نقاط على الحروف
هل تدخل مصر الحرب إذا هاجم نتنياهو رفح؟
د. جمال واكيم
يبدو أن التحذيرات المصرية لـ"إسرائيل" من مغبة القيام بعملية عسكرية ضدّ رفح، والسيطرة على المعبر الذي يربط قطاع غزّة بمصر، جدية وليست للاستهلاك الشعبي. فالعملية العسكرية الإسرائيلية المرتقبة على رفح يمكن أن تتوسع إلى الأراضي المصرية القريبة من معبر رفح ما يعتبر مساسًا بالأمن القوميّ المصري الذي يعتبر أن رفح هي البوابة التي كان يدخل منها الغزاة من الشرق لاحتلال مصر.
وهنا، نستعرض مجموعة من التصريحات التي تناولت هذه القضية، حيث أكد رئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات ضياء رشوان، أن الرد المصري على "إسرائيل" لن يقتصر على إجراءات رمزية مثل سحب أو طرد السفراء إذا تعرض الأمن القوميّ المصري أو الأراضي المصرية للتهديد أو تصفية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن لدى مصر ما يكفي من الوسائل للدفاع عن امنها. وأوضح أن "إسرائيل" لم تستطع بجيشها وأسلحتها ومليارات وقذائف الولايات المتحدة أن تواجه بضعة آلاف من المقاومين في قطاع غزّة فما بالها بمواجهة أكبر دولة في الشرق الأوسط؟ في إشارة منه إلى قدرة مصر على الدفاع قيادة سياسية وجيشًا.
من جهته أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن ""إسرائيل"" بتصرفاتها الحالية أصبحت تهدّد استمرارية الاتفاقات التي وقعت معها خاصة مع دول مثل مصر والأردن".
الى ذلك أعلن رئيس لجنة الدفاع والأمن القوميّ بمجلس النواب المصري اللواء أحمد العوضي أن المساس بالأمن القوميّ المصري خط أحمر لا يمكن التفريط فيه. وشدد العوضي على "أن سيناء خط أحمر والأمن القوميّ المصري خط أحمر وموضوع تهجير الفلسطينيين مخطّط مرفوض من كلّ المصريين والفلسطينيين، لأن ذلك يؤدى لتصفية القضية الفلسطينية ويهدّد الأمن القوميّ المصري، ومصر لن تسمح بذلك".
في هذا الاطار، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة السويس الدكتور جمال زهران أن هنالك ترابطًا وثيقًا بين الأمن القوميّ المصري وفلسطين خصوصًا أن الكثير من الحملات التي غزت مصر أتت من الشرق، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" لا تزال تعتبر أكبر تهديد للأمن القوميّ المصري والعربي، والهجوم على رفح سيجعل مصر إما متواطئة مع الحملة إذا سكتت، وإما أن تدخل بحرب مع العدوّ الإسرائيلي.
واعتبر أن اشعال الوضع في رفح سيجعل الحدود مع غزّة ثالث جبهة مشتعلة تحيط بمصر إذا ما ذكرنا الوضع المشتعل في ليبيا من جهة وفي السودان من جهة أخرى، مؤكدًا ان هذا لا يمكن ان يسمح به الجيش المصري الذي رفع استعداداته إلى أعلى درجة وهو يجري مناورات مستمرة، وقد سبق وتدخل في عدة حالات كان فيها تهديد للامن القوميّ المصري، وبالتالي فإن الجيش المصري مستعد للتدخل في حال حصل هجوم إسرائيلي على غزّة.
وأضاف زهران إنه خلال العقد الماضي تم تحديث الجيش المصري وتزويده بأحدث الأسلحة وفي الفترة الأخيرة تم إرسال عدد كبير من الجنود والعتاد إلى الحدود مع غزّة تحسبًا لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح. وقال إنه في حال هاجمت "إسرائيل" رفح فإنها بالتالي ستكون قد فتحت جبهة مع مصر تضاف إلى جبهة الجنوب اللبناني وجبهة الجولان وهذا سيؤدي إلى حرب إقليمية كبرى في الشرق الأوسط.
وقد اعتبر المسؤول الإعلامي لحركة حماس في لبنان وليد الكيلاني أن "النوايا الإسرائيلية خبيثة خصوصًا أن نتنياهو يصر على مواصلة العدوان ويصر على التحضيرات لاجتياح رفح وهو يريد تهجير الفلسطينيين من قطاع غزّة إلى سيناء في إطار خطة الترانسفير التي تريد "إسرائيل" من خلالها التخلص من الثقل الديمغرافي الفلسطيني وتضمن يهودية الدولة الصهيونية". وأشاد الكيلاني بالموقف المصري الذي يعارض العملية العسكرية على رفح.
واعتبر الباحث في العلاقات الدولية محمد حسن سويدان أن الهجوم على سيكون كارثيًا بالنسبة للمدنيين لذا فإن الولايات المتحدة التي تدعم هذا الخيار، تشعر بالقلق من ارتداد الأمر سلبا على صورتها في العالم في حال سقط عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين خلال العملية.
وقد أكد وزير الخارجية البريطاني السابق ويليام هيغ أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيكون خطأً فادحًا يرتكبه نتنياهو معتبرًا أن الإسرائيليين لن يكون بإمكانهم الانتصار في المعركة في مواجهة حماس أو أي فصيل مقاومة يعتمد أسلوب حرب العصابات.
إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف
20/11/2024
ما بين عامَي 1948 و2024 ما الذي تغيّر؟
20/11/2024
أن تصبح سردية العدو شغل LBCI الشاغل!
18/11/2024
عن قائد كتيبة الإعلام المحارب..
16/11/2024
ضاحية السيد: مدينة تسكننا!
16/11/2024
الانهزاميون ينتشون بفائض الحرب والتدمير
15/11/2024