نقاط على الحروف
اللغة العربية: متى تكسر همزة (إنَّ)؟
د. علي زعيتر
كيفما قلبت بصرَك صادفتك، في بداءة الكلام وفي وسطه وفي آخره. يكاد لا يخلو نص منها، حتّى أوشك علماء اللغة أن يسموها ملح اللغة العربية لكثرة استعمالها ووفرة ورودها. إنها (أنَّ)، الحرف المشبه بالفعل الذي يدخل على الجملة الاسمية فينصب الاسم الأول اسمًا له ويرفع الثاني خبرًا له.
في مقالنا اليوم لن نتناول دور (أن) ووظيفتها الإعرابية، وإنما سنتعرض فحسب لطريقة رسمها (كتابتها)، فهي وفقًا للمتعارف، تتّخذ شكلين اثنين، تارةً مفتوحة الهمزة (أنَّ)، وتارةً مكسورة (إنَّ). فمتى نفتح همزة (أن) ومتى نكسرها؟
للإجابة عن هذا السؤال، لسنا مضطرين لذكر الحالات والمواضع التي تأتي فيها همزة (أن) مفتوحة. يكفي أن نعدد الحالات التي تستوجب كسرها، حتّى تتبين لنا الحالات التي تستوجب فتحها. فحالات فتحها كثيرة، ولا حصر لها، بخلاف حالات كسرها المحدودة.
ذكر لنا النحاة نحو تسع حالات أو مواضع تأتي فيها همزة إن مكسورة، سنعرض لها بالترتيب:
١_ إذا وقعت أول الكلام، أي لم يسبقها شيء، مثال: إن السماء صافية. لا يمكن أن تبدأ كلامك فتقول: أن السماء صافية. لا بد من كسر همزة (إن) أول الكلام.
٢_ إذا وقعت بعد كلَّا، مثال: قوله تعالى ﴿كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾.
٣_ إذا وقعت بعد حيث، مثال: اجلسْ حيث إن الجلوس مناسب.
٤_ إذا وقعت بعد إذ، مثال: لا خوف على فلسطين إذ إن المقاومة حاضرة للدفاع عنها.
_ إذا وقعت بعد الاسم الموصول، مثال: فاز الذي إنه مثابر.
٥_ إذا جاءت بعد القول ومشتقاته (قال، قيل، يقال، قُلْ..)، مثال: ”خطب قائد المقاومة فقال، إن العدوّ جبان“.
٦_ إذا جاءت جوابًا للقسم، مثال: واللهِ، إنك كاذب.
٧_ إذا وقعت بعد (ألا) الاستفتاحية، و(ألا) هذه، هي أداة تنبيه واستفتاح، يُستفتَح بها الكلام للفت الانتباه ليس أكثر، ولا محل لها من الإعراب، مثال: ﴿أَلا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾
٨_ إذا وقعت بعد أما الاستفتاحية، وهي أداة تنبيه واستفتاح شأنها شأن (ألا)، مثال: ”أما إني أعرف أزقة القدس زقاقًا زقاقًا“.
٩_ إذا جاءت بعد واو الحالية، مثال: “جاء أبي من العمل وإنه منهكٌ“.
وفي حال واجهتك صعوبة في حفظ الحالات التسع، فبمقدورك أن تعتمد القاعدة المبسطة التي وضعها النحاة بغرض التسهيل عليك، والتي تقول: إذا وقع بصرك على جملة اسمية فيها إن واسمها وخبرها، وأمكنك تأويلها بمصدر، فافتح همزة (أن)، مثال: يؤلمني أن غزّة تنزف، وتأويلها: يؤلمني نزفُ غزّة.
وإذا أعسر عليك تأويلها على نحو ما مر معنا، فاكسر همزتها، ولا تأخذنّك في ذلك لومة لائم، مثال: إن المياه باردة. ليس بمقدورك أن تُؤوِّلها، فتقول: إن المياه برودة، فالمصدر (برودة) ههنا لا يفي بالغرض!
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
22/11/2024
الإعلام المقاوم شريك الجهاد والتضحيات
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024