خاص العهد
ريادة الأعمال.. مشروع لشباب مقتدر
مصطفى عواضة
نعيش اليوم مرحلة زمنية بالغة الأهميّة والحساسيّة يشهدها العالم أجمع، تتطلّب حضور الشباب الجامعي المؤمن المتعلم المفعم بالنشاط والحماس والدافعيّة والثقافة والمسؤولية، وإدراك وضعهم ووضع مجتمعهم وحاجاته كافّة. وكما قال إمامنا روح الله الخميني (قدس): "إن الشباب الجامعي، وعلى مرّ التاريخ... هم ذخائر آمال الإسلام والبلدان الإسلامية".
من هنا؛ أطلقت جمعية "اقتدار للبحث والتطوير" برنامجها لريادة الأعمال الذي يؤسس لتنمية الموهبة في ظلّ ما يواجهه شباب الوطن من تحديات وأزمات لها انعكاسات كبيرة في مجالات متنوعة اقتصاديًا واجتماعيًا وتربويًا ونفسيًا. فقد بلغ معدل البطالة في لبنان 29.7 % خلال العام 2022، أي أنّ ما يقارب ثلث القوى العاملة أصبحت عاطلة عن العمل. كما تشير الدراسات إلى ارتفاع معدل البطالة مع ارتفاع المستوى التعليمي، حيث يتخطّى معدلها 35 % عند حملة الشهادة الجامعية.
المتحدث باسم الجمعية الدكتور حسين ناصر رأى في حديث لموقع "العهد" الإخباري أن: "الاستثمار في المبادرات الإيجابية، خلال هذه المرحلة، يعدّ من الأسس المتينة للمساهمة والمساعدة بالخروج من الأزمات المتعددة أو التخفيف من آثارها؛ لا سيما المبادرات التي ترتكز على إعمال الفكر الابتكاري التراكمي. إذ إن القدرات الابتكارية المدمجة مع الكفاءة العلمية والمهارة التخصصية من أفعل الوسائل التي تمنع الطلبة الجامعيين من الخضوع والاستسلام لهذه الأزمات أو الهرب منها والهجرة".
وأضاف إن "ريادة الأعمال تؤمّن للطلاب الجامعيين القدرات والوسائل لإخراج أفكارهم الابتكارية من دائرة القوّة إلى دائرة الفعل وتحويلها إلى مرحلة التطبيق والتطوير ثمّ الانتاج. ويعدّ مستوى نمو قطاع ريادة الأعمال من سمات الاقتصاديات المتقدمة والمتطورة عالميًا، وهو اقتصاد المستقبل، حيث قدّر حجم هذا القطاع سنة 2021 بنحو 3000 مليار دولار".
ولفت إلى أن "برنامج ريادة الأعمال في مشروع اقتدار، هو مشروع ريادي تنموي يهدف إلى تحقيق القوّة والاقتدار العلمي لمجتمعنا ومقاومتنا ووطننا من خلال رعاية طلبة الدراسات العليا واحتضانهم وتوفير مختلف وسائل المساعدة والدعم لهم، عبر مروحة واسعة ومتنوعة من الخدمات العلمية والتوجيهية والإرشادية".
وخلال حديثه لـ"العهد" بيّن الدكتور ناصر بعض الأهداف التي تسعى جمعية إقتدار إلى تحقيقها من خلال برنامج ريادة الأعمال:
• أولًا: نشر ثقافة ريادة الأعمال بين الطلاب وتعزيزها.
• ثانيًا: التحوّل من ثقافة الاستهلاك إلى ثقافة الانتاج، ومن الركون إلى المبادرة، ومن الخمول إلى العمل والابتكار.
• ثالثًا: خلق اتّجاه عند الطلاب الجامعيين نحو تأسيس الأعمال والوظائف بدلًا عن ثقافة البحث عن وظيفة.
• رابعًا: تعزيز الثقة بالنفس والقدرة على التغيير الإيجابي في المجتمع عبر المبادرة والإبداع والعمل.
• خامسًا: الإسهام في رفع منسوب إنتاج العلم والمعرفة في مجتمعنا، وتشجيع الطلاب على العلم والعمل والتطوير والانتاج من خلال ترسيخ ثقافة الاعتماد على النفس وتطوير المهارات المتصلة لديهم.
وهذا ما يؤدي إلى تحسين الصورة العامة لمجتمعنا، وإظهاره مجتمعًا منتجًا مبدعًا ومبتكرًا، وأن يكون ركيزة أساسية في الاقتصاد اللبناني والبوصلة الموجهة له.
كما أعلن الدكتور ناصر، في ختام حديثه، عن بدء دفعة جديدة من دورات التفكير التصميمي وريادة الأعمال، والتي لن تقتصر على منطقة بيروت؛ بل سيتم تنفيذ سلسلة دورات أيضًا في الجنوب والبقاع.