معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

فشل أميركي في إحباط عمليات صنعاء.. والأخيرة تدخل أسلحة جديدة
23/02/2024

فشل أميركي في إحباط عمليات صنعاء.. والأخيرة تدخل أسلحة جديدة

خليل نصر الله

مرّ ما يزيد عن الشهر على بدء الولايات المتحدة الأميركية وحليفها اللصيق بريطانيا عدوانهما على اليمن، بحجة حماية أمن الملاحة البحرية غير المهدّدة أصلًا، ومحاولة تأمين سفن الكيان الإسرائيلي أو تلك المتوجهة إلى شواطئ فلسطين المحتلة.

وضع الأميركيون ضرباتهم في إطار التأثير على قدرات صنعاء الهجومية. اعترفوا أنه لا يمكن القضاء عليها، لكنّهم جزموا بالحد منها، وهو ما عبّر عنه أكثر من بيان وتصريح أميركي، حتّى على لسان الرئيس بايدن.

في أوساط بعض الخبراء، ثمة خطأ في الحساب ارتكبته واشنطن، إن لجهة الأهداف التي رفعتها، أو لجهة تقدير القدرات اليمنية من نواح عدّة.

بعد شهر، يتبين أن واشنطن أخفقت، بل راكمت إخفاقات في تحقيق أهدافها، وهي انزلقت بنفسها إلى مواجهة غير محسوبة، فلا هي منعت صنعاء من تحقيق أهداف عملياتها المساندة لغزّة، ولا حمت السفن التي تدخل ضمن دائرتها أو الدائرة الإسرائيلية أو البريطانية من الاستهداف بل والإصابة.

عمليًا، رفعت صنعاء من مسنوب الاستهداف، وهو أمر تشير إليه الضربات التي تنفذ ولا ينكرها الأميركيون، بل وأدخلت تقنيات ومعدات قتالية جديدة إلى المواجهة، كمثل الغواصات المسيّرة والصواريخ الباليستية التي باتت تستخدم ضدّ الأهداف المتحركة في البحر، وهة ما ينظر إليه الأميركيون بعين الخطورة.

في خطابه يوم الخميس (أمس)، أعلن السيد عبد الملك الحوثي قائد الثورة في اليمن، عدة مسائل تتعلق بإدارة المعركة الحالية، فكشف عن تطوير الصواريخ المتوفّرة لدرجة لا يتمكّن الأميركي من اعتراضها، كذلك إدخال سلاح الغواصات المسيّرة إلى ميدان المعركة، وكذلك مواصلة القدرة على تحصيل المعلومات الدقيقة بشأن السفن في البحر الأحمر والبحر العربي، رغم محاولات الخداع الأميركي عبر التمويه والتحايل.

ويبقى الأبرز هو إشارة السيد عبد الملك الى تصعيد مقصود للعمليات، رابطًا الأمر بالدرجة الأولى بالعدوان على قطاع غزّة وما يمر به أهل القطاع من ظروف إنسانية صعبة، وكذلك العدوان على بلاده، والذي تؤكد صنعاء أنه إسناد للكيان الإسرائيلي.

لا يحتاج الأمر لكثير من التدقيق للتأكد من صحة وواقعية الرواية اليمنية، التي تؤكد فشل واشنطن في إحباط العلميات اليمنية، بل وزيادة الصعوبة عليها في التعامل مع الواقع المرير، بالنسبة للأميركي، والذي يرى أن ثمة نفوذًا سقط من يده، وأن مشروعه في السيطرة على الممرات البحرية والتحكم بها قد تلقى ضربة غير عادية.
نجحت صنعاء، من خلال المواجهة في تثبيت تهشم الردع الأميركي، وكذلك قدرتها على المناورة والتحكم بمسارات عملياتها، وتعميق أزمة الأميركيين في المنطقة ككل، فما يُفعل من اليمن، قد يُفَعّل في مناطق حساسة أخرى، مع العلم أن ما أفرجت عنها صنعاء لم يبلغ ذروته، لا كمًّا ولا نوعًا.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف