خاص العهد
مائدة الإمام زين العابدين(ع) في الجنوب: الحرب فرصة لمزيد من العطاء
سامر الحاج علي
ما إن هل هلال الشهر الفضيل حتّى انطلقت فرق عمل مائدة الإمام زين العابدين عليه السلام لإطعام الفقراء والمساكين في أقضية جنوب لبنان في تأدية واجبها الذي عكفت على القيام به منذ سنوات طويلة من أجل توفير أفضل إفطار للمتعففين من أهالي المنطقة.
عمل المائدة الذي كان قد توسع خلال السنوات الأخيرة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، وشمل آلاف العائلات التي تحولت من ميسورة إلى محتاجة بفضل ظروف الأزمة وما تبعها من انهيار في أسعار صرف الليرة واللبنانية وحجز أموال المودعين واستفحال البطالة بمختلف وجوهها، عاد هذا العام ليضمّ إلى جداول المستفيدين لديه العائلات التي نزحت من قراها عند حافة فلسطين بفعل الحرب الدائرة منذ تشرين الأول الماضي، إضافة إلى أولئك الصامدين هناك رغم القصف والعدوان، ما رفع أعداد الذين يستحقون الوقوف إلى جانبهم إلى أكثر من ثلاثين ألف عائلة.
يتحدث مسؤول العمل الاجتماعي في حزب الله في منطقة جبل عامل الأولى حيدر حيدر لموقع "العهد" الإخباري حول مشروع المائدة لهذا العام، فيشير إلى أنها تقدم كما العادة الحصص التموينية أكثر من مرّة للعائلة الواحدة خلال الشهر الفضيل إلى جانب الطرود الغذائية بما تشمله من اللحوم والدجاج والخضار والحلويات، ومنح مالية محدّدة، قبل أن يجري الإعلان عن إطلاق مشروع كسوة العيد في النصف الثاني من شهر رمضان المبارك والذي يقدم الملابس وتوابعها للعائلات المشمولة برعاية البرنامج، المنتشر على كامل قرى ومدن المنطقة.
ويلفت حيدر إلى أن "المائدة افتتحت أيضًا عددًا من المطابخ التي يعمل فيها متطوعون على تحضير الطعام يوميًا، فيقدمون الوجبات الجاهزة للأهالي في مجموعة من البلدات، ويستهدفون أيضًا إلى جانب المتعففين، كبار السن ومن لا معيل لهم والعاجزين عن القيام بخدمة أنفسهم"، لتكون بذلك قد اكتملت أوجه العطاء الذي ارتفع منسوبه هذا العام تماشيًا مع الحاجيات المتزايدة للوقوف إلى جانب أهل الجنوب.
وتستمر خطوة المائدة التي ترتكز في عملها على المتطوعين من الأهالي والشبان ورجال الدين وأفواج الخدمة المجتمعية في كشافة الإمام المهدي(ع) وغيرهم، بجهود وعطاء الخيّرين الذين لم يبخلوا يومًا بالبذل من أجل الوقوف إلى جانب أهلهم الفقراء والمحتاجين للمساعدة.
وقد وجه حيدر في هذا الخصوص رسالة الشكر والتقدير لكل من يساهم في استمرار عمل المائدة من أصحاب الأيادي البيضاء، مجددًا الدعوة للتفاعل أكثر وزيادة حجم العطاء تماشيًا مع الارتفاع الملحوظ لأعداد المستفيدين من برامج المائدة خاصة مع استمرار الحرب في قرى الجنوب من الناقورة إلى شبعا وكفرشوبا، الأمر الذي يحتم علينا مساندتهم والوقوف إلى جانبهم انطلاقا من واجبنا الشرعي والإنساني.
وتتّخذ المائدة في القرى والمدن نقاطًا للعمل والعطاء، تستقبل فيها التبرعات المادية والعينية، ومنها تطلق مسارات المساعدة باتّجاه المستحقين بكلّ أشكالها، من أجل الوقوف إلى جانبهم في شهر الخير والعطاء والرحمة.