معركة أولي البأس

خاص العهد

سلسلة روائية عن الشهيد قاسم سليماني يطلقها أدباء سوريون وفلسطينيون
09/02/2024

سلسلة روائية عن الشهيد قاسم سليماني يطلقها أدباء سوريون وفلسطينيون

محمد عيد

تركت سيرة الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني أثراً كبيراً في نفوس العديد من الروائيين السوريين والفلسطينيين وغيرهم، فتصدوا لفكرة إنتاج سلسلة روائية عن حياته تضيئ على جوانب من شخصيته وبلائه الحسن على كلّ المستويات العسكرية والجهادية والسياسية والايمانية والأخلاقية.

سلسلة حملت عنوان "يقينًا كله خير"

الروائيون الذين تصدوا للكتابة عن حياة الشهيد سليماني هم في أغلبهم من فئة الشباب السوري والفلسطيني الذي عاين نتاج قائد فيلق القدس الميداني، وعاصر ذلك التحول إلى الاستقرار الذي عاشته سورية على خلفية التماهي العظيم في القتال بين الجيش السوري والقوات الرديفة التي أشرف الشهيد سليماني على تدريبها وتأهيلها لمواجهة التنظيمات التكفيرية مثل "داعش" و"النصرة" وغيرها.

ومع ذلك، يصر هؤلاء الروائيون الشباب على أن الإحاطة الكاملة بشخصية تاريخية مرموقة كالشهيد قاسم سليماني أمر عسير جدّاً على اعتبار أن هناك الكثير من المنجزات التي قام بها لم يتم الإفراج عنها بعد، وقد يسمح المستقبل القريب أو البعيد بالإضاءة عليها وملاحظة آلية صرفها الإيجابي على مستقبل الشعوب المقاومة.

هي إذاً محاولة لا ينقصها الجد، سعت إلى البحث عن المعلومة والخبايا من خلال لقاءات أجريت مع شخصيات عرفت الشهيد سليماني عن قرب أو التقت به في مفاصل ميدانية هامة ثمّ تركت الانطباع حول هذا اللقاءات الى الشباب المتحمس ليصوغ منه النصوص بقلم روائي شيق حمل عنوان "يقينًا كله خير".

سلسلة روائية عن الشهيد قاسم سليماني يطلقها أدباء سوريون وفلسطينيون

لتعزيز ما كان يصبو إليه
 
عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين عمر جمعة أشار إلى أن هذا الجمع قد جاء لإطلاق السلسلة الروائية "يقيناً كله خير" وهو مشروع نهض على عاتق ستة روائيين شباب سوريين وفلسطينيين.

وفي حديث خاص بموقع "العهد" الإخباري، أكد جمعة أن هؤلاء الشباب عندما يتحدثون عن الشهيد سليماني وعن المقاومة في العموم هم يتحدثون عن ثقافة الحياة الكريمة التي يسعى إليها المقاومون والتي خصص لها القائد سليماني جل حياته في الساحات بغية إسعاد شعبه وكلّ الشعوب المقاومة.

وأضاف إنه من المهم اليوم توثيق كلّ التضحيات التي قدمها الشعب السوري خلال سنوات الأزمة الطويلة التي مر بها وهذا الأمر سعى إليه الكتاب الشباب الذين عمدوا إلى ذكر بعض الشهداء بأسمائهم في ما ذكر شهداء آخرون بصفتهم ونسبة إلى مدنهم أو المعارك التي خاضوها من أجل تعزيز ثقافة الإيمان بهذا الوطن والتأكيد أن الجهاد بالكلمة لا يقل عن الجهاد بالسلاح في ميدان القتال، مشيراً إلى أن الحاج قاسم سليماني انتهج الجهاد بكافة تجلياته الميدانية والثقافية والأخلاقية والنفسية ولهذا فإن الروائيين الشباب قد أفردوا له حيزاً كبيراً من كتبهم مع الإقرار بصعوبة إيفاء سيرته ما تستحق من إضاءة.

رئيسة القسم الأدبي في مؤسسة صباء للأدب والفنون آية ضاشو أكدت في حديثها الخاص بموقع "العهد" الإخباري أن المؤسسة تهدف إلى توثيق الأحداث في سورية تحت عنوان أدب المقاومة الوطنية وهو ما جرى خلال هذه السلسلة التي كتبها كتاب سوريون وفلسطينيون من مختلف المحافظات.

وأضافت إن السلسلة تحدثت عن الشهيد قاسم سليماني ودوره الكبير في سورية وعلاقته الدافئة مع المجاهدين في كلّ ساحات القتال والتي بناها بالكثير من الصدق والفداء وتقديم نفسه كقدوة يسبق الآخرين إلى ساحات المعارك ويصر على تقديم نفسه كجنديّ يمارس الجهاد بتواضع العظماء.

الروائي الشاب جعفر خضور وهو مشرف ومشارك في السلسلة الأدبية أكد في حديثه لموقع "العهد" الإخباري أنه شارك في السلسلة بكتاب "وغفا" السرو الذي تناول بعض المحطات الأساسية في تاريخ الأمة وتركز بشكل أساسي على شذرات من حياة القائد الشهيد قاسم سليماني بأسلوب أدبي شيق جمع ما بين الحياة والمعارك التي خاضها الحاج قاسم. وكذلك فإن السلسلة لم تخل من الأحداث الكبرى التي عاشتها المنطقة وفي مقدمتها تحرير جنوب لبنان عام ٢٠٠٠ وحرب تموز عام ٢٠٠٦ والحرب الإرهابية التي شنت على سورية، مشيراً إلى أن مشاركة الأدباء الشباب في هذه السلسلة الأدبية تأتي بهدف تعزيز الثقافة الوطنية وثقافة المقاومة والتي هي ثقافة شهادة كما أن للأدب رسالة إنسانيّة تتحقق عندما يتم ترسيخ ثقافة الشهادة في أذهان الأجيال المتعاقبة التي لولاها لما تحققت الانتصارات ولما استطاع أحد أن يتطلع إلى درب التحرير الذي سعى إليه الشهيد سليماني وكافة الشهداء.

قاسم سليماني

إقرأ المزيد في: خاص العهد