معركة أولي البأس

آراء وتحليلات

مشاريع استيطانية إسرائيلية من المتوسط إلى الفرات ومن لبنان إلى السعودية
01/04/2024

مشاريع استيطانية إسرائيلية من المتوسط إلى الفرات ومن لبنان إلى السعودية

منذ اندلاع عمليه طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ويبدو أن هنالك تجددًا في مشاريع الاستيطان الصهيونية في قطاع غزة خصوصًا لجهة إعادة بناء المستوطنات التي كانت إسرائيل قد أخلتها في هذا القطاع عقب انسحابها منه في العام 2005. ففي التاسع والعشرين من كانون الثاني/يناير 2024 شارك عدد من أعضاء حكومة اليمين المتطرّف الإسرائيلية في مؤتمر داعم لإعادة الاستيطان في غزة وفي الضفة الغربية. وقد تم تنظيم المؤتمر من قبل منظمة "ناحالا" اليمينية المتطرّفة والتي اعتبرت أن الاستيطان هو الذي سيضمن الأمن والنصر لـ"إسرائيل"، ودعت إلى بناء عدد من المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة وشرق القدس وعدم إقامة أو عرقلة إقامة دولة فلسطينية. 

بالتوازي مع ذلك فإن زعيم المعارضة القومية ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرّف افيغدور ليبرمان كان قد دعا إلى الرد على ما اعتبره هجمات حزب الله على شمال فلسطين المحتلة باحتلال جنوبي لبنان من أجل إقامة منطقه أمنية عازله تضمن أمن المستوطنات. وهو اعتبر أن هذا سيكون الوحيد الذي يضمن الأمن الإسرائيلي على المدى الطويل. وقال ليبرمان إن على لبنان أن يدفع تعويضات إلى "إسرائيل" تقدم بصيغة أراضٍ وذلك نتيجة الأضرار التي تعرضت لها "إسرائيل". وقد لاقت تصريحات ليبرمن صدى عند عدد من قادة تجمعات المستوطنين الذين رأوا في ذلك فرصة لإقامة مستوطنات أيضًا في جنوبي لبنان.

طبيعة من أطلق هذه التصريحات وحضور وزراء أو وزراء سابقين لمؤتمرات للمستوطنين داعية لإعادة بناء المستوطنات في غزة أو لوزراء سابقين داعية لاحتلال جنوب لبنان وإقامة منطقه عازلة، لاقت صدى عند المستوطنين تثبت أن ما يصدر عن الإسرائيليين لا ينم عن هوى بمقدار ما ينم عن مخطّط استيطاني طبع المشروع الصهيوني منذ قيامه على أرض فلسطين وعلى الأرض العربية في أواخر القرن التاسع عشر والذي أخذ بعدًا متجددًا وأخذ مداه تحديدًا بعد انهيار الدولة العثمانية وقيام سلطات الانتداب البريطانية في فلسطين، والتي تلاها تسهيل الاستيطان في فلسطين وإقامة "الدولة" الصهيونية في العام 1948 والتي لم تقف عند الحدود التي احتلتها في ذلك العام بل هي وسعت احتلالها إلى اجزاء من الجولان المحتل والضفة الغربية وغزة وأيضًا سيناء في مصر قبل انسحابها منها في اوائل الثمانينيات من القرن الماضي. 

 وما يثبت أن هذا المخطّط الاستيطاني كان جزءًا من المخطّطات التي تريد "إسرائيل" الدفع باتّجاهها في المنطقة هو أن عملية طوفان الأقصى يتبين يومًا بعد يوم أنها جاءت ردًّا على عدوان كانت تنوي "إسرائيل" شنه ضدّ غزة كمقدمه لتهجير اهلها منها باتّجاه سيناء وإقامة وطن فلسطيني بديل هناك، ثمّ تهجير فلسطينيي الضفة الغربية ومن بعدها فلسطينيي العام 48 لضمان يهودية الدولة ومن بعد ذلك الانطلاق بمشاريع توسعية في منطقه المشرق العربي. وهذا جاء على لسان الكاتب والسياسي الإسرائيلي أبي لاكين الذي قال إن حدود إسرائيل ستمتد من لبنان إلى المملكة العربية السعودية ومن شاطئ المتوسط في الغرب إلى حدود الفرات في الشرق بما فيها سيناء ولبنان واجزاء أخرى من المشرق العربي. وكان فيديو قد تم تسريبه للكاتب الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي أفاد بهذا الامر، ويقول فيه إن هذه المنطقة وهي "إسرائيل" الكبرى ستكون مجاورة لدولة للأكراد الذين يعتبرون اصدقاء لـ"إسرائيل"  وإانها ستكون محمية من الغرب بالمتوسط وإن هذه الدولة ستضم أيضًا مكة والمدينة وجبل سيناء وسيتم تطهير هذه الاماكن من النجس الذي تعرض لها بعد 2000 عام من الحكم العربي طبعًا، على حد تعبير السياسي الإسرائيلي. 

 وبالتالي فإن كلّ هذا يشي بأن المشاريع الإسرائيلية لم تقتصر يومًا على السيطرة على أرض فلسطين التاريخية فقط ولم تكن يومًا تطمح لإقامة سلام مع العرب، كما يزعم الصهاينة الذين كانوا يقولون دائمًا إنهم كانوا هم من يسعون إلى السلام وإن العرب هم من كانوا يبادرونهم للعداء. كذلك فإن هذا يثبت أن السبيل الوحيد لمواجهة المشاريع الصهيونية هي في المقاومة المسلحة ولا سبيل لأي تسوية مع المشروع الصهيوني ولا إمكانية لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل".

البحر المتوسطالاستيطان

إقرأ المزيد في: آراء وتحليلات

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة