خاص العهد
منطقة حرّة ثلاثية بين سورية وإيران والعراق.. دعم مثمر للاقتصاد
محمد عيد
أعلنت طهران التوصل إلى اتفاق مع خمس دول، بينها سورية والعراق، من أجل إنشاء منطقة حرة مشتركة، في خطوة من شأنها دعم الاقتصاد داخل هذه الدول وخصوصًا مع سعي دمشق وطهران لترجمة الاتفاقيات الموقعة بينهما بعد زيارة الرئيس الإيراني السيد رئيسي إلى دمشق وإقرار البلدين إنشاء مصرف مشترك وتصفير الجمارك فيما بينهما، لتأتي خطوة إنشاء المنطقة الحرّة استكمالًا طبيعيًا لتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين الذين يجمعهما محور مقاوم.
دفع بالعلاقات الاقتصادية إلى الأمام
مصان نحاس أمين سر غرفة التجارة السورية- الإيرانية المشتركة أكد أن موضوع إنشاء منطقة حرة ثلاثية بين إيران وسورية والعراق، هو موضوع إيجابي جدًّا ويدفع بالعلاقات الاقتصادية بين هذه البلدان نحو الأفضل. وفي حديث خاص، لموقع "العهد" الإخباري، قال نحاس: "لأنّ العلاقات الاقتصادية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية تمر بصعوبات بسبب الضغوط ونتيجة العقبات الموضوعة على الخط البحري الذي يربط ميناء بندر عباس مع طرطوس وكذلك الخط البري من سورية إلى العراق ومن العراق إلى سورية وبالعكس، لذلك موضوع إقامة منطقة حرّة يسهّل العلاقات الاقتصادية في المستقبل، وخصوصًا في ظلّ تأسيس مصرف إيراني - سوري مشترك".
وأضاف نحاس إن "إنشاء المنطقة الحرة إيجابي لكلا الطرفين من دون أن يكون هناك خلل لمصلحة طرف على آخر، على اعتبار أن هناك تبادلًا في العلاقات التجارية والبضائع بين الطرفين"، مشيرًا إلى أن "سورية تستورد بضائع من إيران أكثر مما تفعل إيران، ومع ذلك هذا الأمر يفيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين من أجل وصول البضائع الإيرانية إلى سورية وكذلك من أجل إعادة التصدير، سواء من إيران إلى دول شرق آسيا أو من سورية إلى الدول العربية. وهذه خطوة مهمة جدًّا نحو تفعيل العلاقات الاقتصادية التي يرغب الجميع في تطويرها، وخصوصًا بعد إقامة مصرف مشترك وشركة تأمين مشتركة بين البلدين".
ولفت نحاس إلى أن "هذا الموضوع طرح من قبل المعنييين بالعلاقات الاقتصادية في سورية وإيران، مثل الغرفة التجارية السورية الإيرانية التي طالبت به بشدة وكذلك الأمر بالنسبة إلى الجانب العراقي.
وتمنّى نحاس الإسراع في إنشاء هذه المنطقة الحرّة من أجل تسهيل العلاقات الاقتصادية بين الدول الثلاث، مذكّرًا بأنه في أثناء زيارة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي إلى سورية، شدّد على ضرورة أن تضم الغرفة التجارية السورية - الإيرانية أكثر من دولة مثل لبنان والعراق من أجل أن تكون هناك تجارة حرّة وقائمة بين هذه الدول، مشددًا على أن إنشاء هذه المناطق سيعود بالخير على هذا الشعب المحاصر والمقاوم في كلا البلدين.
وختم أمين غرفة التجارة المشتركة السورية - الإيرانية حديثه لموقعنا بالتأكيد أن الغرفة تؤيد بقوة هذه الخطوة، خصوصًا بعد مصادقة مجلس الشعب السوري أخيرًا على الاتفاقية بين سورية وإيران لتصبح الجمارك صفرية بين البلدين الشقيقين.
حاجة سوريّة وإطلالة لإيران على البحر المتوسط
من جانبه؛ شدد الخبير الاقتصادي السوري مضر غانم في حديثه لموقع "العهد" الإخباري على أن إيران تسعى إلى إقامة منطقة حرّة مع الكثير من الدول، لكنّها اختارت بداية أن تقوم بذلك مع سورية والعراق الأمر الذي سيمنح هذه الدول قفزة استثمارية كبيرة. وأضاف غانم إن هذا الأمر يندرج ليس فقط ضمن إطار تطوير العلاقات التجارية الثنائية وإنما يرتقي ليخدم العلاقات الاقتصادية الدولية، نتيجة كثرة الدول التي أبدت موافقتها الأولية على الدخول ضمن هذه المنطقة الحرّة التي أطلقت إيران فكرتها، وقد تصل إلى ٢١ دولة.
وختم الخبير الاقتصادي السوري حديثه لموقعنا لافتًا الى أن إنشاء منطقة حرّة مشتركة بين سورية والعراق وإيران، سيعود بالنفع على هذه البلدان وسيمكّن البضائع الإيرانية من الوصول بسهولة إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط.