خاص العهد
العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق.. تطور خطير لن يبقى من دون رد
في تطوّر خطير، شنّت طائرات عسكرية صهيونية اعتداء من ناحية الجولان السوري المحتل على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، والتي هي مقر إقامة السفير، الأمر الذي أدى إلى استشهاد قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني كانوا قد حضروا على دفعات إلى مبنى القنصلية تلبية لدعوة إفطار وجهها إليهم السفير حسين أكبري. وقد حصل العدوان قبل لحظات من وصول السفير إلى مقر القنصلية من مبنى السفارة الملاصق لها حيث كان من المقرر أن يشاركهم الإفطار؛ وفقًا لما ذكرته مصادر مقربة من السفارة لموقع "العهد" الإخباري.
كان كلّ شيء يمر بشكل طبيعي في السفارة الإيرانية الواقعة على اوتوستراد المزة الدولي، والذي يقع في وسط العاصمة السورية ويتصل بالطريق الدولية إلى بيروت، والسيارات تعبر الاوتوستراد جيئة وذهابًا في مشهد ازدحام مألوف على الاتوستراد الأهم في دمشق، قبل أن يهتزّ المكان بكليته على وقع صواريخ إسرائيلية معادية أطلقتها مقاتلات حلقت فوق الجولان السوري المحتل وأصابت مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية بفارق ثانيتين بين دفعتي الصواريخ الأولى والثانية. الصواريخ أحالت مبنى القنصلية إلى ركام فيما عمّت موجة من الهلع عابري الاوتوستراد من سيارات ومارة كانوا ما يزالون يعتقدون ربما بأن الانفلات الصهيوني من قيود التعقل لمّا يصل بعد إلى مهاجمة مقر بعثة قنصلية محمية بقوانين ضمنتها كلّ الدول المنضوية ضمن الأمم المتحدة.
أكبري: ردنا سيكون قاسيًا وبمستوى العدوان
السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري تحدث إلى وسائل الإعلام المتواجدة في ساحة الجريمة، مؤكدًا أن العالم بأسره يرى كلّ جرائم الكيان الصهيوني يوميًا، مشيرًا إلى أن القنصلية التابعة للجمهورية الإسلامية في إيران كانت تقدم خدماتها منذ حوالي الثلاثين سنة للسوريين والإيرانيين. وأضاف أن الطابقين العلويين كانا منزل السفير ومحل إقامته؛ لذلك هذا البناء ليس جديدًا، هو بناء قديم وكلّ سوري يعلم أنه بناء القنصلية الإيرانية.
وفي رده على سؤال موقع "العهد" الإخباري حول تجاوز "إسرائيل" لكل الخطوط الحمر، أشار السفير الإيراني إلى أن: "الكيان الصهيوني اخترق كلّ القوانين الدولية بفعل الجرائم التي ارتكبها ضدّ الشعب في غزّة والشعب اللبناني والشعب السوري، وكذلك الأمر في الضفّة الغربية وكلّ مناطق فلسطين، وهو كيان مجنون يقوم بأي إجراء يرغب بالقيام به، ولا يرعى أي قيمة للمنظمات الدولية".
وتساءل الدكتور أكبري في معرض إجابته على استفساراتنا قائلًا: "هذه المنظمات والمؤسسات الدولية متى وأين وكيف ستقوم بعملها؟!"، وأضاف أن: "هذا كيان مجنون يقوم بهذه الجرائم منذ ستة أشهر"، مشددًا على أن "هذه الجريمة لن تمر هكذا، وسيكون لها عقابها القاسي، والذي سيكون بحجم هذا العدوان نفسه".
الوزير المقداد: "إسرائيل" لا تستطيع أن تؤثر على العلاقات السورية - الإيرانية
كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين السوريين وصلوا إلى مقر السفارة الإيرانية في دمشق لمعاينة مسرح الجريمة، يتقدّمهم وزراء الخارجية والداخلية والاقتصاد فضلًا عن محافظ دمشق.
وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد، ومن داخل السفارة الإيرانية في دمشق، أجرى اتّصالًا هاتفيًا مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللّهيان عبّر فيه عن إدانة سورية القوية لهذا العدوان الفاشي الذي تعرّض له المبنى الدبلوماسي وعن وقوف الجمهورية العربية السورية إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية إزاء ما تتعرض له من اعتداءات تعبّر عن الهيستيريا التي يمر بها الكيان الصهيوني جراء فشله الذريع في حربه على الشعب الفلسطيني في غزّة، مؤكدًا أن الهجمات الإسرائيلية باتت لا تميّز الأعيان المدنية أو الدبلوماسية المحمية بموجب القانون الدولي.
الوزير الإيراني بدوره، عبّر عن شكره وتقديره للوزير المقداد على مبادرته السريعة في الوقوف إلى جانب إخوته في السفارة الإيرانية في دمشق، والتي تمثل رسالة دعم قوية.
وفي رده على سؤال موقع "العهد" الإخباري عن كون هذا العدوان يمثل نقطة تحول لها ما بعدها في الصراع مع الكيان الصهيوني، أشار المقداد إلى ذلك بالإيجاب لافتًا إلى أن المجازر التي ترتكبها "إسرائيل" ضدّ أبناء الشعب الفلسطيني في غزّة وفي الضفّة الغربية ليس لها مثيل؛ حيث قتلت حتّى الآن ٣٢ ألف مواطن أما الجرحى فقد بلغوا حتّى الآن ٧٤ ألف جريح وجلّ الشهداء وجرحى من الأطفال والنساء.
وأضاف المقداد، في رده على سؤال موقع "العهد" الإخباري، حول ما يمكن أن تقوم به دمشق للرد على هذه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للأراضي والأجواء السورية بأن سورية اتّخذت الكثير من الخطوات والخطوات التي سنقوم بها، وهي ليست مجالًا لنقاشها إعلاميا، مشيرًا إلى أن الشعب السوري تعوّد أن يرد على مثل هذه الاعتداءات الجبانة وأن يثبت للإنسانية أن هذه الاعتداءات لا يمكن إلا أن تواجه بمزيد من الصمود وبمزيد من دعم الشعب الفلسطيني والمقاومات، سواء في العراق أو في لبنان أو في أي مكان آخر.
وفي رده على السؤال المتعلّق بما دار بينه وبين وزير الخارجية الإيراني عقب العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق، أشار وزير الخارجية السوري إلى أنه قدم تعازي دمشق للخسائر البشرية، كما عبّر عن حزن الشعب السوري على هذه الضربات التي توجه من دون أي سبب ضدّ أية مؤسسات دبلوماسية، لافتًا إلى أهمية استمرار العلاقات السورية- الإيرانية المبنيّة على الأخلاق والقيم، وليس كما تفعل الدول الغربية في دعمها غير الإنساني للكيان الصهيوني.