو شقة في مبنى أو سيارة.

ويلفت إلى أنَّ هذه المُسيَّرات هي بمنأى عن المضادات الأرضية، إذ إن طائرة "هرمز 900" تستطيع التحليق على ارتفاعات تصل إلى 30 ألف قدم ويمكنها البقاء في الجو نحو 36 ساعة متواصلة، وهي تعتبر ثاني أكبر طائرة استطلاع بدون طيار وثاني أهم طائرة بعد طائرة "إيتان" في سلاح الجو الصهيوني. أما "هرمز 450" فهي قادرة على التحليق على ارتفاع يتجاوز 18 ألف قدم، ولمدة 18 ساعة متواصلة.

ويعتبر العميد إبراهيم أنَّ إسقاط المقاومة لهذه الطائرة يكشف عن سلاح نوعي أرض – جو صاروخي وليس من نوع المدافع الرشاشة، وأن أهمية عملية المقاومة تكمن في أنها حجّمت الحرية التي كان يتمتع بها الطيران المُسيَّر الصهيوني وفرضت عليه قيودًا في التحليق والعمل، وبات يحسب حسابًا لقدرة المقاومة وامتلاكها لسلاح مضاد للطائرات قادر على إسقاط هذه الطائرة، "ومن يمكنه أن يسقط هذه الطائرة قادر على إسقاط غيرها".

يعتقد العميد إبراهيم أنَّ لجوء العدو إلى قصف حطام الطائرة بعد إسقاطها، محاولة لمنع حزب الله من الحصول على تجهيزاتها الإلكترونية وما تختزنه من معلومات ومن أجهزة أخرى مزودة بها، وذلك خشية أن يتمكن حزب الله من اكتشاف جهاز التحكم بها بما يمكنه من السيطرة عليها إلكترونيًا.

إقرأ المزيد في: خاص العهد