خاص العهد
انكشاف الخداع الصهيوني.. ورقة حماس واقعية والاحتلال يراوغ
مصطفى عواضة
"العدو الصهيوني لا يرى أيّ مقترح واقعي سوى إزالة الشعب الفلسطيني"، هذا ما أكدته حركة حماس مرارًا وتكرارًا، وقد أثبتت هذا الأمر أكثر في مقترحها الأخير الذي قدّمته للوسطاء، حيث قدّمت مرونة عالية بالمفاوضات، وفي الوقت نفسه أكّدت على إنهاء العدوان على قطاع غزة وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي وبدء عمليات الإغاثة، بينما سلطات الاحتلال تركز على قضية الأسرى للالتفاف على ملف إنهاء العدوان.
مقترح حماس يصبّ في تأكيد الموقف الأساس والموحّد، ومفاده ألا اتفاق ولا صفقات تبادل إلا بوقف شامل للعدوان على الشعب الفلسطيني، ويتمحور حول المبادئ الخمسة التي ثبّتها رئيس المجلس السياسي للحركة إسماعيل هنية في خطابه الأخير، والمتمثلة بوقف إطلاق النار الشامل، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من كل أراضي القطاع، وعودة النازحين بشكل كامل وبدون شروط، وتأمين القضايا الإنسانية بما فيها من إغاثة وإيواء وإعمار وإنهاء الحصار، ثم الوصول إلى صفقة مشرفة بموجبها يتم تبادل الأسرى.
ما تقدّم يشير إلى أنّ المقاومة الفلسطينية تبدي حرصها على الشعب الفلسطيني، فيما الاحتلال يراوغ ويخادع في ملف الأسرى من دون تقديم التزامات، وهذا ما أكده ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي في حديث لموقع "العهد"، وقال "إن المقاومة لا يمكن أن توافق على أيّ صفقة من دون تقديم ضمانات دولية، والتزام واضح بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة"، وأشار إلى إن "حماس فصّلت في رؤيتها هذه المرة في موضوع الأسرى مع شرط وجود ضمانات"، ولفت إلى أن المسألة باتت في ملعب العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة.
في الواقع، كل الدلائل والمؤشرات تؤكد أن كل ما أشاعه الاحتلال عن إعاقة الحركة للمفاوضات هو كذب، لأن حماس واضحة في مطالبها، وأن قيادة المقاومة أبلغت الوسطاء أن المرونة تستلزم تقديم ضمانات دولية والتزامًا واضحًا في تحقيق أربعة شروط هي: وقف دائم للعدوان وانسحاب كامل وإزالة آثار العدوان وعودة النازحين.
هذه الشروط لا بدّ منها للتوصل إلى صفقة وقف إطلاق نار وتبادل للأسرى، يؤكد ممثل حركة حماس في لبنان، ويضيف "الحركة اقترحت دولًا ضامنة للاتفاق إضافة إلى الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة".
ويشدد عبد الهادي في ختام حديثه لـ"العهد" على أن المقاومة أبدت حرصها على الشعب الفلسطيني وقدّمت شيئًا من المرونة في المفاوضات، فيما الاحتلال يراوغ ويخادع في ملف الأسرى من دون تقديم التزامات.