خاص العهد
زيارة وزير الدفاع السوري إلى طهران: تنسيق وردع مشترك
محمد عيد
تكتسي زيارة وزير الدفاع السوري علي محمود عباس إلى طهران ولقائه مع نظيره الإيراني محمد رضا أشتياني أهمية كبرى لجهة توقيتها والمواقف التي سجلت فيها.
زيارة ليست بعيدة عن التصعيد الذي يقوم به الكيان المحتل في المنطقة والذي جعل البلدين الحليفين يناقشان من خلالها كلّ السيناريوهات المحتملة بما فيها خوض حرب شاملة قد يقدم عليها الكيان الصهيوني في إطار سياسة الهروب إلى الأمام التي ينتهجها دون القدرة على تحقيق هدف واحد من كلّ الأهداف التي أعلنها سواء في فلسطين أو غيرها من بلدان محور المقاومة.
تنسيق لردع العدوّ
يرى الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء الدكتور حسن حسن أن أي لقاء سوري - إيراني يزعج أعداء المنطقة وأعداء شعوبها ودولها ممثلين بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية لأنه يعني لقاء واسطة عقد المقاومة.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري أكد اللواء حسن أن زيارة العماد عباس إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكتسب أهمية خاصة من خلال التوقيت، فالمنطقة بكليّتها تعيش حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار بسبب الوحشية الإسرائيلية المؤيدة بوحشية أميركية غير مسبوقة، وبالتالي فإن هناك بالمقابل واقعًا جيوبوليتيكيًا جديدًا فرض ذاته على الجميع يتمثل بترابط ساحات المواجهة لدى أطراف محور المقاومة وتكامل أداء الجبهات المساندة مع الجبهة الرئيسية التي ولدها طوفان الأقصى.
وأضاف أن الصورة العامة تشير إلى اتضاح رجحان الكفة لصالح المحور المقاوم بغضّ النظر عن حجم التضحيات الكبيرة سواء كانت بالأرواح أو في الدمار الذي تخلفه وسائل القتل والإبادة. مشيرًا إلى أن كلام وزير الدفاع الإيراني أثناء استقباله لنظيره السوري يجيب على العديد من التساؤلات التي قد تخطر على ذهن المحللين والمتابعين حيث لفت إلى أن التطورات الإقليمية وأهمية العلاقات بين البلدين تتطلب من الجانبين التشاور بشكل مستمر مبينًا في معرض الإدانة للاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على الأراضي السورية أن النقطة المهمّة والاستراتيجية في التصدي لهجمات الكيان الصهيوني الوقح هي خلق حالة الردع، بحيث كانت الخطوات والخطط الضرورية والعاجلة لمنع غطرسة هذا الكيان مدرجة على جدول أعمال هذه الزيارة.
ولفت الخبير العسكري والاستراتيجي إلى كلام وزير الدفاع الإيراني الذي شدد على أن وزارة الدفاع الإيرانية مستعدة الآن لاستخدام كافة قدراتها وصلاحياتها للوقوف إلى جانب الحكومة من أجل النهوض بمستوى القدرات الدفاعية والردعية السورية، مؤكدًا ضرورة تعزيز ودعم هذه القدرات وتنفيذ الاتفاقيات الثنائية.
وبحسب اللواء حسن فإن هذا يعطي مروحة واسعة من الأفكار والتحليلات والاتّجاهات التي ستتمخض عنها الزيارة وخاصة مع تأكيد وزير الدفاع السوري بأنه عندما فشل الكيان الصهيوني القاتل للأطفال في تحقيق أهدافه في غزّة وبذريعة دعم محور المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية للشعب الفلسطيني المظلوم زاد من التوّتر في المنطقة بما في ذلك سورية ولبنان، موضحًا أن المقاومة والصمود وزيادة القدرات الدفاعية وتعزيز التعاون الثنائي هي أفضل السبل لردع الأعداء وهذا ما ضاعف الحاجة إلى التعاون والتضامن بين البلدين.
ولفت الخبير العسكري والاستراتيجي إلى أن كلام وزيري الدفاع في البلدين يشير إلى أوجه التعاون والتنسيق والتكامل، حيث أكد كلاهما أن الوجود الأميركي على الجغرافيا السورية غير شرعي بل إنه يشكّل قاعدة لدعم المجموعات الانفصالية والإرهابية وهو سبب عدم الاستقرار وانعدام الأمن في المنطقة كما ربط الجانبان الإجرام الإسرائيلي بالدعم والمشاركة الأميركية وتعطيل مجلس الأمن والأمم المتحدة عن القيام بالمسؤولية تجاه الجرائم المستمرة والمتزايدة.
استنفار القيادتين
بدوره، أشار المحلل السياسي حسام طالب إلى أنه لو لم يكن برميل البارود في المنطقة قد اشتعل فتيله لكان يمكن القول إن زيارة وزير الدفاع السوري إلى طهران هي زيارة روتينية بحكم العلاقة الاستراتيجية والتاريخية والمشاركة في الحرب على الإرهاب والأمن المشترك بين سورية وإيران.
وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أكد طالب أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة نظرًا لما تعيشه المنطقة من حرب وتصعيد، ومحور المقاومة اليوم أمام مرحلة ترتيب الجبهات والاستعداد والاستنفار، مشيرًا إلى كونها زيارة استنفار عسكري بعد كلّ ما جرى خلال الفترة الماضية.
وشدد المحلل السياسي على أن الحرب التي يخوضها حزب الله على الحدود الشمالية لفلسطين والمعركة التي يخوضها المقاومون في غزّة والتي لم تكسر إرادة المقاومة إلى الآن ولم تضعف زخمها إضافة إلى المعركة التي تخاض ضدّ العدوان الأميركي والبريطاني والإسرائيلي في البحر الأحمر والتي تطوّرت إلى أن وصلت إلى المحيط الهندي وربما تصل إلى المحيط الهادئ، كلّ هذه المعارك التي يخوضها اليمن، سورية، لبنان، العراق، فلسطين، جعلت المحور في حالة استنفار من أجل الضغط على زر ساعة الصفر التي تحدد من قبل محور المقاومة إذا اقتضت الحاجة ذلك.