خاص العهد
نبل والزهراء تدفعان مجددًا ضريبة الإرهاب التكفيري
يستمر مسلسل استهداف المجموعات الإرهابية لمدينتي نبل والزهراء، في ريف حلب الشمالي، حيث تتواجد المجموعات، والتي دأبت على ترويع المدنيين من خلال المسيّرات والصليات الصاروخية التي توقع الشهداء والجرحى بين مدة وأخرى، الأمر الذي دفع الجيش السوري إلى تكثيف استهدافاته لهذه المجموعات المسلحة هناك بغية الحدّ من قدرتها على استهداف المناطق الآمنة.
التوقيت اللئيم
الاعتداء الإرهابي الآثم أسفر عن سقوط عدد من الإصابات، بينهم أطفال، في أثناء عودتهم من المدارس، الأمر الذي بدا أنه مدبر ومقصود من المجموعات التكفيرية المتواجدة في دارة عزة غربي حلب، والتي اختارت تلك اللحظة بعناية شديدة على ما يقول الأهالي هناك. وخلف القصف أضرارًا في المنازل السكنية والممتلكات الخاصة والعامة التي أكّد أصحابها أنّ ذلك ينطوي على فعل حقود، كما يدل على إجرام وهمجية هذه التنظيمات الإرهابية المسلحة الموالية لتركيا.
الدكتور زهير اسماعيل، من أطباء مشفى بلدة الزهراء، أكد في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أن عدة إصابات من الأطفال قد وردت إلى مشفى الزهراء الميداني بينهم إصابة متوسطة وأخرى طفيفة عملت طواقم الإسعاف على التعامل معها بالشكل المناسب. وأضاف الدكتور زهير أن: "مشفى الزهراء في حال استنفار دائم منذ أن عكفت المجموعات الإرهابية على استهداف البلدتين؛ سيما وأنها تختار توقيت الاكتظاظ ووقت خروج الطلاب من مدارسهم بغية إيقاع أكبر عدد من الشهداء والجرحى".
الطفلة بتول أشارت، في حديثها لموقعنا، إلى أنها وعقب خروجها من المدرسة ولحظة وصولها إلى البيت للقاء أهلها سمعت دوي انفجار كبير أفقدها الوعي قبل أن تستيقظ في المشفى لاحقًا. وسألت بتول عن السبب الذي يجعل هؤلاء المجرمون يعاقبون أطفالًا لا يريدون شيئًا من الحياة سوى أن يتعلموا ويكبروا بسلام ؟
"عليّ" طفل مصاب نتيجة الاعتداء؛ أشار إلى أن صوت الانفجار كان قويًا وجعله يقفز من مكانه ويسقط على الأرض الصلبة قبل أن يصرخ، وهو يستنجد بوالده الذي هرع إليه وحمله مباشرة إلى المشفى.
السيدة رقية والدة الطفل المصاب عباس سألت، في حديثها لموقعنا، عن المدى الذي يمكن أن يبقى عليه الحال مع مجاورة إرهابيين لا يخشون الله ويأتمرون بأوامر الشيطان؟ مشيرة إلى حال الرعب والخوف التي عاشها أولادها وهم يشاهدون جدران منزلهم تتحطّم وأخاهم الصغير مدمى على الأرض.
الأهالي يطالبون بالرد والجيش يستجيب
الاعتداءات المتكررة على بلدتي نبل والزهراء دفعت الأهالي لمناشدة الجيش العربي السوري كي يتدخّل لحمايتهم في الريف الغربي لحلب من إجرام هذه المجموعات الإرهابية بشكل يشلّ حركتها وقدرتها على إلحاق الخسائر البشرية والمادية في بلدتهم.
"عليّ" رب أسرة وقف على قسم من بيته المهدم، وتحدث لموقعنا عن أن هؤلاء المجرمين الإرهابيين لن يرتدعوا إلا بالقوة، مشيرًا إلى أنه كان يأمل أن يعودوا إلى رشدهم ويعيشوا بسلام مع غيرهم من السوريين لكنهم اختاروا أن يكونوا أسرى حقدهم وجاهليتهم القديمة.
وعقب استهداف المجموعات التكفيرية لبلدتي نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي؛ أعلنت وزارة الدفاع السورية أنه وردًا على الاعتداءات المتكررة للتنظيمات الإرهابية المسلحة على النقاط العسكرية والقرى والبلدات الآمنة نفذت وحدات من القوات المسلحة، بالتعاون مع القوات الروسية الصديقة، عدة عمليات نوعية دقيقة بواسطة الطيران الحربي والمسير والمدفعية استهدفت مقرات الإرهابيين ومواقعهم وآلياتهم، ما أدى إلى تدميرها بالكامل ومقتل العشرات منهم، من بينهم متزعمون لهذه المجموعات الإرهابية.
وكان لافتًا نجاح الجيش السوري في استخدام المسيّرات، سواء تلك المتعلقة بالرصد أو تلك الانقضاضية، والتي طالت بالدرجة الأولى قيادات هذه المجموعات.