نقاط على الحروف
مرفأ غزة ومشاريع الطاقة في غرب آسيا
د. زكريا حمودان
انطلقت الحرب على غزة بعد عملية "طوفان الأقصى" منذ أكثر من خمسة أشهر على وقع الدعم الأميركي والحماسة غير المسبوقة لوزارة الخارجية الأميركية وأجهزتها، حتى اعتقد البعض أن المنطقة قادمة على حرب غير مسبوقة.
وضعت الإدارة الأميركية سقوفًا متعددة للحرب، بدأت في نهاية العام ٢٠٢٣، ثم انتقلت إلى بداية شهر شباط، حتى وصلنا إلى هدنة شهر رمضان والحديث عن إنشاء مرفأ غزة. جميع السقوف التي اعتمدتها الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن فشلت وتحولت الى مادة اعلامية ركيكة وغير مجدية.
هل يوجد خلاف أميركي - إسرائيلي؟
لا يمكن القول إنَّ العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" مبنيّة على نتيجة العلاقة بين الإدارة الحالية في أميركا وعلى رأسها الرئيس جو بايدن مع الإدارة الهشة في "اسرائيل" وعلى رأسها رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، لأنَّ طبيعة الحسابات مختلفة بين ضيّقة ومحدودة بين الإدارات الحالية، وواسعة تشمل المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية.
فيما يخص الإدارة الأميركية الحالية، من الواضح أنها باتت تنهي أيامها لتسلم الحزب الجمهوري زمام السُلطة نظرًا لتدهور شعبية بايدن بسبب رئيسي يرتكز في أداءه خارج البلاد، لذلك يسعى الديمقراطيون اليوم لتخفيف وطأة الخسارة أو التفتيش عن انتصار خارجي مفاجئ يغير المعادلة قبل بداية المعركة الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية.
المقاربة التي تم عرضها أعلاه تشير وكأنَّ معركة الرئاسة الأميركية باتت بين بايدن ونتنياهو كوكيل لدونالد ترامب، فيما العلاقة بين الولايات المتحدة الأميركية و"إسرائيل" هي في مكان آخر.
مرفأ غزة والمصالح الأميركية - الاسرائيلية
منذ بداية القرن الحالي وقبالة ساحل غزة استكشف أول بئر غاز، بحيث تولت شركة "بي جي" البريطانية عمليات التنقيب التي أتت ايجابية ولكن ممنوعة من الصرف.
عندما بدأ الحديث عن مرفأ غزة كان ذلك خلال المفاوضات الجارية لوقف اطلاق النار، ويمكننا القول إنَّ سبب عدم وقف اطلاق النار قد يكون الحاجة لعدم حصول تحولات استراتيجية في غزة.
ما يبحث عنه الأميركي والإسرائيلي استراتيجيًا داخل غزة غير مرتبط بتحرير الأسرى أو انهاء وجود حركة حماس، لأن هكذا أهداف باتت مرتبطة مباشرة بنتنياهو وحكومته، لكن المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة الامريكية أكبر مما يحصل ميدانيًا، وقد يكون مرفأ غزة أحد أهم هذه المصالح نظرًا لارتباطه بمشاريع استراتيجية كبيرة في المنطقة تتعلق في الغاز وسلاسل التوريد في البحر المتوسط.
اليوم تتحرك الولايات المتحدة الاميركية على خط الأزمة غزة، لكن تحركها غير مرتبط بدواعي انسانية أو أخلاقية، بل هو مرتبط بدواعي استراتيجية تصب في المصالح الامريكية.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
12/11/2024
جونسون بعد شيا: وكر الشرّ لا يهدأ
09/11/2024
أمستردام وتتويج سقوط "الهسبرة" الصهيونية
08/11/2024
عقدة "بيت العنكبوت" تطارد نتنياهو
07/11/2024