خاص العهد
العشائر السورية: نقف إلى جانب الجيش السوري والجمهورية الإسلامية
تعبيرًا عن رفضهم للممارسات الهمجية لكيان الاحتلال الصهيوني وانسجامًا مع مواقفهم المبدئية والأصيلة تجاه قضايا أمّتهم، أدان مجلس شيوخ ووجهاء القبائل والعشائر السورية، في محافظة الحسكة، العدوان الصهيوني الآثم على القنصلية الإيرانية في دمشق. وفي بيان صادر عنه، دعا المجلس المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته بلجم هذا الكيان عن الاستمرار في هذه الاعتداءات، مجددًا: "وقوفه إلى جانب الجيش العربي السوري والحليف الإيراني صفًا واحدًا في مواجهة أعداء الأمة المتمثلين بالولايات المتحدة وربيبها المصطنع".
موقف العشائر تجسيد لتماسك الهوية الوطنية رغمًا عن كلّ محاولات التفرقة
حول البيان الصادر عن العشائر ووجهاء القبائل العربية، أكد المحلل السياسي وابن محافظة الحسكة إسماعيل مطر لموقع "العهد" الإخباري أن: "موقف العشائر يشكّل صفعة مدوية لكل المراهنين على تفتيت الهوية السورية عبر اذكاء روح التفرقة والضغينه بين مكوّنات الشعب، والذين أنفقوا أموالًا طائلة وسخّروا كلّ امبراطوريّاتهم الإعلامية في سبيل خدمة هذا المشروع".
وأكد مطر أن: "البيان يشير، بشكل واضح لا لبس فيه، إلى التماهي الكامل بين كيان الاحتلال والجماعات التكفيرية التي أرادت القوى الداعمة لها أن تظهرها بمظهر الناطق باسم الشعب السوري والمعبّر عن تطلعاته. ولكن كلّ ذلك سقط بالضربة القاضية بعد أن تحوّل التحالف بين تلك الجماعات وكيان الاحتلال إلى أمر واضح ومعلن، وجاءت مجزرة الاحتلال المستمرة لكيان في قطاع غزّة لتذكر كلّ من أراد أن ينسى أن العدوّ الصهيوني هو الخطر المحدق بهذه الأمة، وليس القوى التي تواجهه وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي لا تبخل بأي جهد أو دم في سبيل نصرة الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة.
وشدّد مطر على أن شيوخ ووجهاء العشائر الذين يشكلون ثقلًا شعبيًا كبيرًا ووازنًا أكدوا حق الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الرد على العدوان، واستعدادهم للانخراط في أي مواجهة كبرى إلى جانب محور المقاومة في وجه الاحتلال الصهيونيه والأميركي. وهذا يدلّل على أن موقف العشائر تجاوز حدود التأييد اللفظي والعاطفي وبات يشكّل أمرًا له مفاعيله على الأرض، خاصة وأن تلك العشائر كان لها مواجهات مشرفة ضدّ قوات الاحتلال الأميركي وأعوانه من العملاء المرتبطين به في الجزيرة السورية.
رهان كبير على العشائر العربية في المواجهة القادمة
من ناحيته، قال المحلل السياسي وابن مدينة ديرالزور عدي حداوي أن هناك عوامل كثيرة تجعل من موقف العشائر أمرًا حاسمًا في أي مواجهة مقبلة مع الاحتلالين الأميركي والإسرائيلي". وعزا حداوي هذا الأمر إلى الثقل البشري الكبير للعشائر العربية والمنطقة الحساسة التي يتواجدون فيها، وهي الجزيره السورية. فهي تشكّل سلة الاقتصاد السوري أولًا، كما أنها تقع على الطريق الرابط بين سورية والعراق وإيران، والذي شكّل هاجسًا للأميركيين والصهاينة، وهم يسعون لإغلاقه لقطع التواصل البري بين دول محور المقاومة.
ويشكّل موقف العشائر، والذين يعمرون المنطقة، بحسب حداوي حجر الزاوية في الصراع القادم في تلك المنطقة، خاصة وأنها تقف أساسًا على فوهة بركان، حيث يبذل الأميركيون فيها جهودًا كبيرة لمواجهة حلف المقاومة من خلال دعم الخطوط الخلفية لـ"داعش" التي تواصل هجماتها على الجيش السوري وحلفائه، وكذلك الضغط على ما تُسمّى بـ"قوات سورية الحرة" ذات الطبيعة العشائرية في التنف من أجل التعاون مع "قسد".