معركة أولي البأس

نقاط على الحروف

أزمة الكيان السياسية وانعكاسها على توقيت إنهاء الحرب في غزة
23/01/2024

أزمة الكيان السياسية وانعكاسها على توقيت إنهاء الحرب في غزة

د. زكريا حمودان

ضجت وسائل الإعلام الإسرائيلية والغربية في الساعات الـ٤٨ الأخيرة بأخبار وتحليلات حول التباين الأمريكي - الإسرائيلي الذي يلوح في الأفق، بالتزامن مع خلاف سياسي داخلي أيضًا في الكيان تحديدًا بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت.

التباين الاسرائيلي - الاميركي

منذ بداية معركة طوفان الأقصى وقفت ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن موقف الأميركي المُتصهين الداعم لحكومة نتنياهو في العلن، لكن جميعنا يعلم أنَّ العقل الباطني للديمقراطيين لا يلتقي مع التوجهات المشرذمة وغير المبرمجة لسياسة اليمين المتطرف على رأس حكومة "اسرائيل"، والذي أطاح بحليف الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، وهنا اقصد رئيس الحكومة الصهيونية السابق يائير لبيد.

الموقف الأول للإدارة الأميركية أتى من صدمة، فردّة فعل تهدف أولًا لحماية الكيان من نفسه، فموقف، بحيث انتهى بتباين بسبب أزمة بين الفريقين على الشكل التالي:

١- ردة فعل الإدارة الأميركية كانت طبيعية بالنسبة للرئيس الأميركي الحالي والذي يتحضر لمعركة انتخابات رئاسية، بحيث أن أي انتصار سريع لـ"اسرائيل" كان سيصب لصالح بايدن الذي سيكون قد استفاد من التهويل في الشرق الأوسط. لكن من المؤكد أن هذه الخطوة لم تنجح لأن الحسم العسكري لم يتحقق.

٢- تراجع حجم التأييد الأميركي الشعبي للرئيس الأميركي الحالي بعد مواقفه من حرب غزة وتحديدًا القتل غير المبرر للمدنيين وتدمير المساكن والأحياء.

الخلافات الاسرائيلية الداخلية

قبل الغوص في الخلافات الإسرائيلية الداخلية يجب أن نتوقف عند الإئتلاف الهزيل الذي أوصل نتنياهو إلى الحكم، والذي قد يطيح به في الأيام المقبلة. هذا الإئتلاف هو أحد أسباب بقاء نتنياهو في الحكم، لكن امكانيات فرط عقد هذه الحكومة قد يكون متاحًا الآن بعدما بدأت أصوات تعلو فوق صوت آلة القتل الاسرائيلية.

الأزمة السياسية الداخلية تتوقف عندما تجد حكومة نتنياهو جوابًا منطقيًا لليوم التالي، وهنا المقصود في اليوم التالي ما يلي:

١- المستقبل السياسي لحكومة نتنياهو ومعه المتطرفين الذين يبحثون عن مخارج تنزلهم عن الشجرة العسكرية التي تورطوا فيها.
٢- مستقبل العلاقة بين نتنياهو ومختلف القوى السياسية بعدما أصبح نتنياهو معميًا عن كل شيء ولا يفعل شيئًا غير إظهار نفسه بصورة المنتصر دون امتلاكه لانتصار.

بعدما اتضحت صورة المعركة في غزة وجبهات المساندة لمحور المقاومة، وبعدما برزت التباينات الأميركية - الإسرائيلية، بالاضافة إلى الخلافات الداخلية في "اسرائيل"، من المؤكد أن أوّل أثر ايجابي في هذه الأزمات سيكون لصالح قطاع غزة الذي يحقق نصرًا سيجر الإسرائيلي إلى وقف للعمليات الحربية والخضوع لشروط حركة "حماس" المقاومة والفصائل الفلسطينية.
   

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف

خبر عاجل