معركة أولي البأس

خاص العهد

اجتماع عمان يؤكد تعزيز التعاون لمكافحة المخدرات
20/02/2024

اجتماع عمان يؤكد تعزيز التعاون لمكافحة المخدرات

دمشق - علي حسن

ضمن أجواء وُصفت بالإيجابية، تمخّض اجتماع عمان الذي ضم وزراء الداخلية لسورية والعراق ولبنان والأردن عن نتائج مهمّة حول تعزيز التعاون بين هذه الدول لمكافحة آفة المخدرات. وقد وأعلن وزير الداخلية الأردني أن الاجتماع خلص إلى تشكيل خلية مشتركة لتبادل المعلومات السابقة واللاحقة ومتابعة الشحنات الخارجة من الدول وإليها، وصولًا إلى مواجهة هذه الظاهرة والحدّ منها.

المخدرات خطر يهدّد الجميع ودمشق لا تتوقف عن مكافحتها بالسبل كافة

وحول اجتماع عمان وما أفضى إليه من نتائج، قال المحلل السياسي عصام إبراهيم لموقع "العهد" الإخباري إن: "هناك نتائج مشجعة انبثقت عن اجتماع عمان؛ لا سيما في مجال تبادل المعلومات وزيادة التنسيق الأمني بين هذه الدول مجتمعة، ما يسفر عن نتائج ملموسة تؤدي للحدّ من هذه الظاهرة الخطيرة التي تصيب المجتمع".

وأوضح أن: "سورية كانت السباقة دائمًا لمواجهة هذا الخطر؛ لأنه يلحق الضرر بها أسوة بباقي الدول المجاورة. وبالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد؛ إلا أن الداخلية السورية تعلن من وقت إلى آخر عن إلقاء القبض على مهربين ومصادرة كميات كبيرة من المخدرات. لكنّ الظروف كانت أكبر من الإمكانات بعد ثلاثة عشر عامًا من الحرب والخسائر الكبيرة التي لحقت بالأجهزة الأمنية؛ فضلًا عن أن الأولوية كانت لمواجهة خطر الإرهاب المدعوم عبر الحدود، ما أسفر عن تخفيف الرقابة على تجارة المخدرات".

وأضاف المحلل السياسي أن الجميع يعرف بأن الجنوب السوري، والذي تنطلق منه عمليات التهريب نحو الأردن ودول الخليج، هو منطقة تعج بالجماعات الإرهابية المناوئة للدولة السورية، وما تزال تلك الجماعات تتواجد بقوة في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء، وهي تؤدي دورًا أساسيًا في هذه التجارة، فضلًا عن أنه وطوال سنوات الحرب كانت العلاقات بين سورية والأردن ودول الخليج مقطوعة، ولا يوجد تنسيق، ما صعّب المهمّة على سورية التي كان يجب عليها أن تواجه هذا التحدّي وحدها".

تغذية الإرهاب ارتدّ على داعميه سلبًا

من ناحيته؛ قال المحلل السياسي محمد علي، لموقع "العهد" الإخباري، إن الدول التي عملت طوال السنين الماضية على إضعاف سورية وتدميرها وأنفقت في ذلك مليارات الدولارات تدفع اليوم جزءًا من ثمن سياستها الإجرامية تلك، من خلال تفشي المخدرات في مناطقها، فضلًا عن تهديد أمنها القوميّ من خلال انتشار الجماعات الإرهابية التي قاموا بتمويلها، وهي الآن مدججة بالسلاح وعلى حدودهم.

 وذكر محمد علي بأنّ الأموال التي أنفقتها دول الخليج في سبيل تدمير سورية كانت كافية لإعمار مدن وبلدات بأكملها، في حين كان الأردن منصةً لتنفيذ هذه السياسات الإجرامية عبر استضافته غرفة الموك بقيادة واشنطن ومن خلفها "تل أبيب" لزعزعة الأمن والاستقرار في سورية. وعندما بدأت التداعيات السلبية لهذه السياسة بالظهور؛ عمدت عمان إلى تنفيذ عمليات جوية داخل الأراضي السورية أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وقتل أسر كاملة، ما استدعى موقفًا سوريًا رافضًا لتلك الأعمال.
 
وأكد المحلل السياسي؛ أنه بالرغم من كلّ ما حدث، دمشق تنظر إلى الأمام ولا تتوقف عند الماضي، وقد تعالت على جراحها ولا تتعامل بطريقة ثأرية مع هذا الملف. وهي حاضرة دائمًا للتعاون مع كلّ الجهود للقضاء على تجارة المخدرات، لأن هذا فيه مصلحة لدول وشعوب المنطقة كلها.

إقرأ المزيد في: خاص العهد