معركة أولي البأس

خاص العهد

الحوادث الأمنية في الضاحية الجنوبية.. إجراءات القوى الأمنية ودور حزب الله
10/04/2024

الحوادث الأمنية في الضاحية الجنوبية.. إجراءات القوى الأمنية ودور حزب الله

منذ فترة طويلة، لم يعد المرور على طريق المطار وبعض المناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت آمنًا. نسمع بين الحين والآخر عن حوادث أمنية متفرقة تطال المارين من هناك، وتتنوع ما بين سرقة ونشل واعتراض وتعدٍّ بالضرب يصل أحيانًا حدّ القتل. ثمة عصابات وأفراد امتهنوا ــ خصوصًا في ساعات ما بعد منتصف الليل ــ التعرض للمارة والاعتداء عليهم، وهذا الأمر ليس جديدًا، لكنه ازداد بشكل فادح في فترة وجيزة، حتى بات البعض يحسب حسابًا اذا ما اضطر للمرور ليلًا من هناك.

إلا أنّ حالة الضاحية الجنوبية لبيروت ــ لجهة الأحداث الأمنية المتنقلة ــ ليست أسوأ من المناطق الأخرى الموجودة على طول الخارطة اللبنانية. كيفما اتجهنا تطالعنا تلك الأخبار التي تتحدّث عن عمليات سرقة ونشل وترويج مخدرات واعتداءات وقتل وما الى هنالك، ورغم ذلك يعمد البعض الى استغلال القضية وتسليط الضوء على الضاحية وكأنها بؤرة مشاكل أمنية لا تُشبه لبنان، وغالبًا ما يُسارع البعض مع كل حدث أمني في هذه المنطقة الى القول "أكيد هونيك ما في أمان". وفي هذا السياق، يستنكر مصدر أمني مطّلع هذه المقولة، ويُشدد لموقع "العهد" الإخباري على أنّ حالة السرقة هي ظاهرة عامة تعم كلّ المناطق اللبنانية، مؤكدًا أن الضاحية الجنوبية لبيروت هي من المناطق الأكثر أمنًا مقارنة بغيرها. 

أمام هذا الواقع، وكعادته، سخّر حزب الله كافة إمكانياته لمكافحة ظاهرة التفلت الأمني في الضاحية الجنوبية، فوضع معلوماته في خدمة القوى الأمنية للقبض على المرتكبين. يقول المصدر:" صحيح أنّ حزب الله لم يأخذ على عاتقه ضبط الأمن في الضاحية، لكنّه ينسّق مع القوى الأمنية، لدعمها ورفدها بالمعطيات والمعلومات التي تساعدها على إلقاء القبض على المجرمين". وعليه، يضيف المصدر "لا مربعات أمنية في الضاحية الجنوبية ولا طريق المطار، وباستطاعة قوى الأمن الوصول لكل النقاط والأماكن".

يتحدّث المصدر عن سبل مواجهة الحوادث الأمنية المتنقلة، فيوضح أنها تتم بثلاث طرق، الأولى عبر عناصر شرطة اتحاد بلديات الضاحية التي تسعى لقمع المخالفات، والثانية عبر قوى الأمن الداخلي، وثالثًا من خلال مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وفرع المعلومات. وهنا، يؤكد المصدر الأمني للعهد أن الإنجازات التي يحقّقها فرع المعلومات والجرائم التي يكشفها خارج الضاحية الجنوبية لبيروت، تتم في الكثير من الأحيان، بالتعاون مع حزب الله.وللحد من ظواهر السرقة على طريق المطار القديم، تم تسيير دوريات مستدامة، للمراقبة ولحماية المواطنين، بحسب المصدر.

يعود المصدر ليتحدّث عن أسباب تزايد حوادث السرقة والنشل والسلب في مختلف المناطق ومنها الضاحية، فيلفت إلى أن الارتفاع الكبير في السرقات ومحاولات القتل والنشل، جاءت نتيجة الظروف الاقتصادية السيئة التي يُعاني منها القسم الأكبر من الشعب، وسط ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وانتشار آفة المخدرات.

ويوضح المصدر الأمني بهذا الصدد أنّ الضاحية الجنوبية لها النصيب الأكبر من حيث عدد السكان، والاكتظاظ البشري، والوجود السوري الفلسطيني الكبير الذي يشكّل تهديدًا، خاصة أنّ السوري بات يعمد لتشكيل العصابات، فيما يُشغل اللبناني اليد العاملة السورية رخيصة الأجر بالسرقة والخطف والابتزاز والترويج للمخدرات وغيرها من الآفات السيئة، وهذه العوامل المجتمعة ساهمت بازدياد عمليات السرقة. 

وفي هذا السياق، يتطرق المصدر الى حادثة تعرّض حسام الساحلي، وهو سائق سيارة أجرة، بينما كان يقود مركبته على طريق المطار - مدخل حيّ فرحات قرب جسر المشاة، الى مهاجمته من قبل شاب وفتاة في محاولةٍ لسرقته على متن دراجة نارية، قبل أن يُطلق أحدهم النار عليهما، ويتم تسليمهما للقوى الأمنية. وقد تبين أن الاثنين لديهما سوابق بجرم "التشليح" وإطلاق النار باتّجاه الضحايا، خاصة في هذا المكان، وهما المسؤولان عن عمليات "تشليح" سابقة داخل نفق شاتيلا، وهما عيّنة من ظاهرة باتت موجودة في مختلف أنحاء الجمهورية اللبنانية. وفق المصدر، سابقًا، كانت حوادث السرقة تتم في أماكن وظروف محدّدة وتركّز على المقتنيات الثمينة كالسيارات والمجوهرات، أما اليوم، في ظلّ  الوضع الاقتصادي المتردي، بتنا نسمع عن سرقات فردية تتم في وضح النهار، وفي شوارع مكتظة، ولمقتنيات رخيصة أو أموال زهيدة.

إقرأ المزيد في: خاص العهد