خاص العهد
"العهد" يعاين موقع الاعتداء الأميركي الأخير على ديرالزور
عاودت قوات الاحتلال الأميركي اعتداءاتها على الأحياء المدنية في مدينة ديرالزور السورية وريفها، في محاولة منها للانتقام من الضربات الموجعة التي تتلقاها دوريًا على يد المقاومة الإسلامية في العراق وسورية انتصارًا للمقاومة في غزّة. موقع "العهد" الإخباري جال على المناطق المستهدفة، في ديرالزور، وكان واضحًا أنها مدينة مدنيّة بمعالمها البيّنة وأرجائها السكنية، وأن الضحايا في مجملهم كانوا من المدنيين.
انتقام من المدنيين
أشار مدير مستشفى الأسد، في دير الزور، الدكتور مثنى اليوسف أنه، في تمام الساعة 1:49 دقيقة من فجر الثلاثاء ٢٦ آذار/مارس، أغارت عشر طائرات أميركية بشكل متزامن على منطقة الفيلات في شارع رئاسة الجامعة في مدينة ديرالزور وحي التمو ومنطقة السويعية والصالحية وشارع الهجانة في مدينة البوكمال، كما استهدفت مدينة الميادين بعدد من الغارات.
وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري، أكد الدكتور اليوسف أنه نتج عن تلك الضربات استشهاد مدني وإصابة ١٤ آخرين كلهم من المدنيين في مدينة ديرالزور، حيث تراوحت الإصابات بين المتوسطة والخفيفة. وجرى إسعاف الجميع وإخراج عدد منهم على الفور، مشيرًا إلى أن أغلب الإصابات هي من النساء والأطفال حيث استهدف العدوان الأميركي حيًا مدنيًا وسط المدينة هو حيّ القصور، كما خلّف العدوان أضرارًا مادية كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.
ونفى الدكتور اليوسف، في حديثه لموقعنا، جميع الأخبار المتداولة عن استهداف شخصية إيرانية في ديرالزور، مشيرًا إلى أنه خبر عار عن الصحة، ولا يوجد أي إصابة لأي مستشار عسكري إيراني.
الطفل خالد من منطقة الفيلات، شرح لموقع "العهد" الإخباري كيف استفاقت عائلته على دويّ انفجار ضخم في البناء القريب المجاور، والذي أدى إلى تدميره وتحطم الزجاج في منزلهم فضلًا عن حدوث تصدعات فيه الأمر الذي استدعى توجههم نحو منزل آخر لأقربائهم في الحي الذي شهد كذلك نزوحًا داخليًا من أصحاب المنازل المدمرة بشكل جزئي إلى تلك المنازل البعيدة في الحي، والتي لم تصب بأذى.
في مشفى "الأسد" في دير الزور، التقينا بالمصابين الذين أسعفوا على عجل. وقف إبراهيم بجانب سرير أخيه الذي أصيب في العدوان، وهو يتلقى العلاج في المستشفى. أكد إبراهيم، في حديثه لموقع "العهد" الإخباري، أن العدوان على حيّ رئاسة الجامعة الذي يعيش فيه مع أخيه أسفر عن ارتقاء شهيد مدني وإصابة عدد آخر من المدنيين الذين لا يمتهنون أي عمل عسكري أو أمني، الأمر الذي يعكس انكشاف مزاعم قوات الاحتلال الأميركي عن قدرتها إلى الوصول إلى الجهات التي تطلق الصواريخ باتّجاه قواعدها غير الشرعية في سورية في إصرار عجيب من الاحتلال على الانتقام من المدنيين الذين يناهضونه ولو بمجرد الرفض.
استكمال للعدوان السابق
من جانبه؛ رأى لمحلل السياسي وابن مدينة دير الزور عدي حداوي أن: "العدوان الأميركي الحالي على مدينة دير الزور وريفها هو استكمال للعدوان الواسع الذي شنته واشنطن على المنطقة نفسها، قبل حوالي الشهرين من الآن، بحجة الانتقام لمصرع الجنود الأميركيين في الأردن".
وفي حديث خاص لموقع "العهد" الإخباري، أشار حداوي إلى أن: "قوات الاحتلال الأميركي تعيد قصف الأهداف نفسها في الجغرافيا الممتدة ما بين دير الزور المدينة مرورًا بالميادين وصولًا إلى البوكمال. وهي مناطق تأخذ فيها قوات الجيش السوري والقوات الرديفة حذرها الدائم وتعيد انتشارها بناء على التوقعات المستمرة بحصول عدوان أميركي، الأمر الذي يجعل هذا العدوان مقتصرًا فقط على التدمير الواسع والأرض المحروقة من دون حصول جدوى عسكري من ورائه غير استهداف المدنيين، كما حصل في أحياء دير الزور المدنيّة".
ولفت المحلل السياسي إلى أن: "فصائل المقاومة في دير الزور نجحت في استعادة زمام المبادرة في أثناء العدوان الأميركي الواسع على المنطقة قبل حوالي الشهرين، حين استهدفت القواعد الأميركية في أثناء قيام الطائرات الأميركية باستهداف المنطقة واستطلاعها، الأمر الذي يؤكد أن القدرة النارية لهذه الفصائل لا تزال في خدمة مشروعها الرئيسي الساعي إلى تطهير الشرق السوري وعموم المنطقة من الاحتلال الأميركي، فضلًا عن الهدف الأساسي المرتبط بإسناد غزّة".
قواعد الاحتلال الاميركي في سوريا