معركة أولي البأس

خاص العهد

مقاربات الإعلام العربي في "امتحان غزة".. دور مشبوه يوثّقه الخذلان
21/03/2024

مقاربات الإعلام العربي في "امتحان غزة".. دور مشبوه يوثّقه الخذلان

منذ بدء عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 ولا يمر يوم إلا ويزيد إعلام التطبيع العربي من عدائه للمقاومة في غزّة والإشادة بما يفعله الصهاينة أو تسفيه إنجازات المقاومين. أسلوب تكاد تهلل فيه قنوات البترودولار لقتل الاحتلال للمقاومين وتتعاطف مع أهالي الأسرى الإسرائيليين، وهو ما يطرح تساؤلات حول سر هذا العداء الإعلامي للمقاومة والفجور في الخصومة معها والذي بدا واضحًا منذ عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية حماس.

الأكاديمي والخبير في الشؤون الصهيونية محمد هلسة رأى في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن معظم الإعلام العربي يسعى لتسفيه كلّ معاني المقاومة والصمود ومحاربة الاحتلال، ويبدي تخوفه من انتصار حماس وهذا ما تظهره مقالات كبار الكتاب والسياسيين والعسكريين لأن مفهوم المقاومة سيلهم الملايين من الشباب، ويعيد مكانة ثقافة الجهاد والاستشهاد، وهو ما استثمره الإعلام العربي المناهض للقضية الفلسطينية في تشويهه وتغييبه بشتى السبل.

وأضاف "عقب عملية طوفان الأقصى التي عطلت مساعي تطبيع أنظمة عربية مع "إسرائيل"، زاد إعلام تلك الأنظمة من العداء لحماس وسعى لبث روح الإحباط بالقول إن "غزّة انتهت وإن على قادة الحركة تسليم أنفسهم أو مغادرة غزّة"، على الرغم من أن كلّ المؤشرات منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى تشير لهزيمة استراتيجية للاحتلال، مهما كانت نتيجة الحرب، وفق تحليلات صحف "إسرائيل" نفسها".

الإعلام العربي، بحسب هلسة، تجاهل صمود الغزيّين في أرضهم، وتحديهم للعدوان، ونشر قصصًا ومقالات تسفه ذلك وتسخر من قيادة المقاومة الفلسطينية بتوجيه الاتهام لهم بأنهم يضحون بأهل غزّة من أجل مناصب وجاه، حيث نشر صحفيون ومغردون مقالات وتغريدات عديدة تشوه المقاومة وتصور نتائج المعارك مثل فاتورة حساب خاسرة دفعتها حماس وشعب غزّة، متهمين إياها بإقامة انتصار في غزّة بمنطق قسائم شراء وبيع البضائع لأنه "يصعب عليهم استيعاب أن الشرف والكرامة ليسا كذلك".

وأوضح أن المبتغى المنشود الكامن في طيّات الأبعاد العميقة والخفية لهذا العنصر الدعائي يتمثل في التصوير الضمني والاستقرائي لحركة حماس كـ"جماعة متمردة"، وإضفاء الشرعية على الكيان الصهيوني وشرعنة عدوانه، مشددًا على أن ما يفعله بعض الإعلام العربي الرسمي من أجل شيطنة المقاومة الفلسطينية وإظهار "إنسانية" الاحتلال والتعاطف مع أسراه، رغم قتل وتجويع الفلسطينيين، دفع العدوّ الصهيوني للاحتفاء بإعلام هذه الأنظمة والإشادة بجهودها المبذولة في سبيل تحقيق "السلام" مع "إسرائيل".

ولفت الخبير في الشؤون الصهيونية إلى أنه منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، احتفى الإسرائيليون عبر منصاتهم المختلفة على مواقع التواصل، بـ 60 منشورًا عربيًا، على الأقل، داعمًا لمجازرهم الوحشية في غزة، فيما أشاد التلفزيون الإسرائيلي بمقال في صحيفة عربية ينتقد حماس، ووصفته القناة 12 الإسرائيلية بأنه مؤشر على أن دولًا عربية مصممة على السير في مسار التطبيع وغاضبة لأن هجوم حماس عطّل خططهم لهذا الغرض.

كذلك أظهر الإعلام العبري حفاوة بمقال استشرافي لما بعد حرب غزة في الصحيفة نفسها في 4 مارس/آذار 2024 ينتقد فيه قادة حماس بعنف، زاعمًا أنهم "يعيشون في منازلهم الفارهة في عواصم المهجر العربية، ويخططون لإجازاتهم القادمة في بيروت ولندن وباريس وكندا" و"لا يعبأون بالشعب الذي يعاني في غزة".

وختم الأكاديمي الفلسطيني حديثه مع موقعنا قائلًا: "إن أكثر ما أسفت عليه الأنظمة العربية الشريكة بسفك دماء الفلسطينيين، أنها أنفقت البلايين من الدولارات على قنوات ومنصّات وصحف وظّفت كل الفنون من أجل التطبيع مع الاحتلال، وكسر الحواجز معه، وشيطنة حركات المقاومة، وتسفيه قضاياها وتضحياتها، ثم أتت "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 لتنسف كل تلك الجهود وترمي عقودًا من دعايات الإلهاء وغسل الأدمغة".

إقرأ المزيد في: خاص العهد

خبر عاجل