نصر من الله

نقاط على الحروف

هستيريا الصهاينة من جبهة الشمال
22/01/2024

هستيريا الصهاينة من جبهة الشمال

ليلى عماشا

لا يمكن تفسير الخطاب الصهيوني المتناقض والمتضارب حول "الجبهة الشمالية" سوى بعارض هستيري أصابهم من وقع صدمة دخولهم عصر الزوال بسرعة ما كانوا يتوقعونها، ومكوثهم في خانة الإدراك أنّ هذه المعركة ليست كأيّ من سابقاتها، أي هي معركة تحدّد مصير كيانهم، بل وجود كيانهم.

إليكم عيّنة ممّا يقوله الصهاينة مؤخرًا حول المعركة مع المقاومة الإسلامية في لبنان، والتي اندلعت منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023:

- وزير الهجرة في كيان الاحتلال: "يجب التوصّل إلى حلّ سياسيّ ينهي التصعيد في الشمال".

- محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت": "حزب الله يطلق النار من دون أن يرفّ له جفن على المنازل في المنارة والمطلّة وقدرة ردّ الجيش الإسرائيلي محدودة".

- وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير: "نستعدّ لحرب طويلة على الجبهة الشمالية".

- صحيفة "معاريف": "إذا كانت "إسرائيل" قد أنشأت بعد حرب لبنان الأولى منطقة أمنية بعرض 24 كيلومترًا في جنوب لبنان، فإن هناك اليوم منطقة أمنية بالفعل، ولكنها موجودة في شمال "إسرائيل"".

- موقع "كان": "أنهت وزارة الصحة الاسرائيلية خطة لمستشفيات الشمال ونجمة داوود وقطار لاحتمالية حدوث حرب مع حزب الله قريباً".

توقعات الصهاينة حول الجبهة الشمالية تترجم رعبهم المتراكم ومخاوفهم المتزايدة لا سيما بعد أن خلت جميع الوحدات السكنية شمال فلسطين من المستوطنين الذين نزحوا نحو وسط فلسطين، وبعد أن توقفت المصالح الإقتصادية في كلّ الشمال. أكثر من ذلك، في ظل رفض المستوطنين العودة حتى وإن هدأت جبهة الشمال على حدّ قولهم. في الوقت نفسه، يدّعي الجيش الموتور أنّه يسطّر إنجازات في جنوب لبنان، تارة يبثّ فيديوهات استهداف منازل خالية من سكانها وطورًا يستعرض في كيفية اغتياله للمقاومين على اعتبار أن الاغتيال عن بعد هو "انجاز عسكري"!

يهدّد على ألسنة بعض ضباطه ويتناسى أنّ التقارير المتحدثة عن رفض الجنود المجيء إلى جبهات القتال وحالات الإنهيار النفسي والعصبي التي تصيبهم هي تقارير متداولة وليست سريّة مهما حاول ضبط ما يُنشر من أخبار الجيش والجبهة. وفي السياق نفسه، يتهافت الناطقون باسم العدوّ بمختلف اللغات على التسويق للسردية الصهيونية القائلة بحتمية انتصار "إسرائيل" في هذه الحرب، في محاولات يائسة لبثّ روح انهزامية في صفوف أهل المقاومة. ولا يلتفت هؤلاء لحجم الأزمة التي يواجهها الكيان الصهيوني بعد أن ثبت له على مختلف المستويات أن "زمن أوّل تحوّل" وأن "إسرائيلهم" هذه لم تعد تخيف أحدًا ولا سيّما بعد أن "ركبت أعلى ما في خيلها" قتلًا وتدميرًا وانتهاكًا لكافة المحرّمات الإنسانية.

والمضحك في كلّ ذلك، أنّ لا جمل انتقالية بين تعبيرهم عن القوّة وبين انفضاحهم بالرعب. في جملة واحدة، في تعبيرات متزامنة، يهدّدون ويتخوّفون، يتباهون بانجازات من وهم ثم يستعرضون خسائرهم وإن يتحفظون عن ذكرها كلّها. نسي الصهاينة، من فرط توجّعهم في مواجهة حقيقة زوالهم المقترب يومًا بعد يوم، أن تفوّقهم العسكري والتكنولوجي ليس كافيًا كعامل يحتّم النّصر في معركة الوجود.. بل واكتشفوا أن هذا التفوّق لم يعد أصلًا ذا قيمة في حسابات المواجهة سواء في غزّة أو في جنوب لبنان. وما حديثهم المتحسّر عمّا أملى به بن غوريون حول أهمية نقل القتال إلى "أراضي العدو" في مقاربتهم لاجلاء حوالي 100 ألف من مستوطنيهم على طول الحدود مع لبنان، سوى انعكاس لشعورهم بأن الأمر انتهى.

إقرأ المزيد في: نقاط على الحروف